الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمنا الغولة والآلهة سخمت

عبد المنعم عبد العظيم

2007 / 8 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قليل أولئك الذين ملكوا الشجاعة وكسروا حاجز الخوف وساروا فى ليل أمام معبد بتاح بالكرنك ولم ترتجف قلوبهم هلعا وخوفا من أمنا الغولة ام العدانى اى الأساور ذات الشخاليل التى قيل أنها تعيش داخل هذا المعبد وتخرج فى ليل لتلتهم اى فريسة أدمية تقترب خدرها 0خاصة جيلنا الذى كانت حواديت الجدات ترسخ فى أذهانه رسوخ الأسطورة فى وجدان الشعب و تجسد له الخوف والفزع رغم إدراكه أن الأساطير كل الأساطير قليل من الحكمة وكثير من الخيال0
ومازال الناس فى بلدى يخوفون الأطفال بأمنا الغولة والجنية التى تخطف الأطفال والطاحونة التى لا تدور رحاها إلا بإراقة دم طفل والكنز الذى لايبوح باسرارة إلا بالتعاويذ والطلاسم والبخور الذى يصل سعر الجرام منه ألاف الجنيهات 0
ومازال ملف حادث بنى مزار فى المنيا مفتوحا ويقال أن احد دوافع الحادث البحث عن الكنوز المخبئة التى لاتفتح إلا بإراقة دم أدمى 0 ومازل الاعتقاد السائد ان المعابد القديمة والبرابى والخرائب مسكن للجان والعفاريت والغيلان والسعالى 0 ومنذ عهد ليس ببعيد اشتهر فى الأقصر ان معبد بتاح بالكرنك مسكن لغولة شرسة تفترس الأطفال وتروع الكبار وتأكد لهم هذا الاعتقاد عندما انهار جرف بالمعبد أثناء عمليات التنقيب ودفن تحت أنقاضه سبعة أطفال كانوا يلعبون على مقربة من المعبد ولم تظهر جثة اى منهم 0
وتناقل الناس الحكاية وأضاف عليها الخيال الشعبى الكثير حتى أصبح الناس يخافون من المرور أمام المعبد خاصة فى ليل وأصبح الاقتراب منه مغامرة غير مأمونة العواقب وكان يقول الأطفال لبعضهم :" لو أنت راجل وابن أبوك عدى من هنا "0
ولك أن تتصور الرعب والفزع الذى أصاب عمال الحفريات عندما قاموا بإزاحة التراب وفجأة ظهرت لهم أمنا الغولة بين مخلفات الحفر التى لم تكن سوى تمثال اسود هائل مقيت مخيف للإلهة سخمت بسمنتها البشعة ورأسها الذى على صورة اللبؤة تلك الآلهة التى أوكل اليها الإله رع فى الأسطورة الفرعونية القديمة إفناء الجنس البشرى الذى انتشر فيهم الفساد والشرور 0
لقد ارتبطت هذه الآلهة بإراقة الدماء والرعب والتنكيل والتخويف وظلت رمزا للإرهاب ومازلنا نتحدث عن السخمتة أو السخمطة فى حديثنا الدارج تعبيرا عن التشويه والدمامة وفعل الاغتصاب 0
وظل موقع تمثالها مكانا يخشاه الناس حتى بعدما توارى تحت أنقاض العصور الطويلة ونسى الناس قصة سخمت ولكن الخوف من المكان مازال راسخا فى وجدانهم ليخرج فى صورة الجنية او الغولة ام العدانى
ومنذ أعوام سرق اللصوص تمثال سخمت من قلب المعبد واستطاع الأمن ان يقبض على الجناة ويعيد التمثال 0
نفس القصة تتكرر فى مواقع أثرية أخرى الفتاة السوداء التى تخرج حاملة طفلا حارسة معبد ايزيس فى فقط والبقرة التى تحرس معبد حتحور فى ندرة والقزم عطالله الإله " بس" الذى يحمى معبد خونسوا بالكرنك والجنى الذى يحرس معبد تحتمس فى ارمنت بجوار البئر الذى عمدت فيه كيلوباترا ابنها قيصرون وادعت انه ابنها من الإله أمون ومازلت النسوة العاقرات يزرنه يوم سوق المدينة علهن يحملن ببركته والجنية التى تعشق ادميا وتتزوجه وتنتشله من الفقر الى الغنى وكل مال يصرفه يعود له مرة أخرى وبالمناسبة صراف احد المصانع ظهر عليه الثراء فجأة فادعى زواجه من جنية منحته المال واتضح انه اختلس ملايين الجنيهات من عمله 0 والطاحونة التى لا تدور رحاها إلا بإراقة الدماء والكنز الذى لايبوح باسرارة إلا بالدم والطلاسم تتجسد هذه الأساطير فى خيال الجدات وتضفن إليها من خيالهن الواسع الخصب الكثير ونصدق حديث الجدات ثم تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق