الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاش عن العلمانية والاسلام في الكرسيتان ساينز مونيتور

حسام مطلق

2007 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب عبد الله أحمد النعيم، مؤلف لكتاب رهن النشر بعنوان "الإسلام والدولة العلمانية: التفاوض بشأن مستقبل الشريعة"، مقالاً نشرته صحيفة كريستيان سيانس مونتور تحت عنوان "إني بحاجة لدولة علمانية"، قال فيه إنه لكي يكون مسلماً بالإقتناع والإختيار الحر- وهو السبيل الوحيد لكي يعتنق المرء الإسلام- فهو يحتاج إلى العيش في دولة علمانية. ويمضي النعيم إلى القول بأنه يقصد بالدولة العلمانية الدولة التي تتسم بالحياد إزاء العقائد الدينية. الدولة التي لا تطبق الشريعة (قوانين الشريعة الإسلامية) بقوة القانون، لأن المساءل العقائدية لا تفرض عنوة أبداً. لكن عندما تطاع طواعية وبمشيئة حرة، فإن القيم المستمدة من الشريعة يمكن أن تساعد في صياغة القوانين والسياسة العامة من خلال العملية الديمقراطية. لكن إذا ما سنت مبادئ الشريعة كقانون للدولة فستكون النتيجة أنها ستتحول ببساطة إلى وسيلة سياسية بيد الدولة. ويضيف النعيم قائلاً إن أغلب المسلمين يساوون بين العلمانية وبين انعدام الدين، لكن من رأيه أن الدولة العلمانية لا تتعارض مع الدين بل أنها تعزز دور الإسلام في الحياة العامة، مشيراً إلى أن ما تسمى بالدولة الإسلامية تتسم بعدم التطابق من ناحية التصور علاوة على أنها لم تقم لها سابقة في التاريخ، علاوة على أنه لا يوجد نص في القرآن يأمر "الدولة الإسلامية" بتطبيق "الشريعة". ويختم النعيم مقاله بصحيفة كريستيان ساينس مونتور بالإشارة إلى وجوب تصحيح التفاسير التاريخية للشريعة والتي تميز ضد المرأة وضد غير المسلمين. فبدون هذا التصحيح لا ينتظر من مسؤولي الدولة الإلتزام بالمبادئ الدستورية وحقوق الإنسان، وهي المبادئ التي بدونها لن يتحقق التغيير المنشود. والدولة العلمانية هي التي توفر المساحة اللازمة لكلا جانبي هذه العملية الجدلية.
للاطلاع على النص الكامل
http://www.csmonitor.com/2007/0830/p09s01-coop.htm

وفي تصور آخر كتبت جوسلين سيزاري، أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة هارفارد، مقالاً بعنوان "البرقع وبطاقات الإقتراع"، ذكرت فيه أن الإسلام غالباً ما يساء فهمه بأنه يشكل تهديداً على الديمقراطية، قائلة إن سوء الفهم هذا يعزى للتصور الشائع بأن في الإسلام لا يوجد انفصال بين الدين والسياسة. وتقول سيزاري إن السياسة القائمة على حقوق الأفراد والدين المستقل عن الدولة كانا العلامة المميزة لانتصار التصور الليبرالي للذات ضمن مجال عام علماني في الغرب. ويمكن القول بأن حركة مماثلة لم تتشكل في العالم الإسلامي، ومن ثم فقد يستنتج من ذلك أن العقلية المسلمة ترفض العلمانية. غير أنه من الجدير الإشارة إلى أن أسباب الرفض هذه هي في أغلبها سياسية وسياقية ولا ترتبط بالكثير بما ورد في القرآن. في مفهوم العالم الإسلامي، إما أن يكون الإسلام دين الدولة أو خاضعاً لسيطرة الدولة. ومن هنا تكون الدولة دائماً صاحب الأمر والنهي واليد الطولى في اعتماد التفاسير المقبولة للقرآن والسنة. وكنتيجة لذلك فقد التفكير الإسلامي الكثير من حيويته، ليس في مساءل الحكومة فحسب، وإنما في قضايا الثقافة والمجتمع أيضاً. ومن هنا فليس من الصحيح القول بأن العقلية الإسلامية هي التي ترفض بطبيعتها التفكير النقدي، بل الأحرى القول بأن التحليل والنقد كان دوماً حكراً على السلطات السياسية. وتختم سيزاري مقالها بصحيفة كريستيان ساينس مونتور بالإشارة إلى أن المسلمين يريدون ديمقراطية على طريقتهم الخاصة، وهذا يعني أنهم يريدون للأعراف الدينية الظهور في حياتهم اليومية والشخصية، حتى لو كانوا يعيشون في الغرب. وهذا يعني أن أفراد المجتمعات الديمقراطية ذات الأغلبية المسلمة سيطالبون باحترام المظاهر الدينية في الحياة الإجتماعية العامة، الأمر الذي يثير شكوكاً مشروعة حول الإعتراف بالأقليات الدينية الأخرى وبحريتها ضمن نظام اجتماعي تهيمن عليه المرجعيات الإسلامية.
للاطلاع على النص الكامل
http://www.csmonitor.com/2007/0830/p09s01-coop.htm

وفي التصور الثالث كتب جورغين نيلسون، مدير المعهد الدانمركي في دمشق بسورية، مقالاً نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور بعنوان "الشارع العربي الشبق"، يتساءل عن السبب الذي يجعل المسلمين لا يرون أي شيء إيجابي في العلمانية الغربية، معللاً بأن كلمة "العلمانية" تعني للمسلين "غياب الدين" أو "الكفر"، علاوة على أن المسلمين لا يروقهم الكثير مما يرونه في الغرب: مثل الفردية الأنانية وتفسخ الروابط الأسرية وتفشي المخدرات والعنف العشوائي والجنس الإباحي. وكان من الطبيعي أنهم ينسبون كل ذلك لغياب الدين في الغرب. ويلفت نيلسون إلى كتاب لمفكر مصري من العشرينات، علي عبد الرازق، تحت عنوان "الإسلام وأسس الحكم" زعم فيه أن النبي محمد أسس ديناً ولم يؤسس دولة، ولذلك فلا يجوز للدين أن يقرر هيكل الدولة اليوم. وقد تمت على الفور مصادرة هذا الكتاب وإدانته. ويقول نيلسون أن العلمانية تبدو دوماً في الشارع العربي مفهوماً دخيلاً ومستورداً، أتت به الدول الإستعمارية لكي تخضع به المؤسسات الدينية الإسلامية التي كانت دوماً منبع المقاومة ضد الإستعمار. كذلك فإن السياسة العلمانية ترتبط بنظم ديكتاتورية عسكرية قامت على التحالف مع القوتين العظمتين المتنافستين إبان حقبة الحرب الباردة. ويختم نيلسون تصوره بصحيفة كريستيان ساينس مونتور بالإشارة إلى أن كل من يتحدث بالخير حول العلمانية في العالم الإسلامي يتهم بالخيانة والعمالة للغرب، وهذا قد يكون السبب الأساسي الذي يجعل الكثيرين يبتعدون عن العلمانية الحديثة والتعددية باتجاه نظام سياسي ديني ما.

للاطلاع على النص الكامل
http://www.csmonitor.com/2007/0830/p09s01-coop.htm

وفي التصور الرابع كتب بيل وارنر، مدير مركز دراسة الإسلام السياسي، مقالاً نشرته الصحيفة بعنوان "الأسس الأخلاقية للإسلام السياسي"، يقول إن النقاش حول العلاقة بين الإسلام والعلمانية يجب أن يستند على فهم للإسلام وازدواجيته. فما هو الإسلام؟ الإجابات على هذا السؤال من المسلمين ومن الغربيين متناقضة ومحيرة. ويمضي وارنر إلى القول بأن التحليل العلمي يظهر أن هناك “قرآنين”، أحدهما كتب في مكة (الجزء الأول) والثاني كتب في الدينة (الجزء الأخير)، وأن ال”قرآنين” يتضمنان تناقضات. وبعد استعراض ما يعتبرها الكاتب تناقضات وردة في القرآن، يخلص إلى أن الإسلام يقسم العالم إلى جماعتين: المسلمين والكفار. وأن التعاليم التي تنطبق على المسلمين هي التعاليم الثقافية والقانونية والدينية، أما التعاليم التي تنطبق على الكافرين في التعاليم السياسية فحسب. ومن هنا، في رأي الكاتب، فإن سبعة وستين بالمائة من القرآن المكي تعاليم سياسية، وواحد وخمسين بالمائة من القرآن المدني تعاليم سياسية. وحتى مفهوم جهنم مفهوم سياسي، وليس ديني. فمن بين 146 آية وردت في القرآن وتشير إلى جهنم، أربعة منها فقط تعزى لدواعي أخلاقية مثل القتل أو السرقة، و94 بالمائة تشير إلى من يذهبون لجهنم بسبب عدم قبولهم برسالة النبي محمد، وهو موقف فكري وسياسي. ويختم وارنر مقاله بصحيفة كريستيان ساينس مونتور قائلاً إن الإسلام يعني من معنى الكلمة ذاتها الخضوع المطلق لمشيئة الله، وأن ازدواجية القرآن تكمن في أنه وضع مجموعة من الأخلاق والقوانين للكفار وأفرد مجموعة أخرى للمؤمنين. ولذلك فلا أمل يرجى في المصالحة بين العلمانية والإسلام.
للاطلاع على النص الكامل
http://www.csmonitor.com/2007/0830/p09s01-coop.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah