الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصوصٌ غادرة وعقولٌ ماكرة

وهيب أيوب

2007 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيُّها العبيدُ ! ألَمْ تُشرِق عليكم شمسُ الحريةِ بعد؟ ألَمْ يُحطِّم إلهُ الحريةِ قيودكم؟ أما كفاكم رقادكم الطويل من تأثير المُخَدِر الخبيث الذي يبثه في عروقكم القدِّيسون؟

بوذا

ماذا يُعلِّمنا التاريخ القديم والحديث، عن الذين حكموا تارةً باسمِ الدين وأُخرى باسم "الثورة" ؟ دين العصبية والتعصُّب وثورة الطغاة الماكرين المُستبدين المُتخفّين خلف الشعارات دون شعائر.

مكيافيللي، صاحب الكتاب الشهير " الأمير "، كان يقول: كُلّما اقتربتَ من الكنيسة قلّ الدين. مكيافيللي رجل حر ويعشق الحرية كما يعتقد الفيلسوف جان جاك روسو، ويقول إنه كتب كتابه هذا لتحذير الناس من دهاء وسلوك الطغاة من الحكّام.

كنيسة القرون الوسطى في أوروبا، وعلى مدى ألف عام، حكمت باسم الدين والمسيح والمسيحية، فماذا فعلتْ غير قتل الملايين من البشر وآلاف المُفكرين والفلاسفة، بتُهم التجديف والزندقة، وشنّت حروباً صليبية على منطقتنا على مدى أكثر من قرنين، سفكوا ودمّروا ونهبوا واغتصبوا، كلّه باسم المسيح سيّد التسامح: ( من صفعك على خدِّك الأيمن أدِر له الأيسر، من سخّرك ميلاً اذهب معه ميلين، أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، من نازعك على ثوبك انزعه له ). كل هذا ووجد من يريد أن يُخرجَ من نصوصٍ أُخرى في الأناجيل ما يؤيد القتل والتعذيب ويحلله.

واليوم تسمع كلاماً عن التسامح في الدين الإسلامي وأنه دينُ يُسْرِ لا دينُ عُسر، وأنه دينُ الوسط، فمن أين يأتي هؤلاء القَتَلة الأصوليون من دعائم لإجرامهم؟ سؤال تسهل الإجابة عليه، لمن يعلم أن في القرآن والسُنة 35213 نصاً صريحاً يبيح القتل والإرهاب والسبي والتنكيل، وهناك كُتُبٌ تُدّرس في مدارس ومساجد السعودية وغيرها، تحض على الكراهية ونفي الآخر تقرُباً ومحبةً لله ورسوله "إكْرَهْ بالله"؟! وتسألون من أين يأتي الإرهاب؟! فعلى حد تعبير المفكر حسن حنفي، القرآن كالسوبر ماركت، كل ما تطلب تَجِدْ. في الجزائر وجدوا وفي العراق وجدوا وفي لبنان وجدوا، في غزة وجدوا وفي اليمن وجدوا وفي مصر وجدوا وكذا السعودية والسودان وأفغانستان وأينما وُجِدوا في كل بلاد الله الواسعة وجدوا.

فما أشبه اليوم بالأمس، فكُلّما اقتربت من المساجد قلّ الدين، وكُلما خالطت الأئمة والمشايخ ذهب إيمانك وخفَّ عقلك.

لن نؤمن بإلهٍ شرّع القتل والاغتصاب، ولن نُصدِّق رسالة أو رسالات، تأمر بسفك الدماء واستباحة الأعراض وسبي أملاك الناس وأموالهم وتشريدهم.

إذا كان شيء من هذا في قرآنكم أو توراتكم أو أناجيلكم، فاشّبعوا بها أنتم لوحدكم...

قتلاكم ونهبكم وسباياكم في الأرض، ولَبنكم وعَسَلكم وحورياتكم وغلمانكم في السماء انتظروها واسمنوا بها، حلالٌ عليكم وعلى ذقونكم ولِحاكم.

نعرف تماماً أهدافكم ورغباتكم، في الدنيا والآخرة ! فرعون وقارون وهامان، السلطة والمال والجنس وأشياء مُشابهة. أنتم وأنظمة القمع والاستبداد نضعكم في سلّة واحدة، لأن عقولكم متشابهة وأهدافكم متقاربة، وإن اختلفت الوسائل والشعارات.

فآياتكم ليست آياتنا،وإلهكم ليس إلَهنا، وكتبكم وأحاديثكم وفتواكم واجتهاداتكم لا تُقنعنا ولا تُشبهنا ولا تهمُنا . ديننا دين المحبة والتسامح والعدل والإنسانية، ورسالتنا، العلمانية وفصل الدين عن الدولة، الحرية والديموقراطية والمساواة والإخاء والتواصل بين كافة بني البشر دون التمييز بين الدين والعرق واللون وما شابه.

عندما كشف فرج فوده غيّكم وعهركم وجهلكم في كتبه، " الحقيقة الغائبة " و " الملعوب " و " الإرهاب " قتلتموه، ومحمود طه شنقتموه، ونصر حامد أبو زيد فطلقتموه، ونجيب محفوظ غرستم في عُنقه سكّين، وأما حسين مروّة ومهدي عامل، فتكفّل " حزب الله " المُقاوم البطل! بتصفيتهما عبر فتوى إيرانية، إضافة لذبحهم بالسكاكين 500 عنصر من إخوانهم في حركة أمل في حرب الإلغاء فيما بينهما عام 85 .

الفكر المُطلق، وشهوة السلطة والمال والجنس، لا تعرِف رباً ولا نبياً ولا وطناً ولا أخاً ولا شريكاً ولا حليفاً ولا صديق.

لا يُغَرّن أحدٌ ببعض من قاتلوا إسرائيل يوماً، فهذا ليس مقياس الوطنية فحسب، فـ "حماس" أمامكم و "فتح الإسلام" قدّامكم والقاعدة وجند الشام وآيات الله من جنبكم وخلفكم وحولكم، فتبصّروا يا رعاكم الله واعتبروا، فالعِبرة في التالي والخاتمة... فلا تنخدعوا.

الجولان المحتل – مجدل شمس













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah