الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصوص حمدي أبو جليل

نهى محمود

2007 / 7 / 31
الادب والفن


فاجأتني بخبطة على صدرها ... خبطة قوية ألمتني " يا عيب الشوم نازل بنفسك يا ضنايا ترمي الزبالة " وطلبت مني بصوت تملكه التهدج أن أعتبرها أمي ولا أرمي الزبالة بنفسي مطلقا ، فقط اتركها أمام باب شقتي " واي واحدة من المحاريق حترميها ، وفي اليوم الثاني مباشرة اعتبرتها أمي وتركت كيس الزبالة أمام باب شقتي بالضبط وقابلتها على القلبة الثانية من الدور الثاني بإبتسامة تناسب الأمهات وبمجرد أن نجحت في المرور من جانبها خرمت أذني " يا أخويا عفنت البيت ، سايب زبالتك قدام الشقة كده .. هوه أنت فاكرنا خدامين عندك
والله صحيح اللي اختشوا ماتوا .....
جزء من رواية لصوص متقاعدون

حمدي أبو جليل – ذلك الذي لا اعرف أن أحكي عنه غير أني احب كتابته
انقب عن مقالاته وحكاياته التي يكتبها بخفة دم شديدة الإختلاف بإبتسامته التي ألمحها بين سطوره
بعبقرية روحه الطفلة الطيبة التي تلقي ظلالها حوله صانعة مساحة مغناطيسية لا يعرف أحد ان يقاومها
يمضي صانعا عالما قويا يخدش به حتى خجله الحقيقي الإنساني جدا
يتجرد من مخاوفه ووقفاته صانعا ارضا يعرف أن يطأها جيدا يعرف مداها
أقف امام كلماته مأخوذة بطرافتها وعمقها وأمام شخوصه ببؤسها وحزنها وغرابتها
أتذكر كلماته التي تحاول جاهدة أن تبدو حاسمة – علينا أن نكتب أنفسنا –
قالها لي طالبني بأصعب ما قد يستطيع الراهب ان يكون
الحقيقة "
تلك التي يحاول العالم كله ان يتملص منها ويخفيها بينما يفكك الكاتب أزرارها " يكشفها فتختلط بضي الشمس ورائحة العرق وملح الدموع
يضفي عليها التجريد إنسانية

حمدي أبو جليل " ولصوصه

للحكايا طعم النشوة " هي الحالة التي سيطرت علىّ وأنا اضم روايته بين يدي بعد نزولي من ميريت في بداية أسبوع هادئة
فضول مختلط بيقين من أني امتلك صفحات ستمنحنى ساعات ممتعة وجميلة لم يشغلني التفكير في عمل قبل التورط في قراءته كما فعلت هذه الرواية " المطواة التي صدرها لنا الفنان الجميل" أحمد اللباد" غلاف الرواية
" من هم – اللصوص المتقاعدون- من؟

للكلمات طعم البهجة –
احببت الرواية جدا شخوصها التي يبدو فيها الشر مخلوطا بتلك التوليفة العبقرية للمصريين بحيث لا تستطيع جد ان تتورط في كره خالص لأحدها رغم كل الموبقات .. السلوك المنحرف.. الذي تعتنقه الشخوص

المرأة ذات الحضور والبعد المتكامل في ملحمة من عالم رجولي مرهق
ابتسامة لها بعد موجع من السخرية والتأمل في إطار واقعي في ذلك العالم الخاص جدا بالمهمشين المتقاعدين " تطويع الكلمات .. سلاسة الحكايات
تلك الروح التي تظلل الرواية .
شكرا للأديب والإنسان حمدي أبو جليل على هذا العمل

- الرواية صادرة عن دار ميريت للنشر – وترجمتها الجامعه الأمريكية منذ أسابيع قليلة
"نهى محمود
كاتبة وصحفية من مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل