الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)

نبيل حاجي نائف

2007 / 7 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الكذبإ

إن الكذب هو : أن يقوم الأنسان ( أو الكائن الحي ) بإعطاء أو إظهار دلالات أو معلومات خاطئة , أو إخفاء دلالات أو معلومات صحيحة , عن من يطلبها . وهذا من أجل الحماية والتكيف الأفضل للكائن . أي هو خاص بالكائنات الحية , وبشكل خاص بالإنسان . ولا يحصر مصطلح الكذب في مفهوم قول أو إظهار غير الحقيقة فقط , بل يشمل إخفائها وتشويشها وتزويرها وإنقاصها . فالكذب تزوير الحقيقة كي يخدع بها الشخص ( أو الكائن الحي ) الآخرين , من اجل تحقيق أهداف و دوافع ذاتية معينة .
فيمكن أن يكون دافع الكذب هو النجاة سواء من العقاب أو من آثار قول أو إظهار الحقيقة.
والخداع أو التمويه هو شكل من الكذب وهو موجود عند الكثير من الكائنات الحية . ونحن نشاهد أمثلة كثيرة في عالم الكائنات الحية يستعمل فيها التمويه والتخفي وإعطاء دلالات غير صحيحة . فهو ليس خاص بالإنسان فقط . وكل أشكال التمويه والتخفي التي تمارسها الكائنات الحية , إن كانت حشرات أو حيوانات , من أجل حماية نفسها أو من أجل تحقيق دوافع ذاتية معينة مثل الصيد والافتراس هي شكل من الكذب , فهي تعطي دلالات أو معلومات غير صحيحة أو تخفي معلومات .
أما الكذب المتطور والذي يشمل الكثير من أشكال الكذب , فهو موجود لدى الإنسان . وهذا الكذب يعتمد بشكل أساسي ذكاء ومعارف الإنسان وذاكرته , وعلى اللغة المتطورة التي يملكها الإنسان فقط .
إن الجاسوسية والخداع في الصراعات والحروب هو نوع من الكذب , وفي السياسة الكذب كثيراً ما يكون مباح .
والأساطير والأديان القديمة غالباً ما تكون شكل من الكذب على النفس .
وعندما يضحك الإنسان على سقوطه أو فشله , يكون في هذا يكذب على نفسه عندما يضحك , لأن الضحك في أساسه يحدث عندما يفوز أو ينتصر الإنسان , وبضحك الإنسان على فشله أو سقوطه كأنما هو يكذب على نفسه ويعتبر نفسه ناجح , وهذا لكي يتكيف مع الفشل والهزيمة الذي يولد الإحباط واليأس ويلغي تأثيراتهم .
فالكذب له أسبابه وموجباته , أي أن الإنسان يكذب لسبب معين أو دافع معين , وهذا متعلق بصفات وخصائص هذا الإنسان , فللرجال دوافعهم للكذب وللنساء دوافعهم للكذب والتي هي في كثير من الأحيان مختلفة عن دوافع الرجال , والصغار غالباً ما يكذبون لأن لهم أسباب كثيرة تدفعهم للكذب .
وأهم العوامل و الأسباب التي تدفع الفرد إلى الكذب .
الخوف والحسد والانتقام والحقد وحب الاستطلاع والتخيل والأنانية والميول الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمباهاة والغرور والخجل ، والضعف والعجز ، والشعور بالحقارة والرغبة في استعطاف الآخرين وجلب أنظارهم ، والمبالغة ، وسعة الآمال . .
1 ـ الخوف من العقوبة : وهو من الدوافع التي تضطر الفرد إلى الكذب خوفاً من العقوبة ، وان هو صدق في قوله فلن يأمن المجازاة مما اقترف . فيضطر إلى الكذب للتملص من العقوبة والإفلات من قبضة المجازاة .
2 ـ كثرة الضغوط : قد يلجأ الفرد إلى الكذب في بعض الموارد حينما يشعر أن الصدق يجلب عليه الضغوط ؛ و يعمد إلى إخفاء الحقيقة أو تبديلها
3 ـ الضعف والعجز : فيضطر الفرد حينها إلى اختلاق الأعذار والأكاذيب كأن يدعي عدم وجود الوقت الكافي لديه أو انه لا يجيد إنجاز هذا العمل ، أو يتمارض ويتظاهر بالعجز وأمثال ذلك من الذرائع .
4ـ الحسد والتنافس : تنشأ بعض أكاذيب من الحسد والتنافس , فإذا لم تكن للفرد المواصفات الكافية في العمل ، أو فشل في مجاراة أقرانه في المنافسة فسيجد نفسه حينذاك مضطراً لانتهاج مسلك الكذب والتصنع .
5 ـ لفت الأنظار : حينما يشعر الفرد بأنه وجود منسي ولا حساب له ، ويتصور أن لا مكانة له ولا وجود يستحق الاعتبار بين هذه الجماعة ، فيبادر إلى الحديث عن مسألة لا وجود لها في الواقع ويضفي عليها ألواناً براقة من التهويل والتعظيم من اجل جلب انتباههم ولفت أنظارهم
6 ـ الغرور والمباهاة : تظهر بعض التحقيقات بأن أكثر من 15 % من أنواع الكذب منشؤها المباهاة وصيانة الغرور . فيتحدث الفرد كذباً أمام الآخرين عن شخصيته والمنزلة الاجتماعية لعائلته ، وما تحظى به من الأهمية ، وذلك من اجل أن لا يستهين به الآخرون ، أو يقللون من شأنه ، فيقول إن أباه يحتل منصباً رفيعاً , هادفاً من كل ذلك إلى مكانته والاستحواذ على اهتمام الآخرين وإشباع أهوائه النفسية .
7 ـ التستر على الخطأ : حينما الفرد يقع في أي خطأ أو منزلق يشعر بأنه سيتعرض للمهانة الاجتماعية بسبب الطعن والتوبيخ الذي سيلقاه على أيدي الآخرين . فيبادر إلى معالجة الموقف بالكذب في سبيل التغطية على خطئه . ولأجل الإفلات مما قد يتعرض له من استهزاء واحتقار .
8 ـ الآمال والأماني :وقد تعكس أكاذيب الفرد أحياناً ما يدور في مخيلته من آمال وأمنيات ، فيتحدث عن هذه الأمنية أحياناً وكأنها واقع قائم .
9 ـ الانتقام : ويمثل الكذب في بعض المواقف نوعاً من الانتقام

و يختلف الناس عن بعضهم في قدراتهم على الكذب . والكذب ليس سهلاً إذا أريد له أن لا يظهر أنه كذب , فحبل الكذب قصير كما يقولون .
فلكي يكذب الإنسان يحتاج لقدرات ذهنية ( تفكير جيد وذاكرة قوية ومنطق متطور وخيال واسع وتبريرات جاهزة . .) وقدرات نفسية وانفعالية , مثل التحكم بمشاعره و تعابير وجهه وتصرفاته وتكييفها حسب الوضع الذي يخلقه عندما يكذب . وهذه القدرات اللازمة للكذب يجب أن ترافقها استعداد الشخص أخلاقياً وتربوياً للكذب .
وبشكل عام الضعيف والذي قدراته محدودة يكون لديه دوافع أكثر للكذب , بعكس القوي والذي يملك الكثير من القدرات تكون دوافعه للكذب أقل , وهذا ليس صحيح دوماً .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تدخلت أمريكا عسكريًا في عملية إسرائيل لإعادة 4 رهائن؟


.. مراسلنا: قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سك




.. حزب الله يعلن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود إسرائيليون في


.. الاتفاق الدفاعي بين الرياض وواشنطن يلزم السعودية بتطبيع العل




.. رئيس معهد أبحاث الأمن القومي: الضغط العسكري سيؤدي إلى مقتل ا