الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المدنية

سامي العباس

2007 / 8 / 25
المجتمع المدني


ظهرت الدولة المدنية في مجرى التحول إلى نظام الإنتاج الرأسمالي ..هي رائزة لعمق هذا التحول بمؤشر استكمال بنائها, وهو شرط ظهورها كإطار يعطي للتنوع الديني أو الطائفي أو الأثني داخل الكيان السياسي حقوقا وواجبات متساوية ..
بهذا المعنى وفي إطار تفاوت انخراط مجتمعاتنا العربية – الإسلامية بالمعنيين التاريخي والبنيوي في السيرورة العامة للتحول نحو الرأسمالية , يصبح التراجع إلى الوراء للتساوق مع البيئة الإقليمية ( لبنان بالنسبة لمحيطه العربي ) على سبيل المثال , انتكاسة عن وضع متقدم لا تنفع في التغطية عليه بروبغندا هذا الفريق السياسي أو ذاك ..بل قد تنفع ( البروبغندا ) في الكشف عن تعفن ينتظر تحت السطح ليطفو في اللحظة المناسبة ..
مناسبة هذا الحديث مشروع قانون "عهد حقوق الطفل في الإسلام" المنوي إحالته إلى المجلس النيابي اللبناني, لإقراره من قبل حكومة أكثرية تمثل- بنظر سفارات الغرب وعرب الاعتدال - الفريق المدافع عن الدولة المدنية, في وجه أقلية مشكوك بنواياها حيال هذا الأمر. وترمى على ظهرها تبعات تعويق هذا المسار ..
في لعبة الطوائف اللبنانية التي استكملت بناء تعبيراتها السياسية (كأحزاب مقفلة على ما يعكر صفاءها اللاهوتي ), قد لا تنفع لغة الجد بديلا معرفيا عن لغة الهزل للقبض متلبسا على هذا الحزب السياسي الطائفي أو ذاك في معرض تمريكه على زملائه في قول المطولات بالدولة المدنية وضرورة بنائها.وفداحة الجريمة التي ترتكبها الأحزاب أو الحزب الطائفي المعرقلة أو المعرقل بحق المصلحة الوطنية العليا التي إن مررت بنظرك عليها مرور الكرام لفقأ عينك التطابق المدهش بين تخوم الطائفة المنطوق باسمها وتخوم الوطن ..
فحزب الكتائب اللبنانية ووليده في مجرى الحرب الأهلية ( القوات اللبنانية )- التي تولت توحيد البندقية المسيحية ( بما أعانها الله عليه من أساليب ديمقراطية ,شابتها قليلا بعض المجازر التي لا تفسد للديمقراطية قضية ) بقيادة ابن المؤسس (أمين الجميل ) ومنافسه في النطق باسم المجتمع المسيحي ( سمير جعجع )- أصبحا بقدرة قادر من البناة الموثوقين للدولة المدنية , سيما وقد أصبح من شركائهما على المقلب اللاهوتي الآخر أميرين :واحد للحرب (مقاطعجي و اشتراكي مفلّت , ووريث الحركة الوطنية وحامل أختامها الى يوم الحشر : وليد بيك جنبلاط ) .. والثاني للسلام في الشرق الأوسط( الشيخ سعد الحريري ) أحد البوابات الرئيسية لضخ ريالات وثقافة النفط المعجونة باللاهوت الوهابي ..
لا يعني هذا أن الوضع في المعسكر اللبناني الآخر ( معسكر الممانعة للصهيونية والاستكبار العالمي ومن لف لفهما من العملاء المحليين : أكانوا أفرادا أم طوائف أم طبقات أم تيارات أيديولوجية شربت والعياذ بالله من منهل الغرب فسرت في عروقها العمالة مسرى الدم في الأوردة ) سيما والقاسم المشترك النفطي المعجون على هذا المقلب باللاهوت الشيعي لا يسمح لذرة من الشك أن تضع إصبعها في بحر اليقين بالولي الفقيه الى يوم الدين ..
هل اكتملت جردة الحساب للبيد ر اللبناني ؟
تقريبا ..بقيت بضعة دكاكين ( لصغار الكسبة ) ينفع تنوع خطوط تمويلها في المشاغبة على الاصطفاف الديني – الطائفي الحاد للاجتماع اللبناني..مع ذلك ورغم أنها في منزلة بين منزلتين : الفساد المالي والتتييس الأيديولوجي
لم تجد ما تقوله في انتكاسة تتعرض لها الدولة المدنية المنوي استكمال بنائها..ففي فمها ماء وأي ماء !!
و فيما عدا بضعة أصوات معترضة , يشوش انتماؤها الديني ( نواب مسيحيون من فريق 14 آذار ) على الدوافع الحقيقية لمثل هذا الموقف , لم نسمع مسلما في الموالاة أو المعارضة قد لعبت خمرة الحداثة برأسه فنطق مطالبا حكومة السنيورة باسترداد مشروع الإحالة إلى المجلس النيابي .
أي قاع نتردى إليه؟ كلما ارتطمنا بنتوء في جدار البئر استبشرنا خيرا وقلنا وصلنا وسنستريح ..ولكن هيهات ..فبئر داروين بلا قرار..
رحم الله الياس الهراوي ..كم أزال بمرسومه (للزواج المدني ) مكياجات للحداثة تلطي وراءها أموات نعف عن ذكر مساوئهم وأحياء طق عندهم شرش الحياء ..


30-7-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر