الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدالة القضاء المصري العمياء في الميزان

جورج المصري

2007 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البيئة المحيطة بالقضاة المصريين تجعل من شبة المستحيل أن يحكم القاضي بالعدل مهما كان شخصا سويا وعادلا.

في نظم المحلفين يختار الدفاع و الادعاء المحلفين بطريقة تضمن أن الغالبية منهم علي حياد تام، وبالطبع حياد كل شخص علي حدة يصعب تحقيقها بالكامل، ولكن لان عدد المحلفين كبير مابين 7 إلي 15 يلغي المتحيز الغير متحيز و في النهاية لابد من أن يقنع أحد الطرفين بوجه نظرة معتمدا علي ألأدلة المقدمة أليهم وما سمعوه وما شاهدوه أثناء المحاكمة. و في وقت نظر القضية يمنع لمحلفين من قراءة الصحف أو سماع التلفزيون حتى وان كان معروف أنه في وقت التحقيقات والمحاكمات يزداد حرص الصحافة في عدم تخطي حدود ألمهنه بما يناقض او يجهض المحاكمة أو التحقيق. في وجود 15 فرد من المحلفين أي من يحلفون أن يكونوا محايدين في الحكم هناك شبة من احتمالات عدم تحقيق العدل بسبب البيئة المحيطة بهؤلاء المحلفين . بماذا تحكمون علي البيئة المحيطة برجال الآمن و وكلاء النيابة و السادة القضاة في مصر.

القضاء المصري محل نقاش اليوم لا أتهمة بأنه قضاء غير عادل أو حتى أؤكد نزاهته. إنني أناقش الظروف المحيطة بالقضاة و الظروف المحيطة بوكلاء النيابة و ما يمدهم به الجهاز التنفيذي ( الأمني ) بالمعلومات التي يستطيع أن يحكم بها مستخدما القوانين و التشريعات.

في عالم الكمبيوتر نقول أن أدخلت معلومات لجهاز الكمبيوتر زبالة سيخرج لك معلومات زباله. Garbage in Garbage Out

هذا ما أعنيه اليوم، لقد فقد المصريون الثقة في الجهاز الأمني وفقدوا الثقة في نزاهة التحقيقات لانتشار الفاسد علي مستوي كبير بين أعضاء الجهاز الأمني.

ونحن نعرف أن الجهاز الأمني هو من يمد الجهاز القضائي بالمعلومات و الدلائل التي يبني علي أساسها الاتهام وبالتالي يقدم إلي المحكمة المتهم أو المتهمين.

ألان وكيل النيابة واقع تحت تأثير البيئة المحيطة به و يتأثر بها تأثر بالغ ومع الرغم من أنه حلف اليمين أن يؤدي وظيفته بحيادية ألا أن تداخل المقبول في المجتمع من عادات أو إحكام فرضية مسبقة عن قضية ما أصبح يسيطر علي طريقة تفكيره وطريقة تحليله للمعلومات.

أنني أود أن الفت نظر المجتمع و السادة القائمين علي تحقيق العدالة أنهم أصبحوا واقعين تحت تأثير الكثير من الأكاذيب التي اعتادوا سماعها و تحولت تلك الأكاذيب من كثر تكرارها في وسائل الأعلام المنحرفة وكأنها من المسلمات ولكثرتها وتعدد مصادر ترديدها أصبح شبة مستحيل أن يكون الفرد في معزل عن التأثر بها.

نعم نظام العدالة في مصر في محنة عظيمة مثله مثل بقية أجهزة الدولة بما فيها الأسرة المصرية الخلية الأولي للمجتمع.

ما هو الحل للتأكد من أننا لا نوجه أصابع الاتهام إلي بعضنا البعض ؟
أول خطوة من وجه نظري أن نعترف جميعا بالخلل المريع التي تواجهه مصر في كل شيء ولا تنكر ان الخلل موجود. ونتفق أنه ليس المسيء لمصر هو من أخطا بل الأكثر أساءه لمصر هو من يستمر في خطئه.

فمثلا موضوع القبض علي رئيس وفني منظمة مسيحي الشرق الأوسط أثار زوبعة من الاستياء العام في العالم وفي مصر. السبب ليس لأنهم أبرياء ولكن لان السلطة التنفيذية و البيئة المحيطة تعمدت أن تحفر لهم حفرة غير قانونية غير ديموقراطية و دفعتهم للوقوع فيها.

ما هي تهمتهم ؟ ازدراء الأديان في الحقيقة التهمة هي ازدراء الدين الإسلامي لان بقية الأديان لا تعني النظام المصري أو الأمني في شيء. وهنا يظهر جليا تخبط السلطة التنفيذية الأمنية بين ما يردده السواد الأعظم من الشعب مؤخرا بعد أن تم شحنهم بكل ما هو خطا عن الأخر بل أصبح ترديد كلمة عباد الصليب أو القردة و الخنازير شيء مقبول في الأعلام ومن يقوله أو يردده علي مسمع ومشهد العالم لا تقبض علية السلطة التنفيذية مع أنه سب علني يعاقب عليه القانون وبل يعد تهديد للآمن و لعقيدة المواطنين المسيحيين المصريين و اليهود. ولكن لان القائمين علي العدالة و الآمن في مصر تلوثوا بما تنشره وسائل الأعلام من أكاذيب ضد المسيحيين ولهذا أصبحت إحكامهم وتصرفاتهم غير قانونية بل تخالف ادني قواعد الحيادية.

أليكم مثال رأيناه جميعا. أتي التلفزيون المصري بطفلة تلبس الحجاب لا يتعد عمرها عن 4 سنوات بنت احد الممثلين تسألها المذيعة ما هو رأيك في اليهود ؟ فتقول لها أنهم كفار وعندما تسألها لماذا تقول أنهم قردة وخنازير ؟ و بالتالي المسيحيين أيضا هم كفار ويقعون في نفس بوتقه التعصب ولا يحاسب المذيعة أو معد البرنامج عن ماهو الشيء العظيم في أن نعلم أطفالنا الكراهية لمجرد الكراهية . هل اليهود و المسيحيين قردة وخنازير ؟ هل المسيحيين و اليهود كفار. أن كان هذا هو معتقد الحكومة ومعتقد القضاء فأذن جميع قضايا المسيحيين المصريين مكتوب عليها بأنها خاسرة حتى وقبل التحقيق فيها.

ترك النظام المصري الكثيرين من المتطرفين الرسميين ينفسوا سمومهم في قلوب الشعب المصري المسلم عبر وسائل الأعلام الحكومية حتى بات التطرف شيء طبيعي و الكراهية تعد علامة علي التدين. و التحدي و الإرغام و المجاهرة بتحدي النظام بما يعتقد أنه من قواعد الشرع و من تعاليم الدين شيء مقبول.

قال مبالغا وادعي كذبا يوسف ألبدري الشيخ الوهابي المتطرف أن الإسلام سينتشر في جميع أنحاء العالم وفي فرنسا بالذات بعد ربع قرن ستصبح مسلمة و أمريكا بعد 50 عام ستصبح مسلمة. هل لان تلك الدول أعداء للإسلام ينتشر الإسلام فيها أيها الشيخ الثمل ؟ أم لان تلك الدول لا تعادي الإسلام او المسلمين ولا ترغم أحد علي ترك عقيدته ؟

المضحك المبكي ما قاله الشيخ المتطرف والثمل من ثملات التطرف هذا في برنامج أذيع علي محطة ل بي سي يوم الأحد 12 أغسطس 2007 وأستضاف البرنامج محمد (بيشوي) احمد حجازي الذي يطالب بتغيير عقيدته في الأوراق الرسمية من الإسلام إلي المسيحية.

بدأَ من آمين الشرطة إلي رئيس المحكمة من قبضوا علي ممثلين منظمة مسيحيي الشرق الأوسط متأكدين أنهم متأثرون بتعاليم هذا الشيخ الثمل وتغلغلت تخاريفه إلي وجدانهم مع ويلات من الحقد و الكراهية لكل من هو غير مسلم ؟ ألم يقول الشيخ ألبدري انه لا يثق في وكيل النيابة الذي سمع بآذنة وشاهد بعينة وفاء قسطنتين أنه لم تسلم وأنها باقية علي عقيدتها المسيحية. مع أنها لا تعنيني لا من قريب أو بعيد ولها مطلق الحرية في أتباع ما ترغب فيه. الخاسر و الرابح في النهاية هي.

ماذا تظنون يا سادة هل سيحاكم المسيحيون بعدل في مثل تلك البيئة الموبوءة بالتطرف و الكراهية.
رجال مباحث أمن الدولة يلهثون وراء هذا المتنصر لكي يقتصون منه لأنه فجر في وجههم لغم جديد يدل علي تطرف النظام فهل هناك فرصة واحد في المليون أن يعامل محمد (بيشوي) أحمد حجازي بعدل. هل هناك فرصه أن يعامل ويحاكم المقبوض عليهم بعدل.

اترك لكم الإجابة علي هذا السؤال. الفارق بيني وبين الشيخ ألبدري أنني أؤمن بان من حق الإنسان أن يختار من يعبد وأنني متأكد أن الله يهدي من يشاء ولن يهدي من لا يشاء فيه. وهنا لا أود أن أناقش منطق الشيخ ألبدري الملتوي ولا أود أن أجادل ألا بالتي هي أحسن.

سؤال لك يا شيخنا صاحب العلم.
لماذا طرد الله آدم من الجنة ؟ ولا حظ أنه لم يقتله ؟
ولماذا لم يقتل آدم مع أنه أرتكب اكبر معصية أدت به أن ينزل إلي مستوي القاع ؟ بالأولي كان الله قتل آدم و خلصنا من المشركين كما يروج العلماء المسلمين من أمثالك أن كانت هذه هي رغبة الله. من أكثر جرما من كان مع الله واخطأ فيه أم الإنسان الذي لم يري الله ولم يعرفه ولم يري الجنة ؟

أن كان الله القادر القوي الكامل لم يختار أن يموت آدم بل يحيا لكي يعرف طريقة إلي الله مرة أخري و يعبده فكيف تكون أنت من يعرف أين هي إرادة الله.

من يقتل إنسان بلا جرم وبلا سبب هو قاتل يستوجب حكم الموت. وأنت تحرض علي القتل علنا ولم يعاقبك احد. لعلكم تعرفون ألان أن النظام يروج للقتل و يروج للأفكار التي تستبيح دماء البشر بل إرهابهم. وما ردده الشيخ البدري يعد تحريض علني علي القتل و ضد القانون المصري و الدستور المصري فكيف يتركه النظام يفعل هذا علنا ؟ عدالة القضاء المصري عمياء أم تُستعمي عن عمد ؟ الاجابه لديك عزيزي القارئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب