الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حرية الاعتقاد أتحدث

محمد منير مجاهد

2007 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشرت جريدة "المصري اليوم" في 23 أغسطس مقال بعنوان "مفهوم الردة في مواجهة حرية العقيدة" للدكتور عمرو الشوبكي وهو باحث رصين ولا يوجد شك في تأييده لحرية الاعتقاد، إلا أن هذا المقال يعبر بجلاء عما أسميته في مقالي السابق بالموقف المرتبك لمثقفي النخبة المدنية في مصر من موضوع حرية الاعتقاد.

يرى الدكتور عمرو "أن جانبًا كبيرًا من أسباب تصاعد حالة الاحتقان الطائفي في مصر، يرجع إلي عدم حسم الحكم لمجموعة من الملفات بصورة أدت إلي تفاقمها وصعبت من فرص حلها في المستقبل المنظور، لتحولها إلي كوارث مستعصية علي الحل بالتبلد والجهل وسوء الإدارة"، ويرى أيضا أنه لأننا ورثنا الدين فإن من يقرر تغيير دينه ليس شخص «ارتد» ولكنه شخص اختار لأول مرة، وهو رأي نتفق معه تماما كما نتفق أيضا مع رؤيته للحل من خلال تنظيم عملية التحول الديني "بقواعد وقوانين مدنية تضمن حرية العقيدة وحرية الاختيار لهذه القلة القليلة من المسلمين اسما، والتي اختارت أن تتحول نحو المسيحية".

إلا أنه سرعان ما يصاب كاتبنا بالارتباك ويطالب بضمانات بألا يكون هذا الشخص (المتحول) ضحية عمل تبشيري منظم، وأن لا يكون تعرض إلي أي نوع من الضغوط أو الإغراءات، وليس من الواضح - لدي على الأقل - كيف يمكن إثبات هذا الأمر أو عكسه؟ اللهم إلا إذا كنا سنسند هذا الملف للأمن الذي يتولى بالفعل كل ما يتعلق بالعلاقة بين أي مسلم وأي مسيحي دون نجاح يذكر.

ومن ناحية أخرى، ما هو المقصود بعمل تبشيري منظم؟ هل إذا مارست أي جمعية دينية الدعوة أو الدعاية لدينها يعد هذا عملا تبشيريا منظما؟ وهل ينطبق هذا على الأزهر الذي يضع الخطط ويخصص الأموال ويرسل البعثات لنشر الإسلام؟ وما هي الأمور التي تدخل تحت بند الإغراء وتلك التي تصنف تحت بند المساعدات الإنسانية؟ وقد يكون مفهوما في مباراة التنصير والأسلمة إغراء شخصية إسلامية بارزة بالتحول للمسيحية، ولكن لماذا ستقوم أي جمعية تبشيرية بإغراء شخص من عامة الناس أو الضغط عليه ليتحول للمسيحية؟

يبدو أن الأسلوب الوحيد المقبول لتحول شخص من الإسلام إلى المسيحية (أو أي دين آخر؟) - وفقا لما ذهب إليه الدكتور عمرو - هو أن يصحو هذا الشخص من النوم وقد شرح الله صدره لهذا الدين الجديد دون أي تأثيرات خارجية، أي دون أن يكلم أحدا، أو يأخذ كتابا من أحد، أو يناقش أحد أو يجادل أحد بالتي هي أحسن، وأن يخضع لجهاز كشف الكذب كي يثبت أنه ليس "ضحية" عمل تبشيري منظم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟