الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
سلطان الرفاعي
2007 / 8 / 17العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قضية تنصر محمد احمد حجازي :
د. سعاد الصالح ، استاذة علم الفقه في جامعة الأزهر وعين شمس . في لقاء مع قناة الl b c حول قضية تنصر الشاب المصري المسلم ( محمد أحمد حجازي ) . حيث شرحت وفسرت بالصوت والصورة والاشارة ، عملية ذبح المرتد عن الاسلام ، وهي تشير بيدها ، وبعنف واضح ، الى الطريقة التي يجب أن يُذبح بها هذا المرتد .
عندما كانت الدكتورة ، تشرح وضعية السكين التي يجب أن يُذبح بها هذا المرتد ، كنت أتذكر ، ملائكة الرحمة ، ريا وسكينة ؟
إذا كانت ، هذه السيدة : أنثى، تحمل شهادة عالية ، تُطالب بذبح الشاب المصري الذي تنصر ، فماذا أبقت لغيرها من الجهلة . وحق عندها للإرهابيين علينا إذاً، أن نغفر لهم ، كل ارهابهم . وحق لإبن لادن علينا ، أن يجري تطويبه كقديس ، مقارنة مع مربية الأجيال هذه .
هذا كان رأي استاذة الجامعة ، ولكن ما هو رأي رجل الدين في نفس الواقعة ؟
الشيخ يوسف البدري ، لم يكتف ، بتأييد حكم الذبح ، وضرورة تطبيقه على هذا الشاب ، بل ، حاول ، انهاء مفعول آية وابطال عملها . فالأحاديث والآيات ، يُمكن لوي عنقها ، بما يتناسب مع صاحب المصلحة ،. كيف فسر الشيخ يوسف البدري تلك العبارة ( لا اكراه في الدين ) .
( هذه العبارة ، صحيحة وفعالة ، ويجري العمل بها في الحالات التالية : اذا فكر يهودي ان يدخل في الاسلام . اذا فكر نصراني ان يدخل في دين الاسلام ، فهم أحرار في الدخول . أما عندما يفكر انسان مسلم بتغيير دينه ، فالعمل بهذه العبارة يتوقف ، وبالحرف الواحد قال : (( هنا انتهى العمل بهذه العبارة ) . نعم أنهى الشيخ يوسف البدري العمل بهذه العبارة ، لأنها تتعارض مع وضع الشاب المسلم محمد احمد حجازي . والذي قال في بداية الحلقة وبكل جرأة : لقد اقتنعت لوحدي ، بأن المسيح هو الهي ، وهو مخلصي .اسمي اليوم بيشوي ، آمنت بالمسيح منذ عشر سنين ، وزوجتي منذ أربع سنين ولست لوحدي ، هناك مجموعات كيرة تتنصر في مصر ، وتتعرض لهدر دمها .
وسأل الشاب الذي تنصر ، الشيخ يوسف البدري : لماذا لا يحق لي كإنسان حر اختيار العقيدة التي اراها حقة ومناسبة لي ، من أعطاك السلطات ، أنا غير معتقد بك ، ورثت الاسلام ولم اعتنقه . أنا أحب الله . أنا معتقد أن أرواحنا هي بيد المسيح . أنا ملتزم بالمسيح ، ما قيل عن لسان والدي هو كذب ، فأنا لم اره منذ زمن طويل . وفي سؤال عن سبب تنحي محاميه قال : تهديدات حتى من الأجهزة الأمنية ، ومن بعض الشيوخ . وأنا الآن مضطهد ، ولا أستطيع أن أمشي في الشوارع ، الشيوخ أصدروا فتاوى بهدر دمي .
رأي من الكاتب المتنور د. طارق الحجي :
الردة ليست حدا من حدود الاسلام ، الحدود هي :
الزنى وقذف المحصنات : سورة النور
السرقة : سورة المائدة.
الحرابة :
هذه هي الحدود الأربعة التي كُتبت في القرآن . أما غيرها مثل :
حد الشرب : لا يوجد نص في القرآ ن، يقول ابو حنيفة النعماني : هناك نص يتعلق بحد السكر ، وهو يختلف كثيرا عن حد الشرب والذي جرى تحويره في مراحل لاحقة من التفاسير والشروحات .
حد الردة : غير منصوص عليه في القرآن .
هو أحد أحاديث الآحاد ، والمرفوض أكثرها ، من قبل الشيخ ابو حنيفة النعماني ، والذي أفتى : بعدم جواز بناء القوانين الشرعية على أحاديث الآحاد .
الاطار العام أن بعض الفقهاء يقولوا بقتل من يغير دينه ، الا ، أن هناك من لا يوافق على ذلك من الفقهاء .
الشيخ الجليل محمد ابو زهرة يقول : ندمت طيلة حياتي على أنني كتمت في صدري أن الردة أثم وليس جرم !!!!!!!!!!
الكذب اثم لا جرم ؟
وكان السؤال الذي لم يستطع الشيخ يوسف البدري الجواب عليه : هل هناك فقهاء يرفضون كون الردة حد أم لا ؟؟
هل هناك فقهاء ، يشكون في أن الردة يعاقب عليها ؟؟
وعنا لكل المثقفين ، الذين يتحدثون لساعات وأيام ، عن حرية المعتقد ، وعن (لا اكراه في الدين ) وعند الحقيقة ، ينقلب الجميع ، الى قضاة وقتلة .
في كل لحظة ، وفي كل حادثة ، يكشف لنا الواقع الذي لا يمكن الافلات منه أن القشرة السطحية للحضارة تميز الإنسان الذي نراه اليوم ، يلبس البنطال ، ويضع ربطة العنق ، ويحمل الشهادات العالية من الإنسان البدائي . فكثيرا جدا ما تنجرف هذه القشرة تحت تأثير العواطف ، التي تقود الناس الى اقتراف أعمال ، واصدار أحكام ، تتناقض مع القيم الأخلاقية السامية .
ونعتقد ، مجرد اعتقاد ، أن مواطننا العربي يتمتع بحرية الإرادة ، وهي طاقة في سبيل حرية الاختيار وحرية الضمير ، وقدرة على التصرف بطريقة متحضرة . ولكن ، ما نراه أمامنا ، وما نتابعه من حوادث ووقائع ، يميل الى دحض هذه الافتراضات ، لأنها تُبرز، بدلا من ذلك ، صورة ((حضارة بربرية )) تُنتج ( برابرة متحضرين) .
دمشق
16-8-2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب
.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين
.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ
.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح
.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا