الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواب على رسالة قارئ

حسقيل قوجمان

2007 / 8 / 22
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


كتب لي احد قرائي الاعزاء رسالة يؤيد فيها تعقيبي على مقالة جاسم الحلوائي وعادل حبه. واشكره على شعوره الطيب. وقد اشار في رسالته الى كاظم حبيب قائلا "ان كاظم حبيب ركب الموجة وطلع على القراء اليوم بمقال شبيه ... ولكني كقارئ وشخص عرف حبيب عن قرب ... اتمنى لو انك رددت عليه". وقد اورد هذا القارئ رأيه في كاظم حبيب وفي سلوكه اثناء حرب الانصار وذكر اسماء اشخاص اخرين يستطيعون تأييده في رأيه عن كاظم حبيب.
عزيزي القارئ ان طلبك او اقتراحك يتألف من جانبين. الجانب الاول هو ما يخصني اي ما وجهه كاظم حبيب ضدي ضمن الحاقدين على الحزب. وفي هذا المجال ما زلت رغم شيخوختي قادرا على الرد عليه وغير عاجز عن الدفاع عن نفسي وعن ارائي وعن كتاباتي عن الحزب الشيوعي العراقي، وساقوم بذلك بدون اي شك خصوصا وان مقال كاظم حبيب بخلاف مقالات دحام وجاسم وعادل تنطوي على حوار قابل للنقاش.
والشق الثاني هو الدفاع عن كل الذين اشار اليهم كاظم حبيب كحاقدين على الحزب وراغبين في تدميره او غير ذلك من الصفات. فقد سلك كاظم حبيب في هذا المجال اسلوبه المحبب، اسلوب التصنيف فصنف اعداء الحزب الى فئات حدد صفة كل فئة منها والاسباب التي تدعوها الى الحقد على الحزب وبذلك شمل اعدادا غفيرة من الناس الذين قاموا بانتقاد الحزب الشيوعي العراقي وهم كثيرون ويختلفون في ارائهم وانتقاداتهم ويختلفون في الفترة التي قاموا بانتقادها او السياسات التي انتقدوها. وفي هذه الحالة ليس من واجبي ولا بمستطاعي ان ارد على كاظم حبيب وان ادافع عنهم جميعا لاني لم اعرف كاظم حبيب الا من كتاباته ولم اشترك معه في نضال او نشاط حزبي ولا اشتركت في العمل داخل الحزب منذ ثورة تموز فلا استطيع معرفة الكثير من الذين انتقدوا الحزب ولا نوع انتقاداتهم. وليس من واجبي ايضا ان ادافع عن باقر ابراهيم الذي شمله مقال جاسم الحلوائي وعادل حبه وواصل كاظم حبيب خصه مع حسقيل قوجمان بالحقد على الحزب.
يبدو لي ان الاشخاص الذين يشعرون بان تصنيف كاظم حبيب للحاقدين على الحزب والعاملين على تخريبه يشملهم من حقهم او من واجبهم ان يدافعوا عن ارائهم اذ ان الانسان اذا كان صادقا ومخلصا في ابداء رأيه يكون على استعداد للدفاع عنه.
اثناء كتابة الجواب على رسالتك قارئي العزيز ظهرت في الحوار المتمدن ايضاحات عادل حبه بصدد المقال الذي رفضت ان اناقشه. وانا ارفض لنفس الاسباب ان اناقش الايضاح ايضا. ولكني اود ان اشير الى ظاهرة مألوفة في الكتابات السياسية وغير السياسية. ان الكاتب الذي يشعر بجهله وضحالة معلوماته في الموضوع الذي يناقشه يحاول ان يتجاوز مستواه الثقافي والنظري ليوهم قراءه بانه اعلى من مستواه. ولكن هذا مستحيل لان الكاتب لا يستطيع باية صورة ان يتجاوز مستواه الفكري والنظري والثقافي ولا ينجم عن محاولاته سوى هراء يبعث على السخرية.
جاء في ايضاحات عادل حبه: "لقد أشار حسقيل إلى لقاء لي معه في عام 1976، وكان صحيحاً بالطبع، ولكن لم تكن حاضرة آنذاك لا زكية خليفة ولا ناهدة الرماح وكلتاهما على قيد الحياة وتستطيعان تأكيد أو نفي ذلك." ولكن عادل حبه لم يخبر القارئ باية صفة واية مناسبة زارني في بيتي ونحن لا نعرف بعضنا وليست لنا علاقة حزبية او علاقة اجتماعية اذا لم يزرني مع اشخاص ارحب بزيارتهم.
كذلك اعترف عادل حبه انه في هذا الاجتماع دافع عن الجبهة وعن صدام لالتزامات حزبية. ونسي انه بهذا يعترف بانه اما كان مقتنعا بسياسة الجبهة وبالحلف مع صدام وفي هذه الحال يكون معبرا عن رأيه وعن قناعته او انه كان يدافع عن الجبهة وعن صدام وهو بدون اقتنعاع لانه يعارض الجبهة ويعارض صدام وبذلك كان يناقشني ويحاول اقناعي بما لا يؤمن به.
واعتبر عادل حبه ان العبارة التي اتهمته بانه قالها حول "ان يفركوا له اذنه" هي عبارة دونكيشوتية. وهذا صحيح كل الصحة. وكون هذه العبارة عبارة دونكيشوتية هو الذي جعلها ترسخ في ذهني لاكثر من ثلاثين عاما.
وجاء في توضيح عادل حبه "فمن المعيب أن يكذب الإنسان في هذا العمر ويتقول على لسان الآخرين، وهذا ديدنه في كل مناقشاته مع الآخرين" وقد يكون ذلك صحيحا وان ديدني رغم شيخوختي ان امارس الكذب ضد الاخرين. ولكن قراء عادل حبه ليسوا بالسذاجة والبساطة بحيث يقتنعون بقوله بدون تمحيص. كان عليه ان يحاول ان يقنع قراءه على الاقل بايراد نموذج او نموذجين من هذه الاكاذيب المنتشرة في جميع كتاباتي المنشورة في الحوار المتمدن.
خاطبت كاظم حبيب في حالتين. اولهما انتقادي لما اعتبرته انتقاصا لشخصية وقيادة الرفيق فهد في كتابه مع الدكتور زهدي الداوودي بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد فهد. في هذه المناسبة ناقشت كتاب كاظم حبيب في سبع عشرة حلقة نشرت تباعا في الحوار المتمدن وسمعت انها جمعت في كراس وزع في العراق. في هذه الحلقات ناقشت مواقف كاظم حبيب من الرفيق فهد في مختلف فترات قيادته ومختلف الاتهامات التي وجهها الى فهد وحاولت ان اثبت صحة مواقف فهد وصحة قيادته. ومن المألوف لدى كاظم حبيب اذا وجه احدهم له انتقادا ان يرد عليه في اليوم التالي باكثر من حلقة. ولكن لم اسمع منه كلمة واحدة حول انتقاداتي لكتابه.
وفي المرة الثانية التقيت مع كاظم حبيب بمناسبة اخرى هي كتابه عن يهود العراق. فقد لاحظت في الكتاب بعض النقاط الخاطئة تاريخيا وكتبت له ملاحظاتي عنها ليس بطريقة الانتقاد وانما بطريق تصحيح الخطأ الذي اقتبسه من مصادر غير دقيقة. فمثلا اشرت الى ان ادعاءه بان الحكومة العراقية منحت لقب الباشا الى سليمة مراد غير صحيح وناقشت ذلك بصورة تاريخية. ولاحظت انه نقل كون فرقة الاذاعة العراقية بقيادة صالح الكويتي هي التي مثلت العراق في مؤتمر الموسيقى العربية الاول الذي عقد في القاهرة. وهذا خطأ لان الجوق الذي رافق فنان العراق الاول محمد القبانجي في المؤتمر كان الجالغي العراقي بقيادة صالح شميل ويوسف بتو وبينت ان هذا الادعاء لا يوضح حقيقة التقدير الهائل للوفد العراقي الذي اعتبره البعض اهم وفود البلدان العربية. وبينت له انه لو كان فريق الاذاعة بقيادة صالح الكويتي هو الوفد العراقي الى المؤتمر لما كانت له نفس الاهمية التي نالها الجالغي العراقي لان في مصر عشرات وربما مئات من امثال صالح الكويتي وليس لديهم مثيل للجالغي العراقي. ولكني في هذه الحالة ايضا لم اتلق من كاظم حبيب اية كلمة شكر او اعتراف او انتقاد.
اؤكد لك عزيزي القارئ بانني بلا شك سأكتب ردا للدفاع عن ارائي وحتى عن شيخوختي في الوقت المناسب.
مع عاطر تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نسبة مشاركة -قياسية- في الدورة الثانية من انتخابات فرنسا الت


.. لحظة اصطدام طائرة بالأرض أثناء هبوطها




.. حمدوك لسكاي نيوز عربية: لا وجود لحل عسكري للأزمة السودانية


.. قصف إسرائيلي عنيف جنوب لبنان.. وحزب الله يستهدف قاعدة بطبريا




.. حمدوك: تنسيقية تقدم السودانية ليست واجهة لقوات الدعم السريع