الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، بين الاعتدال والتطرف !!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2007 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكثر الحديث هذه الايام عن النجاح الذي حققه حزب العدالة والتنمية في تركيا في الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت يوم 22-7-2007 حيث حقق ما يقارب الـ 48% من نسبة الاصوات متقدما على النسبة التي فاز بها في انتخابات عام 2002.
هذا الحديث يدفع ببعض الاحزاب الاسلامية ، وحتى بعض من يدعون العلمانية، الى المطالبة بالاقتداء بالتجربة التركية ونقلها الى الدول " الاسلامية " والعربية منها على وجه التحديد، كما هو الحال بالنسبة لحزب العدالة والتنمية المغربي الذي سيخوض غمار الانتخابات البرلمانية يوم 7-9-2007.
صحيح ان حزب العدالة والتنمية في تركيا حقق ما لم تحققه الاحزاب التي توالت على السلطة في تركيا قبله ، كحزب تانسو جيلر ومسعود يلماز وبلند اجويد وغيرهم . فعلى الصعيد الاقتصادي هناك نمو ملحوظ ، وقد تحسنت قيمة اليرة التركية وانخفضت نسبة البطالة والذي اثربدوره ايجابا على مستوى المعيشة للمواطن . وصحيح ان حكومة هذا الحزب تسير بخطى حثيثة وصبورة للالتحاق بالقطار الاوروبي ، وصحيح ان الحريات الفردية لم تُمس بالدرجة التي تنص عليها القوانين الاسلامية . هذه الاصلاحات من جهة، وفساد بقية الاحزاب من جهة أخرى ، هي التي دفعت بغالبية الناخبين في تركيا الى الادلاء بأصواتهم لصالح حزب العدالة والتنمية ،قبل ان يصوتوا لمبادئ هذا الحزب .
أما الاصح فهو ان حزب العدالة والتنمية في تركيا ذو الاصول الاسلامية سيبقى متربصا لانتهاز الفرصة كي يكشر عن انيابه ويحكم المجتمع وفقا لمبادئه الاسلامية ، وما يمنعه الآن من فعل ذلك ليس اعتداله ، بقدر ما هو عدم توفر الظروف الذاتية والموضوعية التي تساعد وتساهم في تطبيق مبادءه كما يريد، وان التجربة المريرة التي مر بها سلفه نجم الدين اربكان لا زالت ماثلة امامه ،لذا فهو يحاول صعود السلم بتأن وصبر ونوع من المساومة رغم الاغلبية التي يمتلكها في البرلمان، فها هو عبدالله غول ومنذ اليوم الاول لتنصيبه رئيسا للجمهورية يهلهل للعلمانية ويعتبرها خطا لا يمكن المساس به !! .
حديث عبدالله غول هذا الحديث يُخالف تماما ما يقوله حزب العدالة والتنمية المغربي في معرض مديحيه للعدالة والتنمية في تركيا حيث يقول في افتتاحية جريدته الصادرة في 24 يوليو 2007 تحت عنوان ( الدرس التركي ) :
((اللافت في هذه التجربة المتصاعدة التأثير ديمقراطيا وداخل فضاء العالم الاسلامي المثخن بالاستبداد السياسي مايلي :
تتفاعل التجربة التركية في فضاء احدى القلاع العاتية للعلمانية حيت يبلغ التكلس الفكري درجة تقديس ( الاب الروحي ) للتجربة العلمانية مصطفى كمال اتاتورك ، الى درجة اعتبار رمزه وتراثه خطا احمر وسدا منيعا ......
يقود هذه التحولات ويفرض ايقاعها المتسارع حزب العدالة والتنمية ذو الاصول الاسلامية والاختيارات الاجتماعية والثقافية المناهض ، بهدوء كبير وبنفس ديمقراطي عالي للطبقة العلمانية ....... ))
ان غالبية الاحزاب المتواجدة على الساحة السياسية في تركيا ، اسلامية كانت او قومية او يمينية تعود احدى جذورها الى افكار ومباديء مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بحيث اصبح رمزا لوحدة هذه الاحزاب في مواجهة اي مساس بالمباديء القومية التركية ، وخير دليل على ذلك موقف هذه الاحزاب مجملة ومنها الحزب الحاكم من قضية الحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا . والحالة نفسها بالنسبة للاحزاب الدينية في ايران حيث الجذورالقومية الفارسية والقومية الآذرية ، وحماس في فلسطين ، والقوميون العرب المتسترون تحت" العباءة السنية" في العراق وهلم جرا .

هنا ، وبالنسبة لتركيا تحديدا ، لا بد ان نذكر دور المؤسسة العسكرية الحاضرة بقوة في الساحة السياسية والتي تعتبرعاملا مؤثرا في لجم انطلاقة الاحزاب الحاكمة باتجاه عكس اتجاه هذه المؤسسة المتمثلة بالشوفينية القومية ومباديء اتاتورك ،فهم يهددون باعادة البلاد الى حكم العسكر وتطبيق الاحكام العرفية بحجة انحراف المسيرة عن المباديء العلمانية !! وهو ما يخشاه ويتجنبه حزب العدالة والتنمية باتجاه تطبيق ما يمكن تطبيقه من مباديء الشريعة الاسلامية .
ان الاسلام السياسي معتدلا كان ام متطرفا ، يستمد منهاجه ومبادئه من الشريعة ، وما يفرض الاعتدال على البعض ليس سوى الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد المعني ، واذا ما تغيرت هذه الظروف وفقا لاهداف هذه الاحزاب فانها لا تتردد لحظة واحدة في الكشف عن اهدافها وتطبيق هذه الاهداف بحد السيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa


.. 64-An-Nisa




.. 65-An-Nisa