الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التماهي مع الواقع

خليل المياح

2007 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التعرف على الظاهرة الدينية أمر متعذر اذا أهملنا مناهج التاريخ المقارن للأديان .لاسيما وإن الايمان تركيبة نفسية اولا وجذره منعكسات اجتماعية تاريخية وبالتالي فمسألة الازدراء غير واردة بالمرة.اما الفلسفة الوضعية فتشير الى ان الإيمان ليس واقعة محسوسة يمكننا القبض عليها كي ندرسها..ومن الصحيح القول ان التوراة والانجيل والقرآن جاءت لتعبر عن أعماق الانسان وحنينه الى الخلود والكينونة وهذا مما يفسر صمودها بوجه الزمن المتقلب الأهواء حتى الان..!!.وثمة اشارات دالة بخصوص السر الخالد الذي يكمن وراء أدب هوميروس وكل الملاحم الانسانية،

كونها قد عبرت عن شباب الرؤية الانسانية بعيدا عن التشكل الطبقي للمجتمعات البشرية تأكيدا بأن الفن لا علاقة له مطلقا بالتطور العام للمجتمع!.الا ان هذا لا يمنع من ارخنة كل ما نزعت عنه تاريخيته وجرى ربطه بالمقدس او المتعالي وتنوسيت جذوره ومحايثاته الواقعية، وهذه مهمات المؤرخين الذين يتصدون لدراسة بيئة شبه الجزيرة العربية ابان القرن السادس الميلادي فعليهم تلقى تبعة هذه المهمة والقيام بأرخنة الواقع الذي كان يجري قبل البعثة الاسلامية في ارض الحجاز بشرط الا يقعوا في حبائل الإشكالية الاستشراقية الفقهية،وان تتم قراءتهم للافكار والتصورات البازغة وفقا للطريقة التفكيكية أي طرائقية(التفصيخ المثقف) اذا جاز التعبير!.وتجدر الاشارة هنا الى ان المسلمين الاوائل،مثل (مسكويه )ابان القرن الرابع الهجري قد تصدوا لهذه المهمة،وذلك عندما عمدوا لتحديث الرؤية الاسلامية لكن مع ملاحظة ان تلك المقارنة تملكتها خطيئة الرؤية الارسطوطاليسية، وتماما تكاد تشبه محاولة توما الاكويني التوفيقية في العالم المسيحي بمزجه الرؤية الأرسطية بالمسيحية،فأدى الى تهافتها هي الأخرى!..اماالان فان عصرنا يميل لرفض الثقافة القديمة التي تؤمن وتتعلق بأهداب العجيب المدهش من الافعال من قبيل ايقاف الشمس عن مسيرها باشارة ما..ومع كل التقدم الذي احرزته البشرية في مضمار العلم والتكنولوجيا لا ينبغي اختزال الدين الى اطروحة في العدالة فقط، مع اننا نطمح الى لاهوت في التحرير المقترن بالحداثة لحل اشكلة القيم التي توارثناها من الاجداد بهدف تجاوزها بعد ان نقوم بتفكيكها ونقدها.وان نظريات العودة والتأصيل اللاهوتي منها والسكولائي ذا النهج المادي جميعا ستتحول جميعا الى أوهام سخية وهي لن تهبنا في احسن الاحوال سوى الرغبات الضائعة عن عدالة رسمت ملامحها البدوية في زمن محدد وواقع محدد..وتلك الوصفات لن تقودنا في حالة تشبثنا بخلودها ونجاعتها إلا الى هزائم متجددة منكرة..وطبقا للفكر الاجتماعي الحديث فإن المساواة الكاملة امر مستحيل وتبقى الايدولوجيا وشعاراتها المدوية هي الوحيدة التي لا تجنح الى الامر الواقع وستجد في نهاية المطاف ان ايمانها كتب عليه الخذلان! ان الواقع يتطور والارض ليست قائمة في السماء والعكس هو الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت