الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسات المجتمع المدني ... بين الشعار والتطبيق

محمد الخفاجي

2007 / 8 / 17
المجتمع المدني


مهما يكن التباين والاختلاف حول بدايات مؤسسات المجتمع المدني ونشأتها وأهدافها والتي نعتقد إن جل اهتمامها خدمة الإنسان ، فتاريخ نشأتها بدأ منذ القدم وتطور مفهوم النشا ط الإنساني وضمن مراحل متعددة ، ولسنا هنا في مجال السرد التاريخي ، وكل ما يهمنا نشأتها في العراق الحديث الذي لم يشهد له نموا وانتشارا في الفترة السابقة وخلال الحقبة المظلمة من تاريخ العراق الحديث وان وجدت بعضها فهي عبارة عن منظمات تضفي الشرعية على الأنظمة الاستبدادية لتجمل صورتها المشوهة أصلا وأداة من أدوات القمع والذي استغلها الحكام لخدمه مشاريعهم ومأربهم غير المشروعة والمضرة بالمجتمع وبعيدا كل البعد عن طبيعة عمل تلك المؤسسات المجتمعية المدنية في العالم المتحضر وكانت مجرد يافطات تدور في فلك تصورات السلطة التي أفرغتها من محتواها الإنساني ، فمؤسسات المجتمع المدني هي رديف فاعل للنظم الديمقراطية ولايمكن فصلها عنها ومكملة ومساندة وداعمة لتلك النظم ، وقد تخفف جزءا من واجباتها تجاه المجتمع ، فقيام الاتحادات بنقاباتها المختلفة والتي تشمل كافة جوانب العمل المجتمعي الديمقراطي ، وكانت تتسع وتضيق تبعا للظروف في تلك الحقبة المظلمة من الزمن ،،، ثم انطلقت بقوة بعد التغيير في التاسع من نيسان 2003 لتضع بصمتها الواضحة على الأنشطة كافة وبمختلف توجهاتها والذي نعتقد بأنها خرجت من رحم التيارات والأحزاب السياسية سواء كانت في الداخل أو الخارج على حد سواء لظروف أملتها طبيعة المرحلة ، ورغم كل الظروف التي اعترت مسيرتها خلال السنين الماضية لكونها وليدة مخاض عسير وقاس وفترة غير طبيعية والتغير في مجمل البني الاجتماعية واختلاف وتقاطع الرؤى والأفكار والخلفية الثقافية لهذا التوجه والذي يمكن اعتباره منهجا جديدا لم يألفه العراقيين بهذه المساحة الواسعة من الحرية والرأي والرأي الآخر ... نقول إنها استطاعت أن تحقق مستوى من الإصلاح في الحياة المختلفة رغم بساطته وضمن الإمكانات المتاحة للتك المؤسسات في مجال الصحة والتعليم والتدريب ورعاية الطفولة وإقامة بعض الدورات التي تؤهل بعض شرائح المجتمع التي عانت من الحروب والفقر والحرمان بالتعاون مع بعض المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني . وقد رافق هذا التحول انتشارا واسعا لتأسيس هذه المنظمات المدنية والتي لا يمكن حصرها ... وقد ماثلت في عددها التيارات والحركات والأحزاب السياسية التي طفت على الساحة بعد سقوط النظام الشمولي التسلطي أو تزيد بعض الشيء، حيث توزعت في المساجد ودور العبادة والمدارس والمباني الحكومية التي استغلت كمقرات لها وتحت أسماء وعناوين مختلفة بشكل عشواني لم ينظمها قانون أو تشريع أو قواعد أصولية من شأنه أن ينم عن الشعور بالمسؤولية باحترام القانون وعدم التجاوز على الحق العام لتأسيس تلك الجمعيات والتعاونيات والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان ، وبهذا أضافت كما أخر من اليافطات التي علقت هنا وهناك بحيث اختلط (الحابل بالنابل) وحاول البعض الاتصال بالمنظمات والمؤسسات الدولية والحكومية للحصول على الموارد المالية لتغطية مجال عملها ، حيث استغل البعض هذه الأموال لمصالح شخصية نفعية دون الاكتراث بالهدف السامي الذي جاءت من اجله وأصبحت تشكل عبئا ثقيلا على حركة التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلد يضاف إلى الأعباء والتركة الثقيلة التي حلت بنا ،،، إن هذا الانتشار نجم عن عدم فهم لطبيعة المرحلة وللتحول الجذري في مساحة الديمقراطية التي نعيش في خضمها الآن ، وسيكون علينا حصد سلبياتها إن لم تنظم بشكل يتفاعل ايجابيا بما ينسجم والهدف المناط بها بعيدا عن المزايدات والشعارات والتنافس الذي يضر بحركة المجتمع برمته وبذلك تتحول من أداة للبناء إلى أداة معطلة وغير فاعلة في تصحيح بعض المسارات الخاطئة للتيارات والحركات السياسية التي كرست الو لاءات الحزبية والانتماء العشائري والمذهبي والطائفي والاثني في تعاملها مع الآخرين ، وان تتجاوز تلك السلبيات لتكون مؤهلة للقيام بدورها الإنساني وان تلتصق بجماهيرها التي رفعت الشعارات من اجلها دون تمييز ، ولتكن المعبر الحقيقي عن آمالها وطموحاتها وان يكون شعارها الذي تجسده على ارض الواقع(( الإنسان وليس سواه ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمر كارثي أما


.. مصطفى زمزم رئيس جمعية صناع الخير: التحالف الوطني قيمة مضافة




.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو