الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مقال -كفى خداعا للنفس وخداعا للاخرين-

حسقيل قوجمان

2007 / 8 / 18
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


كتب المدعوان جاسم الحلوائي وعادل حبه في الحوار المتمدن مقالا بعنوان "كفى خداعا للنفس وخداعا للاخرين" هاجما فيه باقر ابراهيم وحسقيل قوجمان بسبب مقاليهما المنشورين مؤخرا. وكتب المقال بنفس الاسلوب الهابط الذي كتب به الذي دعا نفسه دحام التكريتي ضد حسقيل قوجمان قبل فترة واقتبسا في مقالهما نفس ما جاء في مقال دحام فيما عدا ذكر ابو سيفين وابو دودو ربما لانهما خجلا من اعادة ذكر هاتين المحلتين اليهوديتين او لان باقر ابراهيم لا ينتمي الى هاتين المحلتين كما ينتمي اليهما حسقيل قوجمان واضافا على مقال دحام الكثير ويبدو للقارئ المتمعن كما لو كان كاتب المقالين هو شخص واحد وليس دحام التكريتي للمقال الاول وجاسم الحلوائي وعادل حبه للمقال الحالي.
وكما استنكفت من مناقشة محتوى مقال دحام التكريتي، اعتبر نفسي اسمى من الانحطاط الى مستوى مناقشة محتوى مقال جاسم الحلوائي وعادل حبه. فانا كماركسي اؤمن بضرورة الانتقاد كوسيلة لرفع مستوى طرفي الانتقاد. ويستطيع المتتبع لكتاباتي ان يجد صراحتي في الانتقاد وسعة صبري لانتقادي من جانب اخرين. وانا اعالج انتقاد الاخرين بكل سرور بصرف النظر عما اذا كان انتقادهم صحيحا في نظري ام خاطئا لان الانتقاد لا يجب ان يكون صحيحا دائما وانما ينبغي ان يبدي المنتقد فيه رأيه صريحا بالصورة التي يراها وعن طريق مناقشة الانتقاد يمكن رفع مستوى طرفي الانتقاد. ولكن الانتقاد يجب ان يكون صريحا ودقيقا ويستند الى وثائق حقيقية وليس مجرد اتهامات وهمية يستند اليها المنتقد ويتوصل منها الى نتائج بعيدة عن الواقع كما هو الحال في مقال جاسم الحلوائي وعادل حبه. ان امثال جاسم الحلوائي وعادل حبه يستطيعون ان يخدعوا انفسهم بلا حدود وبدون اكتفاء ولكنهم لن يستطيعوا خداع الاخرين لان الاخرين لهم عقول يميزون بها الصدق من الخداع. من جملة انتقاداتهما لي اني لا اتحدث عن فترة نظام صدام المظلمة. وكلاهما يعرفان اني انتقدت جبهة الحزب الشيوعي العراقي مع حكومة صدام الفاشية في يوم تشكيلها لدى سماعي عنها في الاخبار حين كنت في اسرائيل. وكتاباتي حول هذا الموضوع وجميع المواضيع الاخرى سواء منها المتعلقة بظروف العراق او بالحزب الشيوعي العراقي او بظروف الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي والحركة الشيوعية العالمية وظروف العراق الان الرازح تحت نير الاحتلال الاكلو أميريكي كلها منشورة في موقعي في الحوار المتمدن. فقد وافقت على طلب ادارة الحوار المتمدن على نشر كافة المقالات المنشورة سابقا وغير المنشورة التي كتبتها طيلة فترة وجودي في لندن عدا كتابي حول ثورة تموز فلم انشره في الحوار المتمدن لصعوبة تحويله الى الكومبيوتر. ولكن الكتاب نفسه اعيد نشره في العراق بعد عشرين عاما ويستطيع حتى جاسم الحلوائي وعادل حبه شراءه من شارع المتنبي اذا ارادا الاطلاع عليه. فانا اعتز بكل كلمة كتبتها طيلة هذه الفترة. بل اعتز بكل كلمة كتبتها في السجون وقد كتبت الكثير ومنها كتاباتي في جريدة صوت السجين الثوري التي كنت مؤسسها ورئيس تحريرها وكذلك اعتز بما كتبته خارج السجن وخصوصا سلسلة مقالاتي حول القضية الزراعية في العراق التي كتبتها تحت اسم ابو قيس. ولكن مع الاسف ليست لدي نسخ من تلك الكتابات لاعادة نشرها. واتحدى اي عنصر قيادي في الحزب الشيوعي العراقي ممن قادوا الحزب بعد الرفيق فهد ابتداءا من عزيز محمد وهبوطا الى جاسم الحلوائي وعادل حبه يوافق اليوم على اعادة نشر كتاباته السابقة وخصوصا كتاباته في فترة الجبهة مع حكومة صدام الفاشية. ويبدو ان جاسم الحلوائي وعادل حبه نسيا ان الحزب الشيوعي العراقي هو الذي عقد الجبهة اللامرحلية مع حكومة صدام الفاشية وهو الذي رفع اسم الرفيق صدام الى السماء وهو الذي اطلق على الرفيق صدام اسم كاسترو العراق وهو الذي اتهم الرفيق صدام باعتناق الاشتراكية العلمية واختيار الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية.
لا اقصد من هذه الكلمة الموجزة ان اناقش شيئا من محتويات مقال جاسم الحلوائي وعادل حبه لان ما جاء فيها ليس حوارا متقدما ولا حوارا اصلا وأنا مؤمن بان القراء ليسوا من السذاجة بحيث لا يميزون الصالح من الطالح في الكتابات. فالقراء حين يقرأون شيئا يحللونه ويفهمونه ويستوعبونه ويميزون صالحه عن طالحه وماهو صحيح وما هو خطأ وما هو علمي وما هو جاهل ولهذا لا اجد حاجة الى تنبيه القراء الى مستوى ما جاء في المقال لان القراء يعرفون ويقدرون قيمة محتوياته حق قدرها. وقصدي من كتابة هذه الكلمة هو استعادة ذكرى المقابلة الوحيدة التي كانت لي مع عادل حبه. فانا لم اتعرف على جاسم الحلوائي ولكن الصدفة وفرت لي فرصة التعرف ومقابلة عادل حبه مرة واحدة.
في اواخر سنوات الجبهة زارت زكية خليفة لندن. وبما انها كانت مع زوجتي في السجن لفترة احبت ان تزورها فرحبنا بها وجاءت معها الفنانة العراقية ناهدة الرماح ورافقهما عادل حبه حيث رايته للمرة الاولى والوحيدة في حياتي. وبما ان عادل حبه كان وما زال يسكن في لندن فانه يعلم حق العلم بان الشيوعيين العراقيين الموجودين في لندن قاطعوني مقاطعة تامة نظرا لانتقادي الجبهة ولذلك اعتقد ان عادل حبه كان يعلم سلفا انه سيجابه في حديثنا السياسي انتقادا شديدا للجبهة القومية التقدمية.
كانت المقابلة ودية وناقشت زكية خليفة مع زوجتي بعض ذكريات السجون وكان حديث الفنانة ناهدة الرماح وديا ولطيفا وعموما كانت الزيارة زيارة لطيفة دامت لساعتين او اكثر. وفي هذه الزيارة سمعت لاول مرة كيف يسخر الشعب العراقي من شعار الجبهة او حكومة الجبهة "وحدة حرية اشتراكية" بقولهم "وحدة مرية اشترت كبة". وطبيعي انه دار بيني وبين عادل حبه نقاش حول الوضع في العراق وحول الجبهة وحول سلوك صدام حسين. وقد دافع عادل حبه طبعا عن الجبهة وعن سياسية الحزب الشيوعي بعقد الجبهة وحتى عن صدام حسين. وكان هادئا ولطيفا في نقاشه ولم يتحول النقاش في تلك الجلسة الى هجوم او توتر. ويبدو انه كانت انذاك تلوح في الافق بوادر انقضاض صدام على الجبهة وكان عادل حبه قد شعر بذلك او سمع عنه. ودار بعض الحديث حول هذا الموضوع ولكن عادل حبه ابدى رايه في ذلك. فقال بالنص "اذا رفع خشمه فيستدعونه الى موسكو لكي يفركوا له اذنه ويعقلوه" وهذا كان نهاية نقاشي معه حول الجبهة وحول رفيقه صدام حسين.
فهنيئا لحزب يكون امثال جاسم الحلوائي وعادل حبه من كوادر قيادته.
حسقيل قوجمان
_______________________
ملاحظة الى قرائي الاعزاء: اعتذر اليكم جميعا لاني لم استطع اطلاعكم على محتويات هذا المقال. ان اعتزازي العلمي والادبي منعني من الانحطاط الى هذا المستوى. وافضل نصيحة اوجهها الى القارئ المهتم بالموضوع هي ان يقرأ المقال رقم ۱٧ من العدد ۲۰۰٥ ليوم ۱۲/ ٨/ ۲۰۰٧ من الحوار المتمدن. فالمقال واضح لا يحتاج الى شرح وتحليل. فكما يقول المثل العراقي "الديك الفصيح من البيضة يصيح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الفرنسية عند منتصف الن


.. الحرب في غزة تدخل شهرها العاشر ومظاهرات إسرائيلية تطالب بصفق




.. النيجر ومالي وبوركينا فاسو تعلن إنشاء -كونفدرالية دول الساحل


.. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: الفرصة ذهبية الآن للتوصل إلى ات




.. الرئيس الفرنسي ماكرون يصوت في الجولة الثانية من الانتخابات ا