الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية التركية ليست مثلا ...

عاصم بدرالدين

2007 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التجربة التركية العلمانية وعلاقتها بالأديان مازالت تثير الخوف الكبير لدى الشعوب العربية ،لذلك يسعون لمحاربتها،فالعلمانية التركية التي فرضها أتاتورك بالقوى في العام 1923 على الشعب وبضغط من العسكر الذي حكماً لا يعرف لا الديمقراطية ولا الحرية،لا يعرف إلا نفذ ثم أعترض كما في مجتمعاتنا العربية.إن الحربة والديمقراطية شرطان مرتبطان حكماً بالعلمانية التي نريدها ونسعى إليها .
كما أن العلمانية التركية متطرفة جداً فرفضت الدين نهائياً،نابذتاً إياه،و ففرضت السفور،أي خلع الحجاب، وسجنت رجال الدين وحاكمتهم ومنعت ممارسة الطقوس الدينية.هذه ليست العلمانية ، إنها مزيج من التطرف والجهل والتخلف.
إن العلمانية التي نريدها هي علمانية محايدة تجاه الدين،تحترمه مقابل عدم تدخله ورجاله بشؤون الدولة والمواطنين ولنطبق قول السيد المسيح ما لقيصر لقيصر وما لله لــ لله.
العلمانية التي نريدها تشدد على حرية الفرد وعلى حرية الإعتقاد بأي فكر ومذهب ديني أوفلسفي وحرية ممارسة الشعائر الدينية دون المس بحرمة وأراء ومعتقدات الأخرين.
العلمانية التي نريد الوصول إليها لا تكون بالقمع والعسكرية بل بالوفاق والإتفاق والإقتناع والوصول إليها بشكل تدريجي لا أن تفرض فرضاً، لأن تسرعنا لن يفيد بل سيعزز التكتل الطائفي، وخاصة في حالة الجهل التي تعيش بها مجتمعاتنا حول المفهوم الصحيح للعلمانية.
الدولة التي نريد هي الدولة العلمانية والديمقراطية التي يتمتع بها مواطنوها بالحرية والحرية والحرية،بكل وجوهها، والعدالة والمساواة فيما بينهم.
دولة يحكمها مدنيون لا عسكر ولا رجال دين تشريعاتها علمية لا دينية وأن تكون سلتطها منتخبة من الشعب وحده لا من الكنيسة والجامع وأن تعمل من أجل الشعب لا من أجل الله.
دولة تكون فيها المواطنية الرابط الأساسي بين بين السلطة(الحكام) والمواطن.
هذه دولتنا وهذه علمانيتنا وإليها سنسعى ...

العلمانية التركية ... ليست علمانية ؟!

نعم ليست علمانية وأنا مسؤول عما أقول وخاصة حين نشأت،فالعلمانية هي فكرة لتحرير الفرد من كل القيود ليس لقمعه ولفرض الأفكار عليه ، كما لا علمانية دون حرية وفي تركيا لا حرية فردية وخاصة فيما يتعلق بالأديان،فأنا في النظام العلماني الحقيقي يحق لي أن أرتدي الحجاب و الشعار الديني أو الدخول إلى الجامع أو الكنيسة دون أن يعترضني أحد،بل أن أكون محمي من قبل القانون، وهذا مقوم أساسي للعلمانية ومن دونها لا وجود للعلمانية كما أن لا حرية ولا ديمقراطية من دون علمانية.

خلاصة القول أن العلمانية ليست فكرة مواجهة للدين ، ليست ضد الإسلام ولا ضد المسيحية ولا أي دين أو مذهب،لا تسعى لإلغائه ولا لقمعه بل لتحييده وفصله عن الدولة،ليكون الدين لرجال الدين والسياسية لرجال السياسة.

فإقتضى التوضيح....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah