الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على الأستاذ جمال البنا

جورج فايق

2007 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد قرأت مقال ليست المشكلة هي خانة الديانة.. المشكلة هي الجهالة والتعصب لجمال البنا الذي نقله موقع أقباط متحدون عن موقع أفاق و أود فقط الرد على بعض النقاط في هذا المقال
يقول سيادته : - أن المشكلة الحقيقية هي في وجود تحامل يقوم علي الدين، وهي صفة إذا دلت علي شيء فهو التعصب والجهالة
نعم يا سيد جمال إن التحامل على أساس الدين هو جهالة و تخلف و منتشر هذا التحامل و التمييز على أساس الدين في منطقة الشرق الأوسط و سوف اترك لذكائك المعهود معرفة لما هذا التميز متركز في المنطقة التي يمثل بها المسلمين أغلبية ؟ رغم أن الأقليات الدينية في هذا المنطقة المنكوبة ليسوا انفصاليين أو إرهابيين جهاديين فأقليات هذه البلاد لم يحملوا السلاح و لما يطالبوا بالاستقلال أو حتى يطالبون بحكم ذاتي و إنما كل مطالبهم إن يعيشوا بكرامة و حرية في بلادهم التي اغتصبت منهم كل همهم إن ينالوا حريتهم الدينية و حقوقهم الطبيعية
يطالبوا الأقليات إن لا تفرض عليهم شريعة الإسلام لأنهم يرونها عنصرية ومتحيزة ضدهم للمسلمين و الرجال و ان كنتم أنتم ترونها سمحة و عادلة و انها هي الحل فالأقليات ترى إن الحل قي تطبيق قانون مدني يتساوى الجميع أمامه و ليس الحل في شريعة أي دين
يا سيد التحامل الذي هو جهل و عصبية هو نتاج من تعصب و تعاليم الأغلبية و بالطبع له رد فعل عند الأقلية حتى لو كانت تعاليمهم ضد الكره و التعصب و لكنهم في النهاية بشر
أذن فالتمييز على أساس الدين هو من نتاج ثقافة و دين الأغلبية و تعاني منه الأقلية
يقول الأستاذ جمال البنا : المشكلة هي أنه إذا تنصر شاب مسلم، لأنه يريد الذهاب لكندا أو لضمان عمل، وإذا أسلمت فتاة مسيحية لأنها تحب شاباً مسلماً
بداية هل يدري أستاذ جمال ما علاقة إن يؤمن الإنسان بالمسيحية و بين السفر لكندا أو غيرها ؟ يحاول جمال البنا أن يوهمنا أن من يتنصر يريد الهجرة أو الحصول على عمل و لا أدري ما هو العمل الذي يشترط على من يريد إن يلتحق به أن يتنصر إلا لو كان تنصر ليعمل كاهن أو رجل دين مسيحي
تناسى جمال البنا أن من يترك بلاده لأنه تنصر في الغالب لا يفعل ذلك بإرادته و أنما لأنه أصبحه مطارد من السلطات الأمنية بحجة انه مثير فتنة ومن أهله و المؤمنين بالإسلام جميعاً لأنه مرتد كافر دمه حلال و سوف يثاب قاتله كما قالوا لهم الشيوخ في فتواهم التلفزيونية و خطبهم الأسبوعية و دروسهم الدينية و بالتالي المتنصر من أجل السفر لن يغامر بحياته و حياة أسرته من أجل سفر غير مضمون
تناسى جمال البنا أن من يريد إن يتنصر يعاني الأمرين حتى يتعمد لأن كثيراً من رجال الدين المسيحي يرفضون إن يعمدوه خوفاً على نفسهم و كنيستهم و شعبهم من أمة لا أكراه في الدين
تناسى جمال البنا إنه لا يوجد في المسيحية ما يعرف بالمؤلفة قلوبهم و إن من يريد إن يكون مسيحي لأي غرض كالزواج أو السفر أو المال لن يعترف بأيمانه و إن أي أنسأن يريد أن يتنصر لابد إن يخضع لاختبارات عديدة حتى ينضم لجماعة المؤمنين
و لم و لن تعرف المسيحية ان تغري بالمال أو الجنس من أجل إن تجذب إتباع جدد كما تنتشر أديان أخرى عن طريق الزواج في أوربا
الإنسان لا يصيح مسيحياً بمجرد تلاوة شهادة كلامية أو حتى قانون أيمان فالأيمان في المسيحية مختلف فهو تسليم قلبي و أيمان بيسوع المسيح الرب المتجسد بجانب الإعمال الصالحة التي هي ثمر للأيمان و لا يوجد لدى المسيحيين حديث شريف يقر أنهم سوف يدخلون الجنة حتى لو قتلوا و زنوا فالأيمان وحده لا يكفل للإنسان أن يدخل الملكوت مهما فعل من شرور و خطايا فالأيمان بدون أعمال ميت

يحصر جمال البنا مشكلة الأقباط في بناء الكنائس و التمثيل النيابي لهم و يردد أكاذيب الجماعة المحظورة في أن ونسبة الأقباط في بعض المجالات تجاوز نسبتهم العددية بكثير و يقول أن السفارات والشركات الأجنبية كلها تؤثر توظيف القبطي علي المسلم، و هذا غير واقعي لأن معظم العاملين في السفارات الأجنبية مسلمين و قد عانى كثيراً من رفض إعطاءهم تأشيرات بناء على توصيات و تقديرات الموظفين المسلمين
والشركات الأجنبية لا تعرف إلا مصلحتها و لا تقيم بالدين و العقيدة كما تدعي و أنما توظف من ترى انه صالح للعمل بها أي كان دينه أو مذهبه فهم ليسوا من أهل البداوة و الجهل لينفعلوا ذلك و يمنعوا موظف ماهر من العمل لديهم بسبب دينه
و كفى كلام عن أن هناك ثلاثة أسماء قبطية تذكر بين أغني أغنياء العالم لأنه أصبح كلام مستهلاك و لا يعبر عن واقع الأغلبية
و أيضاَ كفى ترديد اسطوانة أن الفتح الإسلامي هو الذي أنقذ الأقباط من الاضطهاد البيزنطي الشنيع، وهو الذي أعاد البابا، وهو الذي سمح بالوجود المشروع للكنيسة. و اقرأ العهدة العمرية و أقرأ ما كتبه المقريزي و غيره من المؤرخين المسلمين عن ما فعله من تقول أنهم أنقذونا
بقول جمال البنا : أريد أن أقول للأقباط ألا ينخدعوا بدعايات مغرضة تريد الفتنة والفرقة ترسلها الصهيونية الأمريكية لتفعل في مصر كما تفعل في كل دولة تدخلها توجد حريقة حتي يهب الناس فيها يضرب بعضهم بعضاً بينما تنسل هي
أقول له إن هذا الكلام الذي اعتادنا سماعه بعد كل أحداث طائفية أنها الصهيونية الأمريكية و الأيدي الحفية و هذا الكلام الأجوف
فالصهيونية الأمريكية ليست هي التي تخطب في الزوايا و الجوامع و تحرض على الاعتداءات بسبب جمعية أو كنيسة أو حتى مبنى
الصهيونية الأمريكية ليست هي تقتل و تحرق ثم تعقد جلسات الصلح العرفية و تضيع حقوق المجني عليهم أو تصدر أحكام واهية كما حدث بالكشح
فهل القضاة الذين أصدروا الأحكام كانوا من الصهيونية الأمريكية ؟
هل من قاموا بأحداث الكشح ومحرم بك و العديسات و جزرة و بمها و طحا الأعمدة و غيرها كثيراً من الصهيونية الأمريكية؟ إ
أم أنها حجج واهية و كلام أجوف لعدم محاسبة الجناة و معاقبتهم عقوبات رادعة
جمال البنا يختم مقاله بمحاولة تفسير آيات الكتاب المقدس حسب هواه ليقنعنا إن الكتاب المقدس يكرس الخنوع للسلطات و يطالب المسيحيين بالخضوع للأغلبية المسلمة و لا أدري هل هناك خنوع أكثر مما نحن فيه حتى يطالبنا بالمزيد ؟
جمال البتا يستغل التفسير اللفظي لآيات موجهة لكنائس معينة و في وقت معين و ليس في عصرنا هذا الذي به لجان و منظمات حقوق الإنسان التي تكفل الحريات و الحقوق و هذه الآيات على سبيل النصح و ليس الأمر و لو كان الأمر هكذا ما قامت ثورات التحرير و ما شارك بها المسيحيين و رجال دينهم كما حدث في الثورات ضد الاستعمار الإنجليزي
فكفى تلاعباً بالألفاظ لتكريس الخنوع ووفر نصائحك لنفسك و لشعبك و أمتك و علمهم البعد عن التعصب و الكره و الذي قد يصل للقتل و الحرق بدلاً من أن تنصحنا بعلم ديننا و قبول قدرنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah