الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف في العقيدة الإخوانية الحمساوية وطرق ترسيخه

أسامة كنعان

2007 / 8 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حماس تعتبر فرعا للإخوان المسلمين في فلسطين ، وعلى الرغم من عدم اختلافها عن الحركة الأم في الفكر والمنهج الأساسي الذي يقوم على استغلال الدين للوصول للحكم إلا أن حماس مثلت حالة خاصة وجب التعامل مع دراسة جوانبها بطريقة مختلفة.

فحماس الوحيدة التي تمتلك السلاح من بين فروع الإخوان وهذا لا ينفي أن غيرها يمتلك السلاح ولكن ليس بهذا الشكل العلني ، وليس من أجل توظيفه ظاهرا كسلاح مقاومة ، أي أن سلاحها استطاعت أن تصبغه بصبغة شرعية ، كما أن النهج التي توصلت من خلاله إلى الحكم أو بمعنى أصح إلى الناخب الفلسطيني كان مبنيا على اصطياد الأخطاء الخاصة بفتح ، وهنالك عوامل أخرى منها توازن قوى التسلح من حيث القوة والعتاد بين الطرفين ، وهذا ليس موجودا في الدول الأخرى التي يتواجد فيها الإخوان والتي يسيطر عليها الحاكم كليا ، كما أنه لا يتواجد على الساحة الفلسطينية سوى قطبان فقط أحدهما هو فتح الذي شكل العمالة والخيانة ، وهي التي استطاعت أن تكون الطرف الشريف في أعين الكثيرين ، وساعد في ذلك انحسار المد الاشتراكي اليساري.

واستطاعت بذلك أن تنبي قاعدة شعبية لها ، وأصبح لدينا صورة كاملة عن تحريم الشيخ أحمد ياسين لانتخابات 96* ، وليس هذا مقام حصرها الآن ، ولكن نذكر أن منها عدم ثقة الشيخ الراحل بالمد الشعبي الحمساوي ، وأيضا عدم مرور الوقت اللازم ليكتشف الشعب قذارة خيانة أوسلو.

أود أن ألفت الانتباه إلى أن هذه المقدمة قد تكون بعيدة نوعا ما عن موضوع المقال ولكنني أردت أن أبدأ بها كتوطئة لبقية المقال كما سيتضح بعد قليل.

ولنعد إلى موضوعنا ، وإذا ما أردنا أن نبحث عن العنف في حماس فعلينا أن نبحث عن القناع الديني الذي استخدموه لتنشئة أبنائهم وأنصارهم ، فهم لم يعتمدوا على العبثية في الاختيار والانتقاء ، بل اهتموا بالنوع وليس الكم ، وكان جل اهتمامهم بالقرآن والسنة وانهالوا عليهما يقلبون الآيات والأحاديث ليحصلوا على أي آية يمكن تفسيرها بشكل مغلوط وخاطئ لتشوه معناها على النحو الذي يريدون وينفعهم في خدمة أهدافهم ومصالحهم.

والعماد الأساسي في هذه التربية كان الشباب الذين ربتهم في الجوامع المجهزة بالإيديولوجية السياسية والتنظيمية يدخلون هذه الجوامع جهلة بالدين ويخرجون منها وقد تلقوا ما يجب أن يتلقوه بالضبط دون زيادة أو نقصان ، ويظنون أنفسهم علماء وقد أصابوا من الدين ما لم يكونوا ليحلموا به يجتمعون على ما يسمونه حلقات الذكر ويتعلمون حب أميرهم وقائدهم المباشر ، ويكبرون ويكبر معهم حب حماس بل وعبادة حماس ، ويعتمدون لذلك منهجا معينا يترافق فيه تدريس الدين والقرآن مع تلقينهم لفكرهم المسموم وآرائهم الهدامة ، وتدريسهم لمنتوج شخصياتهم القيادية السياسية والعسكرية ، وليس ذلك على شكل مناهج نظامية معتمدة لدى الحركة تعتمد على التلقي ، بل على شكل جرعات وتدفقات تتزامن مع أحداث معينة خاصة بالحركة ، فمثلا يجمعونهم في درس بالمسجد ليلقوا لهم درسا عن يحيى عياش في ذكرى استشهاده ، ويستمعون إلى الكلمات الحماسية والنارية في ذكرى تأبين أحمد ياسين ، ويقرءون نشرات تصدر بشكل دوري تمنح إليهم مجانا ، وتتحدث عن عملياتهم الاستشهادية مثلا أو عن منفذيها.

ويجب التركيز على أنهم يستغلون الجامعيين من الشباب لتوظيف أعمالهم القذرة ، فهم يركزون عليهم ويستميلونهم للدراسة في جامعتهم ( الجامعة الإسلامية ) ويغرونهم بالمنح والقروض الدراسية.

وأما على الجانب الديني فالمربون في حماس الذين يشكلون أئمة الجوامع وخطباء الجمع فإنهم يركزون على جانب واحد فقط من الدين ، أي يحولون الدين إلى مجرد مظهر خارجي وأداء سلوكي ظاهر للعيان ويفرغون عقول عناصرهم من أي قيم دينية أخرى ، فمثلا يركزون على أداء صلاة الفجر في جماعة ، مبدأ السمع والطاعة ، الولاء والبراء ، إطالة اللحية ، وأمور أخرى يهولونها لتصبح عندهم كأنها الدين بأكمله.

إنهم ينتجون أشخاصا فارغين ، اذكر ذات مرة صديقا لي من عناصر القسام رسب في الثانوية العامة ثلاث مرات وكان سبب رسوبه فيها عدم قدرته على تجاوز التربية الدينية !

إنهم مفرغون إلى أبعد حد ، إنهم كالبراميل الجوفاء التي يملأها أي شيء كان ، ولذلك فإن مقاتليهم استطاعوا وبسهولة احتلال غزة وهم يستمعون إلى قدوتهم ومثلهم الأعلى نزار ريان الذي كانت تذاع وصيته وفتواه على إذاعة صوت الأقصى والتي كان ينادي فيها بأعلى صوته الذي يشبه صوت الفئران المحتضرة "إنها معركة إسلام وردة ، والله لا أجد لها مسوغا غير ذلك"

وحسبنا الله ونعم الوكيل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah