الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول مقال الاستاذ قاسم حسين صالح (السادية والماسوشية في المجتمع العراقي)

محمد جمعة عباس

2007 / 9 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1. المقال يتماشى مع جهود الأستاذ قاسم في تأسيس وعي علمي مستند على اختصاصه النفسي. اعتقد اننا بحاجة إلى هكذا عمل منهجي وربما سيكون من الأفضل لو قرر مجموعة من المختصين في علم النفس, الاجتماع, الفلسفة, السياسة تشكيل ورشة عمل عراقية لمقاربة ظواهر عراقية والخروج بدراسات تحاول فهم الواقع العراقي والتأسيس لوعي مدني وعلمي.

2. يجب دعم محاولة الدكتور قاسم وغيرها من المحاولات الفردية. ويجب في نفس الوقت إشاعة جو الحوار النقدي العلمي البعيد عن الشخصنة التي تطغى على الكثير من إنتاجنا.

3.مقال الأستاذ قاسم عن السادية و الماسوشية في المجتمع العراقي محاولة مهمة تحاول فهم بعض الظواهر العراقية كالتسلط والعنف. يحسب للمقال انه اتخذ منهجا واضحا في عرض الأفكار ابتدأً من المقدمة إلى تحديد المفهوم ثم توسيعه ثم تحديد مفهوم الشخصية بشكل عام ثم الانتقال إلى محور الموضوع.

4. لست متأكدا من إمكانية استخدام الظاهرة النفسية الطبيعية أو غير الطبيعية( كالسادية) لوحدها في فهم ظواهر اجتماعية. يجب أن نقر بوجود علمين هنا: علم النفس وعلم الاجتماع. نعم توجد الكثير من المشتركات و لا غنى عن الحاجة إلى بعض مفاهيم علم النفس في إضاءة وفهم بعض الظواهر الاجتماعية. ولكن نقل المفهوم النفسي أو حتى الحالة النفسية المرضية المتعلقة بالفرد (كالبارانويامثلا) بالكامل كآلية لفهم ظاهرة اجتماعية اعتقد انه بحاجة الى المزيد من النقاش وتحديد مجال التحليل ذلك أن الظواهر الاجتماعية تتأثر بعوامل أخرى غير العوامل النفسية للفرد مثل العامل الاقتصادي, الطبقي, التاريخي , الايديولجي والديني. إن إدخال هذه العوامل يوسع فهم ظاهرة اجتماعية كممارسات عاشوراء مثلا.

5. تشترك السادية والماسوشية بعامل الاستمتاع بإيقاع الألم, على الآخر في حالة الأولى, وعلى النفس في حالة الثانية. في الفهم الضيق للمفهومين يكون الاستمتاع جنسيا كما وضح الأستاذ قاسم. لكن ليس بالضرورة في حالة استخدام المصطلحين بشكل أوسع. ولكن تبقى خاصية الاستمتاع بالألم ضرورية لتبرير استخدام المصطلحين.
هنا اعتقد اننا سندخل في مأزق بحاجة لبعض التوضيح. في حالة الماسوشيه هل أن الشعب العراقي يتلذذ بالممارسات القمعية والدكتاتورية للنظام السابق؟ لماذا مات الآلاف في محاولات التخلص من النظام أو في الانتفاضة؟ الماسوشية تفترض الاستمتاع بالألم وبالنتيجة العمل على إدامة مسبب الألم.

فكرت كثيرا في موضوعة استخدام مصطلح السادية لفهم التسلط الذي عانى منه العراقيين وبصراحة أخذتني الحيرة ولازلت غير متأكد من مدى مناسبته لوصف الظاهرة. من جهة اعرف أن العنف الذي مارسته الأنظمة السابقة كان وسيلة لإرعاب الناس وبالنتيجة استمرار السلطة. ولكنه من جهة أخرى فاق كل الحدود إلى درجة أن مرتكبيه كانوا يبتكرون أساليب مرعبة إلى درجة تجعلك تعتقد إن إيقاع الألم بالأخر هو غاية وليس وسيلة. نحن بحاجة إلى دراسات وجمع ملومات من عينات من الذين كانوا يقومون بهذه الأعمال لفهم أكثر. أتذكر هنا رسالة الاستاذ قاسم الى رئيس الجمهورية طالبا منه السماح بمقابلة صدام حسين وإجراء بع الفحوص النفسية عليه. تلك المحاولة الجريئه, في حال لوكانت تحققت وتجاوب صدام معها, كانت لتنير الكثير من الزوايا المعتمة.

6. الملاحظات أعلاه مجرد تأملات قد تكون خاطئة. نحن بحاجة إلى دراسات ميدانية لكي نؤسس على نتائجها المفاهيم.

أخيرا لابد من الإشادة مرة أخرى بجهد الأستاذ قاسم الغزير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟