الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (4)

نبيل حاجي نائف

2007 / 8 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ن الاتجاهات التى تعمل على تغيير العالم الآن هي: المعارف والعلوم الجديدة، والتقنية الجديدة ونتائجهم. وإذا أردنا أن نستشف المستقبل يجب النظر إلى الدوافع والقوى والغرائز أو الخصائص الأساسية، فهى التى تقرر كيف سيكون المستقبل.

وأهم هذه القوى والدوافع هى المحافظة على استمرار النوع وحمايته، وتحقيق أكبر كمية من الأحاسيس والمشاعر المرغوبة. ويشير كورزويل فى كتابه "حين يتسامى البشر" إلى اقتراب حدوث انكسار تاريخى جذرى بالغ العمق من شأنه تغيير كل ما يؤلف طبيعة الكائن البشري. فهو يتوقع نتيجة التطور السريع لقدرات الكومبيوتر والذكاء الصناعى المترافق مع التقدم هائل فى مجال التحكم فى المورثات، أن يؤثر ذلك على عملية التطور البيولوجية، وأن يصبح التحكم فى التطور البيولوجى بيد المعارف العلمية.

وكذلك كان فون نويمان قد تنبأ بأن الجنس البشرى سوف يتطور بشكل سريع وغير متوقع نتيجة نمو التكنلوجيا وتطور الكومبيوتر. وقال ستيفن هوكنج ما معناه: أدى نقل المعلومات عن طريق غير بيولوجى إلى أن يسيطر الجنس البشرى على العالم، فقد حدث منذ حوالى سبعة آلاف سنة أن أنشأ الإنسان اللغة المكتوبة وهذا يعنى انتقال المعلومات دون الاتصال المباشر أو الشفاهية، فقد توضعت المعلومات خارج عقل الإنسان وصارت هذه المعلومات تسير عبر الزمن وتنتقل إلى الآخرين بدقة وبعد موت منتجها بزمن طويل.

لذلك نحن الآن على مشارف عصر جديد سوف نتمكن فيه من زيادة تعقيد سجلنا الداخلى من دون أن نحتاج إلى انتظار عمليات التطور البيولوجى البطيئة والتى تحتاج إلى عشرات الآلاف من السنين. ومن المرجح أننا سنتمكن من إعادة تصميم الإنسان بالكامل فى الأف العام القادمة. فالسوبرمان قادم ونحن أجداده إن لم نكن آباؤه، وهو على الأغلب لن يكون سوبرمانا بيولوجيا فهو سوف يكون إلكتروني-بيولوجي.

الأوضاع عندنا

أما نحن، فإن الذين بيدهم الأمور لدينا غالبيتهم من محافظين، وهم من الكبار فى السن، وهؤلاء لا يستطيعوا تقبل أو مسايرة التغيرات السريعة الحاصلة. لذلك لن تحدث تطورات جذرية مناسبة لما يجرى من تغيرات حاصلة، ولكن فى الأجيال الجديدة هناك أكثر من 35% علمانيين وغير محافظين وهؤلاء عندما يتسلموا الإدارة والقيادة فعندها سوف تبدأ تتسارع التغيرات لتواكب الأوضاع العالمية.

ففى المدى المنظور جيل أو أكثر لن تحدث تغيرات تلبى ما نحن بحاجة إليه من تطور لازم لكى نحقق التقدم الذى نأمل به. واذا حدث وظهرت تطورات الكترونية والكترونية - بيولوجية متسارعة اضافية، واذا حدث وفشلنا فى مواكبتها والانخراط فيها، فاننا سرعان ما سوف نبدو وكأننا كائنات بيولوجية من عصور غابرة؛ كائنات ربما يكون جديرا ان توضع فى المتاحف ليتفرج عليها الناس؛ كائنات قد تحظى، بعد تعرضها للابادة على نطاق واسع، بحماية مؤسسات خيرية مماثلة للمؤسسات التى تتخص فى حماية الكائنات المعرضة للانقراض.

واذا كان المستقبل يُصنع، فان السؤال الذى يواجه الجميع هو: أهذا هو المستقبل الذى نسعى الى الوصول اليه؟
ولكن أترانا نصنع مستقبلا آخر؟
هل لدينا أية خطط؟
هل يمكن لقوة الفكر ان تسعفنا قبل فوات الأوان؟


المصادر
-المستقبلية "مقدمة فى فن وعلم فهم وبناء عالم الغد" أدوارد كورنيش ترجمة محمود فلاحة دراسات فكرية وزارة الثقافة دمشق 1994
- كيف نتصور القرن المقبل ترجمة ماجدة أباظة مجلة الثقافة العالمية العدد 102-الاتجاهات التى تغير العالم الآن مارتن ج. سترون واون ترجمة حنان عواد مجلة الثقافة العالمية العدد 112
-مستقبل الإنسان بيير جرومبرغ ترجمة محمد الدنيا مجلة الثقافة العالمية العدد 126
- أربع اتجاهات عالمية نيقولاى ب. ترجمة د. أحمد فؤاد بلبع مجلة الثقافة العامية العدد 87
-العالم عام 2020 قوة- ثقافة-وازدهارا هامش ماكرى ترجمة نعمان على سليمان وزارة الثقافة دمشق 2000









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي ويطالب بانتخابات مبكرة


.. بعد الهزيمة الأوروبية.. ماكرون يحل البرلمان ويدعو لانتخابات




.. تباين المواقف حول مشروع قانون القتل الرحيم للكلاب الضالة في


.. استشهاد فتى برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة بطوباس




.. ما تداعيات استقالة غانتس على المشهد السياسي بإسرائيل؟