الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلذبح ٱلحلال وٱللّحم ٱلحلال

سمير إبراهيم خليل حسن

2007 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"ٱلذبح ٱلحلال" قول يستدرج به صاحبه ٱلناس ٱلغافلين ليبيعهم لحما يظنون أنّه بذلك ٱلقول صار حلالا. فما يريده صاحب ٱلقول أنّه ذَبَحَ دآبّة بتلاوة لاسم ٱللّه على سكين ٱلذبح. وهو يزيد فى غفله للناس وفى ٱندفاعهم لشرآء ما لديه من لحم بقوله لهم "ذبح بٱليد". وبهذا ٱلقول يبث ٱلرّيب فى مفهوم ٱلذبح عند غيره من بآئعى ٱللحم.
فأقول بما تشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه أنّ تلاوة ٱسم ٱللّه على ٱلسكين لا تجعل ٱلذبح حلالا. فٱلحلال هو للحم ٱلدّآبّة ولوسيلة ذبحها معا. وحتى يكون ٱللحم حلالا يجب أن يكون طيّبا لا خبث فيه:
"ويُحِلُّ لهم ٱلطَّيِّبٰتِ ويُحَرِّمُ عليهم ٱلخبٰئِثَ" 157 ٱلأعراف.
"ٱلطَّيّب" من ٱللّحم وغيره من ٱلطعام هو ٱلغض وٱلطَّرى وٱلجيد ٱلذى لا عيب فيه. و"ٱلخبيِث" من ٱلطعام هو ما قسى وصلب وبات وفسد (مقال "ٱلحلال وٱلحرام").
أما ذكر ٱسم ٱللّه على لحم ٱلدّآبّة فهو فىۤ إنارة مسألة ٱلطّيّب فيه وكذلك مسألة ٱلخبيث. فٱسم ٱللّه هو ٱسم لنور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. وٱلمأرب من ذكر ٱسم ٱلنّور هنا هو فىۤ إثارة ٱلنور فى لحم ٱلدّآبّة للعلم بتلك ٱلمسألتين لا فى تلك ٱلتلاوة ٱلجاهلة بٱلمسألتين. حيث أنّ ذكر ٱسم ٱللّه على لحم دآبّة يقوم به خبير عليم من ٱلناس يصلِّى عليه فيرسل نوره فى ٱللّحم بوسيلة مخبرية ليرى هل لحم هذه ٱلدّآبّة طيب أم خبيث. وبعمله هذا ينير تلك ٱلمسألة ويقول للناس أنّ لحم هذه ٱلدّآبّة طيب فكلوه أو هو خبيث فلا تأكلوه.
وأضرب مثلا على ٱلصّلوٰة وعلى ذكر ٱسم ٱللّه فى هذه ٱلمسألة فيما يحدث ٱلأن فى بريطانيا. فقد وجد علمآء خبرآء يصلّون على لحوم ٱلدّوآبّ ٱلتى يأكلها ٱلناس أنّ لحم دوآبٍّ منها مصاب بمرض "ٱلقلاع" وأنّ لحمها بذلك ٱلمرض هو لحم خبيث وحرام. وبفعل صلوٰة هؤلآء وإنارتهم ما فى ذلك ٱللّحم فقد عملت ٱلسلطة فى بريطانيا على ٱلإتيان بٱلزّكوٰة فأوقفت بيعه وأمرت بقتله وحرقه. وكانت قد فعلت مثل ذلك منذ فترة وأحرقت عددا كبيرا من ٱلبقر ٱلخبيث ٱللحم. وهى بذلك تكون قد طاعت أمر ٱللّه بإقامة ٱلصّلوٰة وإيتآء ٱلزّكوٰة وذكرت ٱسمه على ذلك ٱللّحم.
فهل يكون لحم هذه ٱلدّوآبّ ٱلمصابة بمرض ٱلقلاع حلالا إذا تلونا ٱسم ٱللّه على سكين ذبحها كما يظنّ صاحب ٱلقول "ذبح حلال ولحم حلال"؟
إنّ ذكر ٱسم ٱللّه على لحم تلك ٱلدّوآبّ يكون فىۤ إقامة ٱلصّلوٰة عليها وفى ٱلنظر فى لحمها للعلم بطيبه أو بخبثه. وعندما نجد خبثا فى لحمها نأتى بٱلزّكوة فنفعل كما تفعل ٱلسلطة فى بريطانيا. فٱلذى يصلِّى يدرك ويفهم ويعلم ويؤمن ويصدِّق بقول ٱللّه فلا يأكل لحما من دون علم بطيبه مهما ٱدعى بآئع ٱللّحم بقوله "لحم حلال وذبح حلال". كذلك لا يأكل لحم دآبّة ذبحت بقسوة (أىًّ كانت وسيلة ٱلذبح) لأنّ ذبحها بقسوة يرفع نسبة ٱلسّموم فى لحمهاۤ.
فٱلذى يذبح بعد تلاوة ٱسم ٱللّه على سكين ٱلذبح وهو لا يدرى بدليل ما يتلو من قول فهو لن يدرك ولن يعلم بطيب لحمها ولا بخبثه لأنّه لم يصلِّ على لحمها ولم يذكر ٱسم ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض عليه. وبفعل جهله لن يأتى بزكوٰة. بل يذبحها بقسوة ويجعل لحمها يرجس بٱلسّموم بفعل ٱلخوف وٱلألم. فيكون عمله هو عمل جاهل غافل يطغى ويكفر بما يدّعيه بقوله ٱلجاهل "لحم حلال وذبح حلال".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع