الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيدرالية.. حل ام ازمة ..؟؟

مازن قاسم

2003 / 10 / 14
القضية الكردية



اذا كان وجود نظام قومي صبغ كل  شيء  بألوان ايدلوجيته القومية , هو ما ساعد على افراز ظواهر قومية اخرى وهذه بدورها انتجت حركات وتيارات وفئات تفوق تصوراتها تصورات النظام وتوجهاته ... فهل سيساعد غياب ذلك النظام بكل ثقله وأدواته و سيطرته على ذوبان تلك الاحزاب والحركات والتي كان هو من ساهم في ايجادها .؟. وهل سيكون طرح الفيدرالية حلا لمشكلة ما عادت موجودة اصلا..؟.
ان مقترح الفيدرالية كان قد طرح مع النظام البعثي حين ذاك لكن النظام كان قد رفضه وكان قطعا ستقبله الاحزاب القومية الكردية حتى ولو بصورته المعدلة لو ان النظام كان قد وافق عليه , وكانت مشاريع  التقارب مع النظام من قبل تلك الاحزاب كثيرة وكان للبارتي حصة الاسد منها ,, توجت بتقديم النظام له نصف كردستان على طبق من ذهب ...
ان لكل واقع خطاب ولكل اشكالية زوايا تناولها المختلفة , فمشكلة الجماهير الكردية لم تعد مع النظام انما مع ما خلفه النظام , انها مشكلة الواقع الجديد واقع ما بعد النظام والاحزاب والحركات القومية الكردية وخطابها.......فما الفيدرالية بالنسبة لها سوى ذلك الصوت المرتجف للانفصال ,وليس طرحه الان سوى جزء من ذلك النضال من اجل الحفاض على  المكاسب التي تحققت خلال العقد المنصرم والمصالح التي تنتحر على اقدامها الافكار والخطب والشعارات وهذا ما اثبتته تلك السنين الطويلة من الاقتتال والاحتراب ,, الصراع والاختلاف..
ان مصلحة الجماهير الكردية ليست الا في ابتعادها وتخلصها من الاحزاب القومية الكردية لانها خاضت معها تجربة طويلة وهي لاتقل عنصرية وشوفينية عن النظام البعثي فهما وجهان لعملة واحدة.
ويبدو جليا ان الازمة التي تحملها الفيدرالية عميقة ودموية وها نحنو نرى بوادرها في احداث كركوك حيث الاقتتال بين العرب والكرد من جهة والكرد والتركمان من جهة اخرى . لقد استمدت الاحزاب الكردية القومية قوتها من خلال صراعها مع النظام القومي البعثي وحينما تحصنت من قدرة النظام الكبيرة فانها اكتسبت قدرة ونفوذا داخل المجتمع الكردي وفي الاوساط السياسية وعندما توارى المارد البعثي برزت هذه الاحزاب كقوة منفردة لا يقابلها في الطرف الاخر الا احزاب مشتتة او مشاريع احزاب لايمكن ان تتوحد في قوة يمكن من خلالها تجابه قوة تلك الاحزاب المنظمة والمسلحة والمتسلطة  (بدون المارد الامريكي الذي لم تتطابق مصالحه مع هذا الطرح ) ,, حتى الوطنيون داخل مجلس الحكم او خارجه رغم ايمانهم المطلق بوحدة العراق الا انهم يرون انفسهم منساقين ودون رغبة في ترديد مفردات مثل الفيدرالية و حق القوميات الاخرى وغيرها ,, وذلك ليس لانها لاتملك سياسات وخطط واجندة واضحة بخصوص الوضع في العراق ومستقبله   او بعيدة عن السياسات والاجندة الامريكية بل ولانها فاقدة للسبب نفسه لاية جذور في الواقع العراقي ,, الا ان الواقع دون شك سيعيد ترتيب نفسه وسوف تنهض حركة اخرى تتحصن ضد الاحزاب الكردية القومية التي اضحت عنصرية بكل جوانبها .. ان الفيدرالية وحسب المفهوم القومي الكردي لها ,,ازمة عميقة وليست حلا باي شكل من الاشكال لانها تستند على اساس قومي عنصري يفصل المجتمع على اساس الانتماء القومي  ويميزه , وهذا سيؤدي الى خلق التناحر بل والاقتتال الذي من الممكن ان يؤدي الى حرب اهلية تأتي على ما تبقى كما حدث في اماكن عدة من العالم......

                                          ....مازن قاسم.....      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة