الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (2)

حسقيل قوجمان

2007 / 9 / 4
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


ثانيا: من هم المهووسون في معاداة الحزب الشيوعي العراقي؟
والان بعد ان اديت واجب الشكر لكل من دحام التكريتي وجاسم الحلوائي وعادل حبه وجزيل الشكر لكاظم حبيب انتقل الى مناقشة ما يخصني في مقال كاظم حبيب. واقول ما يخصني اولا لان كاظم حبيب وجه انتقاداته الى الاف المنتقدين للحزب الشيوعي العراقي والذين يسميهم المهووسين في معاداة الحزب. ومن حق هؤلاء جميعا ان يناقشوا كاظم حبيب على اتهاماته لهم وهذا شأنهم وثانيا لان الفئة التي انتمي اليها تختلف عن جميع الفئات التي ذكرها في تصنيفه للمهووسين في عداء الحزب الشيوعي العراقي ولهذا فان مناقشتي لها هي الاخرى يجب ان تكون مختلفة عن مناقشة سائر هؤلاء المهووسين في معاداة الحزب.
بدأ كاظم حبيب مقاله بان حدد الفترة التي يركز عليها بانها فترة معاداة الحزب فقال:
"منذ فترة غير قصيرة , وخاصة في أعقاب سقوط النظام الدكتاتوري , بدأت مجموعة من قياديي وكوادر الحزب السابقة أو من كان في صف اليسار الديمقراطي وغيرهم بشن حملة ظالمة متهورة جداً ولكنها مقصودة أيضاً الهدف منها تشويه تاريخ نضال وسمعة أقدم حزب سياسي عراقي ما يزال يعمل ويناضل في سبيل سيادة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق , إنه الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه وأصدقاء الحزب. فما هي العوامل الكامنة وراء هذه الحملة القديمة الجديدة ؟
ابتداءً علينا أن ننتبه إلى بعض النقاط المهمة , ومنها: ثم يبدأ بتصنيف فئات المشاركين في جوقة العداء للحزب الشيوعي العراقي في اربعة اصناف كان الصنف الرابع منها "والبعض الرابع يحاول أن يتهم الحزب الشيوعي بالسير في طريق التعاون مع الإمبريالية الأمريكية وخيانة المصالح الوطنية للشعب العراقي..." ولكن كاظم حبيب لم يرد في مقاله على هذه الفئة الرابعة التي تعتبر ان اشتراك الحزب في العملية السياسية التي انشأها بريمر خيانة للمصالح الوطنية. ويبدو لي ان من واجب من يدافع عن الحزب ويرد على هؤلاء المهووسين في معاداة الحزب ان يقنع قراءه بان الاشتراك في العملية السياسية هو من صلب المصالح الوطنية وان الحزب بامكانه من المنطقة الخضراء ان يقود نضالات الطبقة العاملة والشعب الكادح العراقي في سبيل الحصول على لقمة العيش وعلى العمل وعلى الكهرباء والماء وان يتوصل في النهاية الى انهاء الوجود الاجنبي او "تركة الاحتلال" (كما يسمي البرنامج الديمقراطي الاخير جيوش الاحتلال) ربما بطريق نصح واقناع السفير الاميركي بان من مصلحة الشعب العراقي ان يمنحه الاستقلال وان يسحب جيوشه المتعددة الجنسيات من على كاهل الشعب العراقي وان يتخلى عن امطار المدن والقرى العراقية بالقنابل وباسلحة الدمار الشامل لتدميرها تدميرا كاملا على سكانها. ولكن هذا ليس موضوعي بل مجرد ملاحظة خطرت لي لدى قراءة هذه الفقرة من مقال كاظم حبيب.
اعتقد ان الفئة التي انتمي اليها من المهووسين في معاداة الحزب لم توجد في تصنيف كاظم حبيب اذ انه حصر وجود هذه الفئات جميعا في فترة ما قبل وما بعد اسقاط النظام الدكتاتوري ، نظام صدام، على ايدي الجيش الاميركي وتخصيصا منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي. وان الفئة التي انتمي اليها ابعد كثيرا من هذه الفترة التي يحددها كاظم حبيب. انا انتمي الى فئة انتقدت الحزب قبل ذلك بزمن طويل. فقد انتقدت الحزب لاول مرة سنة ۱٩٥٦ حين كنا في سجن نقرة السلمان. ففي تلك الفترة ابلغني احد الكوادر القيادية في الحزب صباح احد الايام في فترة اخراجنا الى المراحيض صباحا من الرياضة (اي الحجز الانفرادي) التي كنا معزولين فيها بان الحزب قد حقق انتصارا عظيما بالقضاء على الانتهازية وضم منظمة جمال الحيدري وعزيز محمد، راية الشغيلة، الى الحزب وكذلك ادخل منظمة عزيز شريف اليه. وقد انتقدت الحزب بشدة في تلك اللحظة الى درجة ان هذا المسؤول غضب الى درجة الهذيان. فمن كان في هذه الحالة مهووسا في معاداة الحزب؟ لا اعتقد ان هناك جوابا واحدا على هذا السؤال لان الجواب يعتمد على عقلية واسلوب تفكير الشخص المجيب عليه. فان كان المجيب مؤمنا بالمبدأ اللينيني الذي كان الرفيق فهد مؤمنا به، مبدأ تطهير الحزب من الانتهازية، سيكون جوابه ان هذا المسؤول الذي اغضبه انتقادي هو المهووس في معاداة الحزب. اما ان كان المجيب مؤمنا بان القضاء على الانتهازية يجري بادخال الانتهازيين الى الحزب فلابد انه يتوصل الى ان حسقيل قوجمان هو المهووس في معاداة الحزب. ولكاظم حبيب ان يحدد موقعه من هذا الاعراب.
ان كل مطلع على الفكر الماركسي وعلى سياسة الاحزاب اللينينية ومنها حزب فهد يعلم ان شعار الحزب هو تطهير نفسه دائما من الانتهازية. وفي ادبيات حزب فهد وادبيات الاحزاب الشيوعية وفي كتابات معلمي الماركسية كم زاخر في هذا الخصوص. ولكن الحزب الشيوعي العراقي طلع علينا في هذه الحالة بمبدأ معاكس لكل الفكر الماركسي بان قضى على الانتهازية لا بالنضال ضدها وفضحها وبطردها من صفوفه لشدة خطرها على الطبقة العاملة والكادحين وعلى الحركة الشيوعية وعلى الحزب وانما بادخالها الى الحزب الشيوعي. كانت هذه بداية انضمامي الى المهووسين في معاداة الحزب اذ كان الحزب في عرف امثال كاظم حبيب على حق في قضائه على الانتهازية بادخالها الى الحزب وكنت انا مهووسا في معاداة الحزب لانتقادي لهذه السياسة.
وفور خروجي من السجن بعد ثورة تموز كتبت اول رسالة الى اللجنة المركزية رغم نبذي من قبل قيادة الحزب بسبب اصراري على عدم تغيير ديانتي الى الديانة الاسلامية. ولم يكن النصف الاول من الرسالة انتقادا للحزب وانما كان اقتراحا بعقد مؤتمر يقوم بدراسة الاخطاء التي حصلت بعد اعتقال الرفيق فهد واعدامه ومحاسبة القائمين بها وتحديد الشعار الاستراتيجي لما بعد ثورة تموز. ولكن الحزب لم يعر اهتماما لمقترحاتي وتستر على جميع الاخطاء الكثيرة التي حدثت في تلك الفترة وعلى القائمين بها وبقي منذ ثورة تموز لحد اليوم حزبا بلا استراتيجي. وربما يكون تعليل ذلك بان الحزب كان منهمكا في الاستفادة من نتائج انتصار ثورة تموز ومنهمكا في قيادة الشارع كما كان يقال انذاك ولم يكن له من الوقت ما يبذله على شيء تافه كدراسة الاخطاء واصلاحها او كتحديد الشعار الاستراتيجي لما بعد الثورة. (ليس هذا التعليل لعدم تحديد الشعار الاستراتيجي من تقديري بل كان جواب محمد حسين ابو العيس حين توفرت لي فرصة الالتقاء به وانتقاد الحزب على ذلك.) وبقي الحزب متسترا على اخطائه وبقي حزبا بلا هدف استراتيجي. واي حزب ليس له هدف استراتيجي لابد ان يتخبط في الظلام كما كان وضع الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة تموز وما زال حتى اليوم. فمن الذي كان محبا ومدافعا عن نقاوة الحزب في هذه الحالة ومن كان مهووسا في معاداة الحزب؟ هنا ايضا يعتمد الجواب على عقلية الشخص المجيب واسلوب تفكيره. ويستطيع قرائي الاعزاء ان يتابعوا كل انتقاداتي للحزب في الفترة التي استطعت فيها ابداء رايي لانها كلها موجودة في موقعي في الحوار المتمدن عدا كتابي حول ثورة تموز. ترى عزيزي القارئ انني كنت من اوائل المهووسين في معاداة الحزب لاني انتقدته انتقادا مبدئيا في الحالة الاولى واقترحت عليه اقتراحا بناءا في الحالة الثانية.
بعد خروجي من السجن مباشرة لم اكن مطلعا على تفاصيل الكونفرنس الثاني ولا على برنامج الحزب الذي اتخذه في ذلك الكونفرنس. ولم اكن واسع الاطلاع على الاتجاه التحريفي في الاتحاد السوفييتي وكل ما كنت اعرفه هو الهجوم الذي شنه خروشوف على ستالين. ولهذا لم يتبلور لدي الموقف الحازم الا بعد الاطلاع على تفاصيل قرارات المؤتمر العشرين ونقض جميع المبادئ الماركسية التي سار عليها الاتحاد السوفييتي تحت قيادة ستالين من جهة وعلى برنامج الحزب الشيوعي العراقي السائر بنفس اتجاه المؤتمر العشرين من الجهة الثانية وتوصلت الى القرار النهائي في نظري وهو ان الحزب الشيوعي العراقي فقد كل صفة من صفات الحزب الشيوعي منذ انعقاد هذا الكونفرنس وبينت في جميع كتاباتي الاسباب التي قادتني الى التوصل الى مثل هذا القرار. ولذلك فان انتقاداتي وكتاباتي عن الفترات التالية للكونفرنس كانت كلها انتقادات غير موجهة في نظري الى حزب شيوعي وانما انتقادات موجهة الى حزب لم يعد حزبا شيوعيا رغم الاستمرار في تسميته حزبا شيوعيا. وبهذا ايضا اختلف عن الاصناف التي ذكرها كاظم حبيب في تصنيفه للمهووسين في معاداة الحزب.
وبعد تصنيف الفئات المهووسة في معاداة الحزب تحول كاظم حبيب الى تصنيف اولئك الذين يخونون الحزب لاشتراكه في العملية السياسية الامبريالية. وبدلا من ان يدافع عن انضمام الحزب الى العملية السياسية الاميركية ويبرهن ان هذا الانضمام هو من امجاد الحزب وليس من انحرافاته يقوم بتعداد مواقف الحزب السابقة للاحتلال ومعارضته للحرب وغير ذلك قبل الاحتلال وبدلا من ان يناقش موقف الحزب بعد الاحتلال ينتقل مباشرة الى سرد امجاد الحزب خلال الثلاثة والسبعين عاما من تاريخه. ويبين الاسباب التي جعلت مختلف اصناف الشعب العراقي تنضم الى الحزب فيقول: ليس عبثاً أن انتظم في الحزب الشيوعي على امتداد العقود المنصرمة عدد كبير جداً من مثقفي وفناني ومبدعي وعلماء وكادحي العراق من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين ومن مختلف الأديان والمذاهب وساهموا مع الحزب في عدة عمليات متلازمة ومتشابكة , وأعني بها:
ويصنف هذه العمليات في خمسة اصناف هي بايجاز ، "عرف الحزب الشيوعي العراقي كيف يربط القضية الوطنية بالمصالح اليومية للشعب ، قيام الحزب بعملية تنوير اجتماعية ودينية واسعة ومهمة جداً ، المشاركة الفعالة في إقامة وتطوير منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، لعب الحزب دوراً بارزاً في النضال من أجل حقوق المرأة، والحزب قد لعب دوراً مهماً في النضال من اجل إصدار قانون الإصلاح الزراعي"
لا اتطرق هنا الى مناقشة هذه العمليات الخمس مناقشة مفصلة لانها تبعدنا عن موضوعنا واعتقد ان الكثير من المهووسين في عداء الحزب الشيوعي العراقي يعرفون زيف الكثير من هذه العمليات. ففي العملية الاولى حسب علمي ربط الحزب تحت قيادة فهد اي حين كان الحزب حزبا شيوعيا الشيوعية بالوطنية. ولا شك انه يتذكر انه هو، كاظم حبيب، انتقد فهد على قوله في المحكمة انه حين اصبح شيوعيا ازداد وطنية. وفي النقطة الثانية: لاول مرة في حياتي اقرأ ان الحزب الشيوعي قام بعملية تنوير دينية واسعة ومهمة جدا. لعل ذلك جرى حين كان كاظم حبيب مسؤولا ثقافيا. وفي النقطتين الثالثة والرابعة: يبدو ان كاظم حبيب نسي او تناسى ان القيادة التي فشلت في تحقيق قرارها في خط اب مارست سياسة خط اب عند جعل الحزب في الجبهة القومية التقدمية ذيلا للحزب القائد وسلكت سياسة خط اب حين اعلن سكرتير الحزب من على منبر المؤتمر بحضور الرفيقين الضيفين الكريمين صدام والبكر عن تجميد جميع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني وكأنها ملك للحزب يتصرف به كيفما يشاء. وفي النقطة الخامسة: لم يكن سلوك الحزب الشيوعي ثوريا سواء في عملية اصدار قانون الاصلاح الزراعي او في عملية تنفيذ الاصلاح الزراعي وقد بحثت ذلك بالتفصيل في كتابي عن ثورة تموز.
وعلى هذا الاساس توصل كاظم حبيب الى ان كل من ينتقد سياسة الحزب بعد الاحتلال ويعتبر ذلك خيانة لمصالح الشعب العراقي هو من المهووسين في معاداة الحزب الشيوعي العراقي وركز نقده الى باقر ابراهيم وحسقيل قوجمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نسبة مشاركة -قياسية- في الدورة الثانية من انتخابات فرنسا الت


.. لحظة اصطدام طائرة بالأرض أثناء هبوطها




.. حمدوك لسكاي نيوز عربية: لا وجود لحل عسكري للأزمة السودانية


.. قصف إسرائيلي عنيف جنوب لبنان.. وحزب الله يستهدف قاعدة بطبريا




.. حمدوك: تنسيقية تقدم السودانية ليست واجهة لقوات الدعم السريع