الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معنى العنف سايكولوجياً وسوسيولوجياً

وعد العسكري

2007 / 8 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المعنى السيكولوجي للعنف Psychology violence :
العنف في إطار علم النفس ومدرسة التحليل النفسي التي يعد فرويد (1856 -1939) احد المؤسسين والمنادين لهذه المدرسة، حيث أعطت هذه المدرسة أهمية كبيرة للاضطرابات النفسية والصراع والانحراف الذهني والخلقي والاضطرابات العاطفية حيث يرجع تاريخ العنف أو العدوان إلى غريزة فطرية بحته تحدد سلوك البشر في علاقاتهم، ولا يفسر سلوك البشر ألا العودة لتلك الغرائز أو في سياق تلك الغرائز( ).
أن مدرسة التحليل النفسي هذه والتي تدور تفسيراتها حول فرضيات فرويد وخاصة نظريته في اللاشعورية، تعرف العنف على أنه "السلوك المشوب بالقسوة، والعدوان، القهر، الإكراه، وهو عادة سلوك بعيد عن التحضر والتمدن، تستثمر فيه الدوافع والطاقات العدوانية استثماراً صريحاً بدائياً كالضرب والتدمير للممتلكات واستخدام القوة لإكراه الخصم وقهره ويمكن أن يكون العنف فردياً، كما يمكن أن يكون جماعياً"( ).
إن كل نظرية من نظريات التحليل النفسي تركز على جانبي وتهمل جوانب أخرى وهذا ربما يرجع أن هذه النظريات نأخذ الأحكام المطلقة في تفسيرها وتهمل خلفية التحليل، ومتداخلة ومتشابكة، فلا يمكن القول بأن العنف هو ربط السلوك بالوظيفة الاجتماعية التي يؤديها أو ربطه بخصائص الفاعلين وعلاقاتهم ضمن أدوارهم ومكانتهم الاجتماعية فتظاهر هذه العوامل وتكاملها مع بعضها البعض هو الذي يمكن أن يفسر سلوك العنف ويندرج هذا التكامل تحت العامل الثقافي الذي يشكل البيئة الحقيقة والوجدانية للسلوك الإنساني.
لذلك فلمفهوم السيكولوجي للعنف هو "السلوك الذي يتسم بالقسوة والشدة والإكراه إذ تستثمر الدوافع العدائية استثماراً صريحاً كالضرب والتقتيل للأفراد والتحطيم للممتلكات( ).

* المعنى السوسيولوجي للعنف: Social Violence
تتعدد الاتجاهات والاجتماعية في تفسير العنف وفقاً للأسس النظرية لكل اتجاه بحيث يستمد كل منها من رؤى علمية وفلسفية مختلفة، فهناك الدارويتية الاجتماعية التي استمدت أسسها من علم سلوك الحيوان فيما يتعلق بنظرية النشوء والارتقاء، كذلك يوجد اتجاه المادي الجدلي والاتجاه الوظيفي، والاتجاه التفاعلي الرمزي. وقد اختلف كل اتجاه في تفسيره للعنف انطلاقاً من الأرضية التي اعتمدها في تفسيره.
إن الصفحة الاجتماعية الملحقة بمفهوم العنف لا تمنحه المزايا النظامية التي تطبع الحياة الاجتماعية.
ومن مفاهيم العنف سوسيولوجياً:
1. هو كل ما يربك النظام الاجتماعي والعلاقات القائمة بين أعضاءه( ).
2. هو فعل إيذاء معنوي، مادي، لسامي، يمارس فردياً/جماعياً ومنظماً في كل حال. وهو بشكليه النفسي والاجتماعي وبهدفيه المعنوي (النيل من سمعة الأخر) والمادي (النيل من وجود الأخر) يضعنا في مواجهة فاعل يتقصد العنف( ).
3. لكي يكون الفعل اجتماعياً يجب ن يؤخذ في الحسبان وجود الآخرين ويتأثر يهم في مجراه، كما يجب أن يكون له هدف محدد ويخدم حاجات ومصالح الفاعل ومحكوم بتنظيم معياري وقيمي ( ).
وهذه الموصفات أو الشروط لا تنطبق على السلوك الضيق إذ أنه فعل صدامي يخرج عن أطار التوقعات الاجتماعية، ويعد انحرافاً عن معيار العلاقات الإنسانية الرقيقة.
4. هو كل فعل يؤدي إلى ضرر يصيب الفرد أو يصيب ملكيته، ولا يقتصر حدوثه على الحرب بل هو جزء من حياتنا اليومية( ).
إن المعنى المتداول للمفهوم السوسيولوجي في علم الاجتماع وكذلك في علم النفس هو الفعل أو السلوك الذي يحدث بين الأفراد أو الجماعات لتحقيق غايات مختلفة فهو إلية تسعى إلى تحقيق التوتر النفسي المتراكم الذي يعيشه الإنسان في ظل الوضع الضاغط للمؤسسات، عن طريق تصريف الحقد المتراكم في مجرى التفاعل اليومي( ).
يعتبر الوعي الثقافي والثقافة الاجتماعية من أهم الأسس في بناء البعد الاجتماعي والأخلاقي لشخصية الفرد، فالثقافة تحدد مسارات الفعل والسلوك الاجتماعي، وأن وجود بنية ثقافية ذات نمط تسلطي تساهم في تعزيز العنف والياته.
وخلاصة القول أن السوسيولوجيون يربطون العنف بحالة اختلال التوازن التي قد تصيب المجتمع أو الجماعة حيث تتحطم المعايير وتسود الفوضى فيندفع الأفراد نحو العنف.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا