الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى

طاهر مرزوق

2007 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبح الإعجاز القرآنى موضة القرن الواحد والعشرين لدى المسلم، وكثرت الكتب والمقالات والأحاديث والخطب والبرامج الدينية التى تؤكد على إعجاز الإسلام والقرآن كتابه المحفوظ فى سابع السموات، وبالرغم من كل هذا الغعجاز الذى يقولون بوجوده فى كتابهم إلا أنهم أثبتوا للعالم وللبشر أنهم أكبر أمم العالم تخلفاً وأكثرهم مرضى عقلياً .
هذا الكلام يؤكده المسلم الطيب الذى لا يفهم من دينه إلا ممارسة العبادات والتحلى بالأخلاق الحميدة قبل غيره من بنى البشر، لكنه لا يسأل نفسه لماذا يعيش المسلم فى التخلف ويصر عليه بتصديق الفتاوى وما يقوله له شيوخه من على المنابر عن أشياء أصبحت من الخرافات الجلية
إذا كان حقاً هناك إعجاز فى الإسلام والقرآن ، لماذا هذا الإله يترك تابعيه يعيشون فى التخلف وفى الفقر والأمراض المستعصية بل وترك حكامهم يستعبدونهم منذ بدأت الخلافة الإسلامية وحتى الآن ؟
لماذا يصدق المسلم أن قرآنه هو إعجاز أبتكر ويبتكر يوماً بعد يوم فقط القتل والإرهاب وأحتقار الآخرين وكراهيتهم ؟
هل الذين كتبوا وأخترعوا موضوع الإعجاز القرآنى أطباء وعلماء أم تجار أفيون الشعوب ؟
لماذ يصدق المسلم بسذاجة كل ما يقال له من شيوخ وأطباء هم فى النهاية دجالين يتآمرون على حياة السذج من التابعين ؟
لقد أصبح الدين شعوذة يسعد بها المسلم لأنها ترضى كبريائه الذى تربى عليه من أنه خير أمة أخرجت للناس والدين عند الله الإسلام والمسلم أعلى فى المناصب الحكومية من غير المسلم بأمر القرآن المعجز، ونجد أن المسلم الذى غاب عقله فى خطب الشيوخ والعالمين بخفايا الأمور يستحقر ما يراه من كتابات ضد موضوع الإعجاز الوهمى ويعتبر أن الحضارة والتقدم الذى تعيشه البشرية بفضل ما يسمونهم بالكفرة هو تخلف كبير ، ولهم الحق فى قول ذلك لأنهم يأكلون ويشربون ويركبون السيارة والطيارة ويقتلون بالقنابل والصواريخ ويشاهدون الفضائيات وينشرون فيها ثقافتهم القبيحة ثقافة الإرهاب وكراهية اليهود والنصارى الكفار حسب المعتقد الإعجازى الذى قال به الله، لهم الحق لأنهم يتداوون بأدوية أخترعها له الغرب الكافر وليس بأدوية من طراز بول البعير .
أخى القارئ أنا أرفض الإسلام لكننى لا أرفض المسلم الإنسان ، أرفض ما يقوم به المسلم من أعمال ضد العقل والمنطق وضد الإنسانية ، أرفض ما يشعر به المسلم ضد غيره من بنى البشر ويعتبرهم كافرين لأنهم يرفضون ثقافته وعقيدته الدينية ويعتبرهم أعداءه يستحقون القتل والإرهاب.
أرفض ثقافة تحقير الآخر التى تكفر البشر ، فالحرية فى أختيار وأعتناق دين أو رفضه هى حرية إلهية ، لأن الله خلقنا أحراراً وجاء الإسلام الذى أرفضه ويرفضه معى الملايين فوضع القيود على العقول والقلوب وأباح سفك الدماء لكل من يخالفه أو يرتد عنه أو لا يدفع له المال ليغلق فمه ويكسر به سيفه.
أخى هل تؤمن حقاً بالإعجاز ولا يعجبك هذا الكلام ؟ أهنئك على أختيارك وأتركك فى رعاية هذا الإعجاز وعلى ما أتاه لك من إنجازات حضارية تفوق بها على حضارة الغرب والإنسانية جمعاء .
الدين عند الله هو فى إنجاز الأختراعات التى أستفاد منها ملايين البشر فى شتى المجالات ، الدين عند الله تجده فى بشر يعملون ليل نهار داخل المعامل والمختبرات بحثاً عن دواء جديد ينقذ ملايين الأطفال والكبار من أمراض مستعصية تودى بحياتهم ، الدين عند الله إحياء النفس لا إهلاكها وموتها .
لا أعتقد أن المسلم الذى يقتل ويفجر نفسه وسط أبرياء لا يفهم قيمة الحياة ولم يتعلم من الله قيمة هذه الحياة ، لأنه حسب الثقافة التى يتلقاها يومياً يعتبر الجميع أعداءه وأعداء إلهه وهذه هى المصيبة الكبرى التى لا ينتبه لها المسلم ، كيف يمكن أن نصدق كذباً أن الله أو الإله له أعداء ؟ هل أصبح بهذا الضعف حتى يخاف من البشر ويصبحون أعداءه ؟
يزداد عجبى عندما أرى أن هناك الكثير من المقالات التى يكتبها مثقفين أستنارت عقولهم بنعمة الحرية يشرحون فيها تلك الخرافات والأوهام ويفضحون فيها أساتذة شعوذة الإعجاز والفتاوى والقتل والإرهاب ، وبالرغم من ذلك أرى إصرار الكثير من المسلمين العرب على أستعمال الشتائم للرد بدلاً من لغة العقل والحوار، هل يحتاج المسلم إلى إعجاز آخر حتى يخرج من عالم الأوهام ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah