الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا سلام قال الرب للأشرار

نشأت المصري

2007 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



السلام كلمة عميقة تحميل في طياتها معان كثيرة وعميقة , ولا يستطيع إنسان مهما تكن روحانياته أن يصل لعمق هذه الكلمة, لأنها ببساطة هبة أو عطية من واهب السلام وملك السلام.
السلام مرادف الفرح ففي الترجمة السبعينية تأتي : لا فرح قال الرب للأشرار
فلهذا,, من ينعم بالسلام ,سماته الفرح والارتياح.
السلام ثمرة من ثمار الروح.
كثيرون يدعون بأنهم أصحاب سلام ودعاة سلام , ويدعون أيضا أنهم ينعمون بالسلام ,ولا يقبلون تحية إلا في شكل سلام, ولكن لو تأملت حياتهم وأوطانهم تجدهم أبعد ما يكون عن السلام , فتجدهم ينتزعون سلام من يخالفهم من البشر, كما أنهم منتزع منهم سلامهم فيعيشون مطارِدون ومطرودون, حياتهم مبنية على العداء والخصام , يسودون بتفرقة الآخرين, يعيشون من حصاد سيوفهم, حياتهم رهن الخصام والقتال, كما كان قديما وعد الملاك لهاجر عندما هربت من أمام سارة سيدتها , وأعطاها مواصفات ابنها المنتظر فقال عنه أنه رجل حرب يعيش على الخصام والقتال: 12 و انه يكون انسانا وحشيا يده على كل واحد و يد كل واحد عليه و امام جميع اخوته يسكن.
فأين إذا حياة السلام لمثل هذا.
فأين يجد القاتل السلام, فيعيش مطارد ولا يعرف من سوف يقتله, ومتى سوف يقتل, لهذا يصنع لنفسه حصونا ينفق حياته في صناعتها لينعم بشبه السلام, أي ينعم بسلام مؤقت من صنع نفسه,وعلى هذا!!! أين تجد الحكومات المبنية على العداء السلام, فهي أيضا تنفق كل مواردها لتحقق الآية القائلة :
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل لترهبون عدو الله وعدوكم
لتعيش هذه الحكومات فقيرة ليس بها تنمية يبتلعها الجهل والمرض, لأن شريعة الخصام والتناحر تتعقبها, وهي تتعقب بها من حولها من حكومات , لتعيش وكأنها تملك السلام وهي أبعد ما يكون عنه, لتجد عناوين مدنهم " ادخلوها بسلام آمنين",,ومن يدخلها يجد يد تغتاله أو عبوة ناسفة طائشة تنال منه, أو حتى مختل عقلينا ينهال علية بطعنات سنجة أو سكين أو سيف.
حتى أن الرؤساء والسياسيين وذو المناصب الرفيعة, يعيشون أسرى لمناصبهم , يخافون المجتمع , لا يعرفون من هم أعداء ومن هم الأصدقاء, لهذا حياتهم بعيدة كل البعد عن السلام الحقيقي.
يشتاق لأن يمشي في الشارع كباقي البشر, يشتاق أن يأكل ولو طبق كشري في مكان عام ينعم فيه بالسلام بدون حراسة وبدون متاعب رئاسية.
كيف ينعم بالسلام السارق والزاني والكاذب وكل الخطاة , وهو ينتظر من يتعقبه جزاء فعلته أو جزاء شره, لأنه ببساطة أجرة الخطية موت , والسلوك في الشر نهايته موت روحي لهذا فكل هؤلاء مخدوعون يعيشون في سلام من صنع شيطانهم بعيدين كل البعد عن السلام الحقيقي.
لهذا قال الرب في سفر إشعياء النبي:
لا سلام قال الرب للأشرار
لتنقلب أفراحهم واحتفالات مواسمهم لعرض عسكري, يتباهون فيه بما يملكون من قوة ورباط الخيل, يوهمون أنفسهم بأنهم في سلام طالما يملكون الحصون والسلاح,,, يقتَلون في مواسم أفراحهم,,حتى الثأر يؤخذ في أيام الأفراح والمواسم.
وأيضا يقلبون أفراح ومواسم أعياد واحتفالات مخالفيهم إلى أحزان ليحل بالعالم خوف ورعب وخصام وقتال فينزع السلام بالكامل من شعوب وحكومات ومدن وأسر, ليدور العالم كله بأشراره في دائرة بعيدة كل البعد عن السلام الحقيقي.

ولكن هل من كاسر لهذه القاعدة المتشائمة والتي تضع حياتنا رهن الخصام والقتال والتناحر؟,
لا يوجد من يستطيع كسر هذه القاعدة سوى واهب السلام وملك السلام, لهذا هناك أكثر من مئة آية في العهد الجديد تدعو البشر للتمسك بالسلام , لتنعم بملك السلام وواهب السلام.
كما أعطا الله صفة البنوة لمن يصنع السلام!!!!!بقوله :
"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون"
صنع السلام ,,,معادلة صعبة فيها يحول الشخص الخصام لمحبة ,, يتنازل فيه عن كل مقتنيات العالم الفاني مقابل البعد عن الخصام والحروب والمنازعات ,,, وهذه الأخيرة لا تأتي إلا من أهواء الإنسان ومطامعه كما أوضح لنا معلما يعقوب الرسول في رسالته:
من اين الحروب و الخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم (يع 4 : 1)
إذا لو أن الإنسان ابتعد عن المطامع العالمية , أو مطامع الجور على حقوق الآخرين , أو انتهاك حقوق الآخرين من البشر, لأصبح الإنسان من صّناع السلام لينعم بالتالي ببنوة الله .
الخصومات والأطماع شجرة شوك وحسك ينميها ويرويها عدو الخير وعدو البشر أجمع الذي هو الشيطان,,,ولا من يقدر إن يقهر الشيطان سوى المتمسك بالسلام وملك السلام,فهو قادر على سحق الشيطان وجنوده تحت أرجلنا سريعاً.
فلهذا :
لا سلام قال الرب للأشرار
وعكس أشرار ودعاء , والوداعة هي البعد عن العداء والخصام والحروب والمنازعات,,لهذا الأرض وما عليها ملك لهؤلاء الودعاء لأن الأشرار يعادون بعضهم ويفنون بعضهم, والنار تأكل نفسها ,و لتخمد ويحل مكانها الطل والندي.
لهذا وعد الله الودعاء بالأرض:
"طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض "
يرثون الأرض في حياتهم فهم صناع سلام ينعمون بالسلام في حياتهم لتصبح أفراح واحتفالات ومحبة ووئام,,وبعد انتقالهم من هذا العالم الفاني تصبح سيرتهم ,, نبراس يقتدي به الآخرين,,لتكون سيرتهم رائحة عطرة تتوارث من جيل إلى جيل فتكون الأرض ملك لهم وبهذا يتحقق فيهم قول الكتاب أنهم يملكون الأرض أو يرثون الأرض.
ولا مكان للأشرار لأنهم كالعصافة التي تزريها الريح,العصافة هنا بمعني قشة صغيرة أو وريقة نبات جافة.
هؤلاء ينعمون بالسلام الحقيقي يعيشون مع ملك السلام فأي شيء يمكن أن يفصلهم عن واهب السلام,, ففي الضيقة لهم سلام وفي المحاكمات لهم سلام وفي الاستشهاد لهم أيضا سلام,,, في موتهم فرحون وفي حياتهم يتنعمون بالفرح والسرور,لأنهم أبناء الله يدعون.
أشياء كثيرة وكثيرة يمكن أن يتناولها موضع كهذا , ولأنه ليس لي لسان قلم يتناول هذا الموضوع, لمحدودية أفكار البشر لأنهم لا يعرفون غير القليل!! القليل عن السلام.
لنعيش ودعاء لأن رب المجد يسوع المسيح طلب منا أن نتعلم الوداعة منه هو شخصياً, ولا أن نتعلم الحرب والقتل والخصام ,,فهذه الأخيرة ليست من تعاليمه, فقد قال :
تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب
لنرجع لتعاليم مسيحنا,, ولا نطلب من أبناء هذا الدهر سوى أن يفكر ايهما أجدر بأن نقتني
سلاح الحروب !!!!!!أم سلاح السلام!!!!!
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس