الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس

سمير إبراهيم خليل حسن

2007 / 8 / 31
المجتمع المدني


جآء فى كتاب ٱللّه ٱلقرءان وصف له:
"ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحسنَ ٱلحديثِ كتـٰبًا مُّتشـٰبهًا مَّثانِىَ" 23 ٱلزمر.
وجآء عنه أنّه بيان لكلِّ شىء وتبيان له. فٱلوصف للكتاب بأحسن ٱلحديث وٱلمتشابه وٱلمثانى يجعل من بيان قوله ٱلثابت ٱلخطِّ بيانا متحرك ٱلدليل مع حركة وتطور ٱلشىء وحركة وتطور علم ٱلناظر من ٱلناس فىۤ أشيآء ٱلحقِّ للعلم فى كيف بدأ ٱلخلق.
بهذا ٱلوصف للقرءان يكون كتابا مختلفا عن كتب ٱلناس ٱلثابتة ٱلقول وٱلخط وٱلثابتة ٱلبيان. فكتب ٱلناس لا تجديد فيما قاله مؤلفوها ولا تشابه فيه يجدد من قدرة بيانها للناظرين فيها. ولا حركة فى كتب ٱلناس عمّا سجله مؤلفوها فيها من بيان. فٱلوصف بأحسن ٱلحديث وٱلبيان وٱلتبيان وٱلتشابه وٱلمثانى لا يكون لكتاب بشرٍ مهما علم من ٱلحقِّ وبيّن.
صاحب ٱلقرءان هو ٱللّه. وهو يوصف نفسه بنور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض وأنّه بكلِّ شىء محيط وعليم وخبير. أما ٱلإنسان فهو ٱلبشر ٱلذى نفخ ٱللّه فيه من روحه وبه جعله خليفة يتألّه فى ٱلأرض. ونور ٱلخليفة محدود بما نفخ فيه من روح ٱللّه:
"ومَآ أُوتيتُم من ٱلعِلمِ إلاَّ قليلاً" 85 ٱلإسراۤء.
ونور ٱلخليفة محدود بما يوصل إليه بصره ووسآئله ٱلبصرية. فهو يحيط ويعلم ويخبر ويبيّن بما يوصل إليه بصره ووسآئله من أشيآء ٱلحقِّ.
وبعقل ٱلخليفة بين بيانه وبيان ٱللّه له يرى شبها بينهما يجعله يتابع عمل ٱلعقل مع كلِّ بيان له فى ٱلحقِّ. وبمواصلته ٱلنظر يتدرّج بنوره وببيانه فيزداد نوره ويزداد بيانه. وبأعمال ٱلعقل بين ٱلبيانين يزداد ٱلشَّبه بينهما فيكبر تصديق ٱلخليفة ويكبر إيمانه بٱلكتاب ٱلمتشابه وعلم صاحبه.
لهذا ٱلأمر فقد سمّى ٱللّه بيانه "قرءانًا عربيًّا كتبا متشابها مثانى". فهو قرأ وبيّن كلُّ شىء وجعل بيان قُرئه يتحرك ويتجدد ويتضاعف بعقله مع قرء إنسان ناظر فى كيف بدأ ٱلخلق. فٱلتشابه فى كتاب ٱللّه يظهره تتابع عقل ما فيه مع بيان ٱلناظرين فى ٱلحقِّ فى كلِّ وقت. وبه يظهر للناظرين أنّ قرء ٱللّه هو قرءان. ويعلمون أنّ بيانهم يختلف وٱسم ٱلواحد منه قرء وٱسم بياناتهم جميعها هو قروء وليس قرءانا. ويعلمون أنّ ٱللّه قرأ كلّ شىء فى ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض وجعل قرءه لها بيانا مطلقا فى خطٍّ ثابت وقول متحرك يتجدد ويتضاعف مع زيادة علم ٱلناظرين من ٱلناس.
أما ٱلإنسان ٱلناظر فهو يقرأ ٱلأشيآء شيئا شيئا. وهو يعيد نظره فيما قرأ فيطور إدراكه وفهمه فيه ويوسّعه. وهو إن عقل بيانه مع بيان ٱللّه يهتدى فى صناعة قُرئه ويسعى لزيادة بيانه من دون ضياع ولا فساد فى ٱلأرض.
سبق لى وقلت مآ أدركته من دليل ٱلفعل قرأ. فقوّة ٱلفعل يُطلقها ويُجريها ناظر فى ٱلشىء لإخراج ما فيه من معلومات. وقلت أنّ ما فعله ٱللّه فى كتابه هو إخراج بيان متحرك ٱلدليل عن كلِّ ٱلأشيآء. وجعل بيانه ٱلثابت ٱلخطِّ يحمل قدرة حركة فى رفع بيان قوله ليكون شبيها بقول بيان ٱلناظر من ٱلناس مهما تطور نظره وإدراكه وعلمه وبيانه.
هذا ٱلأمر هو ٱلذى يجعل من بيان ٱللّه بيانا مطلقا عن ٱلحقِّ وله ٱسم يدلّ عليه "ٱلقرءان". فٱسم "قرءان" هو قرء مطلق لكلِّ شىء. وفى خطِّ ٱلكلمة ثور وحوت "ا ن" يفعلان معا فيجعلان ٱلقرءَ مطلقا فى حركة بيان معلوماته من دون قيد بٱلزمان وبٱلمكان ومقدار ٱلمعلومات.
لقد قرأ ٱللّه كلَّ شىء خلقه ونشر قرءه للناس فى بيان لهم جآءهم بهيئة متشابهة وبلسان عربىّ مبين. ومِنَ ٱلناس مَن يتلو ما نشره ٱللّه من دون سير فى ٱلأرض ولا نظر فى كيف بدأ ٱلخلق. وهذا يجعله من ٱلذين لا يعقلون فيظنّ بما تشابه له بظنه أنّه أدرك ٱلبيان وعلم به. وهذا هو حال جميع ٱلكهنوت وطوآئفهم ٱلتى تتبع من دون نظر. ومنهم مَن يسير فى ٱلأرض ينظر فى كيف بدأ ٱلخلق ولا ينظر فى بيان ٱللّه عاقلا له مع بيان نظره فيزيغ عن ٱلحقِّ وعن بيانه ٱلمطلق فيفسد فى ٱلأرض ويهلك ٱلحرث وٱلنسل بفعل طمعه وشهواته. وهذا هو حال ٱلراكضين ورآء ٱلمال وٱلثروات فى ٱلأرض جميعها. ومنهم مّن ينظر هنا وينظر هناك فيعقل بين ٱلبيانين. وبعقله يرى ٱلتشابه فيعلم ويصدق ويؤمن أنّ ٱللّه خلق كتابين. ٱلأول هو ٱلكون بأشيآئه جميعها. وٱلثانى هو ٱلقرءان بيانه وتبيانه ٱلمتشابه عن كتابه ٱلأول. وفى كتابه ٱلثانى هداية للناظر وٱلباحث إلى ٱلسبيل ٱلذى يوصله إلى ٱلعلم فى كيف بدأ ٱلخلق. وبوصوله إلى هٰذا ٱلعلم وبٱلعقل مع بيان ٱللّه ٱلعربىّ تستقرُّ لديه أنبآء ٱلكتاب ٱلثانى ويصدَّقها. ويتبيّن له أن خالق ٱلكتابين واحد هو ٱللَّه. وهذا هو حال أكثر علمآء ٱلفيزيآء وعلمآء ٱلحياة ٱلذين ينذرون ٱلناس بٱلخطر ٱلأتى بفعل فسادهم فى ٱلأرض.
ماۤ أسعىۤ إليه من أعمال ٱلعقل بين بيانات ٱلناس وبيان ٱللّه هو تذكير للناس بوصف ٱللّه لكتابه بأحسن ٱلحديث ٱلمتشابه ٱلمثانى. فأكثر ٱلناس يظنون أنّ قول ءابآئهم ٱلموتى فى كتاب ٱللّه ثابت لا حركة فيه عمّاۤ أدركوه وفهموه. وٱلحقّ أنّ لهم ما كسبوا وعليهم ما ٱكتسبوا.
كمآ أذكرهم أنّ بيان ٱللّه ٱلحىّ ٱلقيوم هو حىّ كصاحبه. فأبآؤهم ماتوا وبقىَ ٱللّه حيًّا وبقىَ بيانه حيًّا مثله. وٱللّه فى كلّ يوم له شأنٍ وكتابه فى كلّ يوم له شأنْ مثله. وأنّ بيان ٱللّه ٱلحىّ ٱلقيوم موجّه فى كلِّ وقت لناس أفراد أحيآء يتجدد شأنهم كلّ يوم فلا يوثنون على شأن لهم أو شأن لأبآئهم ٱلموتى. فهم يعلمون أنّهم يُسألون من بعد موتهم عمّا كانوا يفعلون ويكسبون. ويعلمون أنّ ما قاله ٱلأبآء من شرع منسوب إلىۤ إدراك وفهم كلٍّ منهم لقول كتاب ٱللّه وهو من ٱكتسابه ومسئوليته وحده. ويعلمون أنّ ما يقوله أحدنا من شرع بما يتشابه له من قول كتاب ٱللّه هو من ٱكتسابه ومسئوليته وحده وشرعه لنفسه وليس لغيره من ٱلناس. وهم يعلمون أنّه لا رأى جماعىّ فى ٱلدين ولا شرع يعمم على ٱلناس بٱسم شريعة أو دين. ويعلمون أنّ كلّ مَن يفعل شرعا ويزعم دينا ويعممه بسلطة وقهر على ٱلناس هو كافر بدين ٱللّه وكافر بحقِّ كلِّ فرد فى تشريع ما يدركه من كتاب ٱللّه لنفسه وبه تكون مسئوليته ٱلشخصية فيه وبه يكون حسابه.
فماۤ أدعو ٱلناس ٱلذين يعلمون إليه ليس شرعا وليس دينا بل هو تذكير لهم بما عليهم من مسئولية مبيّنة فى كتاب ٱللّه. وأذكرهم بحاجتهم لتثبيت أفئدتهم بكتاب ٱللّه ولسانه ٱلعربىّ ٱلمبين. وأذكرهم بما تفعله ٱللّغة ٱلفصحى من لغو فىۤ أنفسهم لعلّهم يعملون على تطهير أنفسهم من لغوها. وهم إن تذكّروا وتطهروا سيتحررون من سلطة طاغوت كهنوت ٱلفاتيكان وكهنوت ٱلأزهر وكهنوت قم وكهنوت ٱلنّجف ٱلمجانين. وسيكون لكلٍّ منهم فرصة للعلم بشرع يناسب إدراكه وفهمه.
كمآ أدعو ٱلناس ٱلذين يعلمون إلى ٱلعلم بدستور دولة ٱلمدينة ٱلمنورة ٱلذى يبيّن لهم أنّ ٱلعيش ٱلديمقراطى ٱلفيدرالىّ هو ٱلعيش ٱلموافق لقول ٱللّه "لآ إكراه فى ٱلدِّين" وقوله:
"إِنَّ ٱلَّذينَ ءامنوا وٱلَّذينَ هادُوا وٱلصَّٰبِئين وٱلنَّصٰرَى وٱلمجُوسَ وٱلَّذين أَشركوۤا إنَّ ٱللَّهَ يَفصِلُ بينَهُم يومَ ٱلقيٰمَةِ إنَّ ٱللَّهَ على كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
فلاۤ إكراه للناس ولا فصل بينهم بسبب موقف طاۤئفىّ أو قومىّ أو حزبىّ فٱللّه هو ٱلذى يفصل بينهم يوم ٱلقيامة. وهذا لا يكون للناس إلا بموافقتهم على ميثاق مثل ميثاق ٱلمدينة يجعل عيشهم لا يعيقه صراع وقتال على ٱلمواقف وٱلشرع. فليكن لكلِّ جماعة شرع ترضى به ويحمل أفرادها مسئولياتهم عنه. وبذلك تنشأ ديمقراطية ٱلفيدرالية لكلِّ شرع يلتحق بها مَن يريدها ويرضى بها. وهذه هى هيئة ٱلدولة ٱلمدينية ٱلتى ضرب عليها رسول ٱللّه مثلا فى يثرب.
فى دولة ٱلمدينة ٱلتى لا يحكمها رسول نبىّ تكون ٱلسلطة محكومة بجدل بين مفهوم أفلاطون عن ٱلحاكم ٱلدكتاتور ٱلعادل وبين ٱلحاكم ٱلديمقراطى. فٱلناس فى ٱلمدينة هم أحرار متواثقون فيما بينهم بميثاق يحكم ٱنتخاب ٱلسلطة وشرعها وأعمالها. فإن ٱنتخب ٱلناس فى ٱلمدينة حاكما دكتاتورا ثمّ طغى فىۤ أعماله ولم يرضوا عنه يستطيعون ٱلاحتجاج عليه بوسآئل مختلفة. فإن وجدوا فى طغيانه خطرا يستطيعون خلعه بسلطة ٱلميثاق. وإن تركوه حتى نهاية ولايته ولم يخلعوه لا يجددون له ولاية ولا ينتخبون دكتاتورا من بعده. وهذا ما يحدث ٱليوم فى ٱلولايات ٱلمتحدة. فجورج بوش يحكم بسلطة دكتاتور وفق مفهوم أفلاطون. وقد عمل ٱلأمريكيون علىۤ إضعاف سلطته بٱنتخاب أكثرية ديمقراطية لا توافق على جميع أوامر ٱلدكتاتور. وسوف يكون للناس فى ٱلولايات ٱلمتحدة مواقفهم فى ٱختيارهم لحاكم جديد من بعده.
هذه ٱلجدلية ستبقى تحكم سلطة ٱلمدينة حتى يكمل لأهلها ٱلعقل مع كتاب ٱللّه. وبه سيكون لهم إيمان وتصديق يجعلهم يختارون حاكما للمدينة يحمل من ٱلعلم وٱلعقل وٱلتصديق ما يجعله حاملا لوصف رسول ونبىّ يستحقّه.
أماۤ أهل مكّة فهم عبيد لا يملكون لأنفسهم شيئا. فليس لديهم ميثاق عيش وليس لهم حق ٱختيار ٱلحاكم أو حقّ ٱلاحتجاج على شرعه وطغيانه أو حقّ خلعه. فٱلحاكم فى مكّة يحكم ويشرّع كما يرى ولا يُرِى أهل مكّة إلا ما يرى فهو وحده ٱلحر ٱلذى يرى وهو وحده ٱلسلطة كيفما شرّعت وكيفما عملت وكيفما توجّهت.
هذا ٱلحال لأهل مكّة هو حال جميع ٱلشعوب ٱلتى تزعم ٱلإسلام. فأكثرهم يتبعون ٱتباع قطيع من دون نظر أو تفكير أو تلاوة حرّة لكتاب ٱللّه تجعلهم يتواثقون ميثاق مدينة وبسلطته يحتجون أو ينقضون ما يقوله صاحب ٱلسلطة فى بلادهم وما يقوله كهنوت سلطته ٱلمنافق وٱلمجنون وما يشرّعه.
هذه ٱلشعوب يدفعها شرع كهنوت ٱلسلطة ٱلمنافق لتلهو عن علمها وعن ميثاق عيشها وعن تطورها وعن عقلها بمسآئل شخصية كٱلحجاب فيجعلها تظنّ أنّ ٱلحجاب ركن ٱلدين ٱلأساس. فلا يتركها لتدرىۤ أن شرع ٱللّه فى لباس ٱلجسم هو فى تغطية ٱلفروج وأن لباس ٱلسباحة ٱلبكينى يفعل ذلك ويكفى. وهو يأجّها فتهوج بردود فعل قطيع تخرّب كلّ شىء فى عيشها بزعم دفاع عن ٱلدين ٱلذى مسخه ٱلكهنوت ٱلمجنون بمفهومه عن ٱلحجاب.
لقد بيّن كتاب ٱللّه أنّ فهم ٱلدين هو مسئولية فردية شخصية لا جماعيّة وليس فيه وكالة ولا وصاية ولا ولاية لكهنوت مجنون ولا لتشريع له بٱسم ٱلدين ولا لتعليم له فى بيوت ٱلتعليم ٱلعام. وهذا ٱلأمر هو ركن أساس لحرية ٱلمرء سوآء ءكان يؤمن أم يكفر. وهو أساس لبحث ٱلمرء عن عيش مدينىّ ميثاقىّ فىۤ أرض ٱللّه ٱلواسعة فيهاجر إليه لينعم بحريته ومسئوليته. وبموته يحمل معه إلى ربه تلك ٱلمسئولية ليحاسبه بها.
هذا ٱلفهم للدين هو بفعل وصف ٱللّه لكتابه بٱلتشابه وٱلمثانى. فما قاله ٱلسلف هو قول ثابت حديثُه وميّت. وكتاب ٱللّه حىّ وحديثُه متجدد وله شأن فى كلّ يوم. وهذا ٱلفهم هو فهم فرد مسئول عمّا يقوله أمام ربّه وليس أمام كهنوت منافق مجنون يزعم لنفسه علما فى ٱلدين. فأنا لاۤ أطلب من ٱبنتىۤ أو زوجتى أن تلبس كماۤ أفهم. فلها مسئوليتها فيما تفهم وتلبس. وإن لبست شورتا قصيرا فلن يكون لى عليهاۤ أى تأثير أو موقف. أماۤ إن لبست جلبابا وغطّت رأسها ووجهها سيكون لى رأى يبيّن لها ولغيرهاۤ أنّهاۤ أخفت وجهها لغاية خفية قد يكون ورآءها جرم أو غدر أو خيانة تريد إخفآءها عنى وعن ٱلناس. وسيكون لى فعل رقيب يصلى على جميع ٱحتمالات أفعالها وأعمالها. فمن يخفى وجهه بزعم دين أو من دون زعم يخفى على ٱلناس ما يريد من أفعال وأعمال سيئة.
لقد بيّن ٱللّه للمؤمنات مسألة غضّ ٱلبصر وحفظ ٱلفرج وكشف ٱلجسم من دون ٱلفرج أمام ٱلمعدودين فى بلاغه:
"وَقُل لِّلمُؤمِنَٰتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَٰٰرهِنَّ ويَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ ولا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاّ لِبُعُولَتِهنَّ أَو ءَابآئِهِنَّ أَو ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنآئِهِنَّ أو أَبنآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إخوَٰنِهِنَّ أَو بَنِىۤ إِخوَٰنِهِنَّ أو بَنِىۤ أَخَوَٰتِهِنَّ أَو نِسَٰآئِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَٰٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبعِينَ غَيرِ أُوْلِى ٱلإِربَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفـلِ ٱلَّذينَ لَم يَظهَرُواْ عَلَىٰ عَورَٰتِ ٱلنِّسَآءِ وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّـهَ ٱلمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ" 31 النور.
فغضّ ٱلبصر فعل يحدث بتأثير ٱلعلم لا بتأثير ٱلقهر وٱلنّهر بما يُزعم به من دين وشرع. ومثله حفظ ٱلفرج كما حفظته مريم ٱبنت عمرٰن بعلمها وتصديقها. وإظهار أجسامهنّ من دون لباس فهو أمام جميع ٱلمعدودين فى ٱلبلاغ وهم كثر.
أما ما يزعم به كهنوت ٱلمسلمين فيمنعهن من كشف أجسامهن حتى فى فراش بعولتهن. وهو يلاحقهن إلى ٱلفراش يريد أن يقف عليه ينظر ماذا وكيف يجرى ٱلاتصال. بل هو يفصّل لهنّ فيه على ٱلهوآء ويطلب منهنّ ٱتباعه فيما يقول حتى لا تكون جهنّم مقرّهنّ.
هذا ٱلجنون لا خلاص منه من دون تلاوة حرّة لكتاب ٱللّه ٱلمتشابه. فٱلدين لا يكشف عن نفسه للناس من دون سير فى ٱلأرض ونظر فى كيف بدأ ٱلخلق. ولا يكون ٱلكشف للدين كاملا من دون عقل بين بيانه وبين بيان مَن سار ونظر وبيّن. فٱلذى يسير وينظر فى كيف بدأ ٱلخلق لديه بيان عنه يتجدد مع كل عمل للنظر. وبٱلعقل يعلم أن ٱلتجدد ركن أساس من أركان ٱلدين فيتابع سيره ويتابع نظره. فهو يرى فى كتاب ٱلدين أنّ ٱللّه فى كلِّ يوم له شأن فلا يثبت هو ولا يوثن على شأن حتى لا يموت جديده ولا يتوقف تطوره فيتحول إلى عبد لقول ثابت وثنىّ.
هذا هو فهمى للدين أيها ٱلناس ٱلذين تعلمون. وهذا هو كتاب ٱللّه له شأن كلّ يوم. فٱتبعوه بتلاوة حرّة من قول ءابآئكم ٱلموتى فتجدون أنفسكم فى شأن كلّ يوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان


.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و




.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان


.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن




.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان