الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتخب المليشيا الناس

احمد سالم

2007 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثر فوز المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا ارتفعت العديد من الأصوات وفي ردات فعل غير
مسيطر عليها لتردد بشكل ببغاوي عبارات أخذت تسمع هنا وهناك من ان المنتخب الوطني قد وحد الشعب في محاولة لتصوير الصراع الدائر بين الأحزاب الإسلامية والقومية بمثابة صراع يدور داخل الشارع العراقي وان الشعب في العراق مفتت وبحاجة الى مثل هذا الفوز ليتوحد , الا ان حقيقة الأمر ان المنتخب العراقي ورغم كبر الفوز الذي حققه على المستوى الرياضي ونجاحه في إحراز بطولة آسيا الا انه قد فشل في توحيد السنة والشيعة في العراق لان الناس في العراق متوحدين أصلاً حيث ان تاريخ العراق وحاضره لم يشهد أي سابقة في اعتداء سكان من الشيعة على سكان من السنة او سكان من السنة على سكان من الشيعة بل ان كل ما حدث حتى الآن هو هجمات تشنها مليشيا هذا الحزب او ذاك على مخالفيهم المذهبيين من السكان العزل ومن الجدير بالذكر اننا لم نشهد طيلة أربعة سنوات من الاحتلال أي مواجهات عسكرية بين مليشيا الطرفين وهذا يذكرنا ( باتفاقية عدم التعرض للقيادات ) المعقودة بين السلطات الفلسطينية والإسرائيلية . وكأن هناك اتفاقا بين الطرفين يقضي ان دماء السكان من الشيعة والسنة مباحة لمليشيا الطرفين شرط عدم تعرض الأحزاب لبعضها البعض بشكل مباشر. اما البعض الاخر وهو الأكثر طيبة وسذاجة فقد انتظر من المنتخب وكاس آسيا ان يقوما بتوحيد الأحزاب الإسلامية والقومية صانعة الفرقة والموت متناسيا المصالح المتناقضة للأطراف المتصارعة .
بيد ان الفوز وما رافقه من احتفالات مليونية ,هشم القشرة الطائفية المفروضة على كل جماهير وساهم بإظهار الوجه الإنساني الحقيقي المحب للحياة ومتعها لدى الجماهير مما دفع بالكثير من الأحزاب الإسلامية الى محاولة تدارك الموقف وزج عناصرها من حاملي الصور واللافتات الطائفية محاولين تصوير الفوز على انه فوز للطائفة الشيعية على أعداء آل البيت من ( الوهابية ) , حتى وصل الأمر ان احد مراسلي القنوات الفضائية والتي كانت تبث الاحتفالات الجماهيرية بثا مباشرا أوقف الجماهير والتي كانت تتغنى بشعار ( منصورة يا بغداد ) ليردد إمامهم وبصوت عالي ( الله ومحمد وعلي والحسين ويانا ) في الوقت الذي فشلت فية كل إمكانات المخرج في اقتطاع ( ان كان قد حاول الاقتطاع )هذا المشهد بسبب النقل الحي ,الا ان أصالة الفرحة لفضت كل هذه المحاولات البائسة لتسييس الفوز وإخراجه من محتواه الإنساني , ومن الملاحظات الجديرة بالاهتمام ان صور المنتخب ولاعبيه أخذت تنتشر وبشكل كبير في الساحات العامة حتى لم نعد نشاهد للان الصور ذات الطابع الديني والتي كانت تغزوا الأسواق مما أتاح الفرصة لبعض الباعة الى إيجاد متنفس لعرض صور لفنانات وفنانين بملابس عصرية الأمر الذي كان يعرض صاحب المحل للقتل وحرق المحل في السنوات الأربعة الأخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب