الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهشيم

وعد العسكري

2007 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لعبت الحروب والمؤامرات على العراق دوراً كبيراً في تكوين شخصية الفرد العراقي وتركيبته السيكولوجية فليس غريب ولا بالعجيب أن نرى الخائن أميناً ولا اللص سيداً محترماً ولا الشريف رذيلاً أو الصالح طالحاً وغيرها من الصفات أو العكس .
خلقت الحروب والمؤامرات والضغائن لشعب العراق وأرضه شخصيات شيزوفرينية انفصامية لطبيعة الموقف والحالة التي اقتضت ذلك !! لكن الأمر الذي نقف عنده هناك أناس لم تؤثر عليهم الظروف القاسية التي عاشها شعبنا عبر عقود طويلة من الزمن . قيل إن الأستاذ الدكتور (علي الوردي) رحمه الله ذكر في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) إن الفرد العراقي له شخصيتان فهو يلعب دور المدني (المتحضر) تارة ودور الريفي أو البدوي تارة أخرى .. وهو لم يستقر على إحدى الوصفين المدني أو الريفي وهذا بطبيعته جعله إزدواجي الشخصية ، لو سلمنا بصحة ورود ذلك للدكتور الوردي والذي يفترض أن يكون صحيحاً ، فشخصية مثل الدكتور الوردي شخصية موثوقة فهو من مؤسسي علم الإجتماع ومن رواد الأنثربولوجيين العراقيين هذا ما شهده له عميد كلية علم الإجتماع في جامعة تكساس التي نال شهادة الدكتوراه منها ، إذن كي لانذهب بعيداً نستنتج من كلام الدكتور الوردي نحن العراقيين إنفصاميين بالفطرة وقد يبدو ذلك جلياً من خلال المجاملات وعدم الثبات في بعض الأمور والتي قد يعد البعض منها مصيرية ، وما بالك عزيزي القارئ لو حسبنا هذا الكم الهائل من الضغوط النفسية وتدمير الأعصاب والقهر والظلم الذي نعانيه من يومنا من تأسيس دولتنا العراقية العظيمة ! إلى يومنا هذا فكم من العراقيين عانوا في العهد الملكي وكم من العراقيين مثلهم عانوا من الحكم الجمهوري وتوالي الدكتاتوريات البغيضة على كرسي الحكم الذي وصفه البعض إنه الكرسي الإلهي فمجرد ما يحكمنا حاكم طاغي ودكتاتور مثلما مر على العراق تلك الغمامة السوداء التي حكمت لخمس وثلاثون عاما حكما شمولياً أعمى لايهمه نفسية مواطنيه ولا راحة بالهم فكان العديد من أبناء شعبنا يعدمون ويهجرون ويعتقلون بتهمة العداء للحزب والثورة المجيدة ! إذن لو أخذنا بكل تلك الضغوط النفسية التي نتجت عن الظلم والإضطهاد سنراها خلفت لنا متراكمات نفسية عديدة منها الخوف وعدم قول الحق والمزايدة في الكذب والنفاق ، إنها حصيلة لا بأس بها تجعل من مواطننا العراقي مواطنا إنفصامياً من الدرجة الأولى والتي يعاني أكثر شعبنا إلى اليوم من هذا المرض البغيض كمنتجه القائد الضرورة فلنقل رحمه الله ولو أن البعض يزعل من الرحمة عليه ، إذن الفرد العراقي مصاب بالإنفصام فطرياً كان منذ الولادة ثم إنفصاماً مكتسباً نتيجة للممارسات التعسفية من قبل النظام السابق وجلاوزته العظام .
لو أخذنا جدلاً الشيزوفرينيا الرسمية للحكومة العراقية والمتمثلة في نظامها السابق سنجد أن صاحبنا المتوفي (صدام حسين) كان مصاب بانفصام الشخصية والعديد من الأمراض النفسية التي لازمته مدة حكمه ودليلنا في ذلك حرب الكويت الغير شرعية وأختها إيران الإسلاموية لم تكن حروبه عادلة كان المغازل لإيران وشن حربا عليها ، كان معترفا بدولة الكويت دولة شقيقة وجارة ثم انقلب عليها ...أليس ذلك ضرب من الشيزوفرينيا أم ماذا ؟!.
ولو قربنا المثال إلى حياتنا العامة فكل واحد منا يعرف جيدا إن الإرهاب الذي صال وجال في العراق لم يرحم لاسنياً ولاشيعيا بل وحتى كردياً ومسيحياً فكان العراقيون متقاسمون في البلاء كما تقاسموه أيام نظام حكم صدام ... ولدت تلك الظروف شخصيات مريضة بهذا المرض الغريب بعض الشيء فكل واحد من العراقيين يعرف الكثير ممن غيروا أسماءهم من عمر وعلي وصدام وعدي وقصي !!! خوفاً من القتل على الإسم والهوية بعدما تقاسمت المليشيات المناطق كغنائم تلك منطقة شيعية وأخرى سنية ! سبحانك ربي .. سبحانك يامغير الأحوال ..!!! أليس هذا إنفصام بحد ذاته ؟ أليس الذي يحدث بفعل الإرهاب اللعين وتدخل بعض دول الجوار اللعينة يجعل من شخصية المواطن العراقي محطمة كالهشيم ؟












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح