الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالات السلوك الإنساني .

محمد عبد الستار الأبيض

2007 / 9 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من وجهة نظر علم التكوين المعرفي:
يذهب علم التكوين المعرفي إلى أن فكر الطفل قبل أن يتكون فى مراحله البيولوجية توجد به بعض الصفات التي تختفي وتذوب وتتلاشى بعد أن يتكون الطفل معرفيا عبر مدرج المراحل المعرفية البيولوجية المعروف . والصفات التي يتصف بها فكر الطفل وحالاته الذهنية فى بدايته هي .

• الأنوية Egocentrisme . وتتشعب إلى الحالات التالية .
• الإحيائية ِِAnimisnie .
• الاصطناعية Artilicalisme .
• الواقعية ٌRealisme .


• الأنوية Egocentrisme . هي حالة مرحلية ذهنية نعنى بها ببساطة تمركز الطفل حول ذاته فى التفكير آي أن كل شيء خلق من أجل منفعته ومصلحته ولخدمته حتى أباه وأمه خلقا من أجله فهم ملكه وليسو أباء أخوته بل هم آباه وأمه هو فقط وهذا الفكر طبيعي جدا فى بداية مراحل التكوين المعرفي للطفل وغريب جدا إذا أستمر مع الطفل ذاته عندما يكبر فتصبح أنويه الصغار أنانية الكبار بتطور معروف لدى متخصصي علم التكوين المعرفي فإذا أردنا علاج هذا المرض الأناني الكبير الذي نجده أحيانا فى قادة العالم مثل هتلر وغيره ممن غيروا التاريخ وشكلوه بتفكيرهم وانعكاسات طفولتهم التي نكتشفها مع مر الأيام . ويأتي دور المتخصصين فى أتاحه الفرص للتكون واللعب والفرح ليبنى الطفل نفسه بنفسه بما يكتسبه من صفات جديدة تلغى الصفات الغير محبوبة والتي من الممكن أن تتطور وتصبح أمراض فيما بعد تلحق الطفل الذي أصبح شابا فى حياته وتؤثر فيه وعلى مستقبله . ويعتبرها بياجيه ظاهرة أبيستومولوجية ،آي حالة ذهنية ناجمة عن تقصير الطفل فى مداركه العامة .. وهنا يمكن التحدث عن الأنوية الفكرية التي تعتبر الأساس فى الأستقطابات الذاتية المختلفة .

• الإحيائية Animisnie . هي حالة مرحلية تعنى ببساطة أن الطفل يعطى الحياة والشعور للأشياء الجامدة و المتحركة .. كالشمس والمطر اللعب ... وهى صفة طبيعية جدا فى مراحل الطفولة والأخطر أن تستمر فيما بعدها فتصبح مرضا نفسيا فيما بعد مراحل التكوين المعرفي مثل مرض الهوس النفسي على سبيل المثال . فإن الإحيائية لدى الطفل عبارة عن فكر يحيى به الطفل ما أمامه من ألعاب جامدة لا تتحرك أو لا تتكلم ويبث فيها الروح ويتحاور معها ويشكل بها ألعاب حياتية وتدخل فى منظومته الدرامية اليومية فكثيرا ما نجد الأم تحمل شيئان الطفل ولعبته المحببة لديه والتي يفضلها ويحدثها فى صمته وحديثه كما يرى فكره هو نفسه . ومن الخطاء أن نفصل الطفل الصغير عن لعبته كما يذهب أخصائي التكوين المعرفي . فنحن نرى فى مجتمعنا مثلا الولد يحبذ أن يلعب دائما مع حصان أو سيارة أو مسدس لعبة ولا يتحرك بدونهم أحيانا فيما نجد الفتاه فى نفس المجتمع تحبذ وتفضل اللعب بدميه على شكل فتاه غالبا . تتحدث معها وتحكى لها وتسعد بها وتتعلم بها ومعها كيف تصبح أم وربة منزل فيما بعد وهذا لا خطاء فيه ولكن الخطاء هو أن تستمر هذه الفكرة مسيطرة حتى تكبر الفتاة أو الفتى فتصبح مرضا نفسيا كما أشرنا من قبل .


• الاصطناعية Artilicalisme . ببساطة يكون حديث الطفل فى هذه الحالة المرحلية . من الذي صنع هذا ؟ أو من عمل ذلك ؟ من أين آتيت من أين آتى أبى ؟ مثلا من صنعه ؟ آي أن كل شئ مصنوع من كذا أو بواسطة كذا ... ويعتقد الأطفال أن الأشياء قد صنعها الله أو إنسان كبير جبار أو أن الأشياء قد صنعت نفسها بنفسها كما سنرى فى حديث الأطفال الذي سنعرضه فإذا سألت الطفل من صنع هذا الجبل فيقول الله أو إنسان كبير جدا جبار . والشمس عبارة عن نيران متجمعة والعكس النار تأتى من الشمس . وإذا سألت صاحب هذه الحالة من الأطفال عن المطر وكيف يأتى ؟ فإن الإجابة كالتالي أن الله أو إنسان كبير جدا يجلس فى السماء ويفتح حنفيات كبيرة تنزل بالمطر من السماء . هذه الإجابات بالطبع إجابات لا نعتبرها خاطئة بالنسبة لهذه الحالة و المرحلة التكوينية من مراحل النمو المعرفي للطفل . ولكن من الخطر أن تستمر هذه الأفكار مسيطرة على الفكر فى مراحل أخرى فتنمى لدى الإنسان حب الإيمان بالخرافات بل والخوف منها . وتسيطر عليه الجوانب الميتافيزيقية البحتة . والغيبيات والجن والعفاريت وما إلى ذلك بعيدا عن العلم الطبيعي . و بالتالي إذا نمت معه فى الكبر هذه الحالة يصبح الإنسان مذبذب متردد لا يستطيع اتخاذ قرار بمفرده إلا بالعودة للغيبيات وما ترمى به المقادير . غير أنه يصبح إنسان مقايض مادي لا يتجه لعمل أو لفكرة إلا إذا أخذ مقابلها مقدما ليضمن ماديا حقوقه التي يخاف عليها دائما من كل شئ وآي شئ آي يصبح إنسان برجماتي النظرة غالبا .


• الواقعية Realisme . بكل بساطة هي حالة مرحلية يعتقد فيها الطفل أن الظاهرة لا تمتد لمكوناتها العلمية وتمتد لفكره المباشر . فكيف يدرك الطفل الواقع وهل بإمكانه التميز بين نفسه والواقع ؟ إن ملاحظات بياجيه وأبحاثه تدل على أن الطفل يدرك الأشياء عن طريق تأثيرها الظاهر أو المحسوسة عليه ولا يربطها بأسبابها الحقيقية ، فهو يكتفي بالفعل المحسوس كما هو ويتقبله عفويا دون تحليل أو تفسير معقول . ومثال على ذلك فى فعل التفكير لدى الطفل فإذا سألت الطفل هل من الممكن أن تفكر وفمك مغلق ؟ فالرد غالبا .. لا.. أفكر وهو مفتوح لماذا لأني أتحدث فهو يربط غالبا الحديث بالتفكير كما لاحظنا . تترافق الأنوية إذا بعدم تكامل حركة الوعي الداخلية عند الطفل .. آي انه لا يعي ذاته و الأحداث ولا يعي الأسباب الحقيقية للظاهرات الطبيعية و الأحداث النفسية .. و غالبا ما يعتقد الطفل بالقوى السحرية Magie و بتأثير التفكير أو الكلمة أو الشيء أو الحركات على تغير الواقع أو تبديله .. فإذا سألت الطفل هل تعتقد أن القمر يستطيع أن يمشى عندما يريد أم أن هناك شيئا يدفعه إلى المشي هذا السؤال طرحه بياجيه على طفل فى الخامسة من العمر تقريبا وقد أجاب ... ( أنا هو السبب ، فالقمر يمشى عندما أمشى وهو يرافقنا ... ) . وإذا كان الطفل فى الثانية أو الثالثة من عمره يضرب بالعصا على الأرض وتظاهرت أنت بالألم .. فأنه يضحك ويكرر ذلك عدة مرات ويعتقد بأن الألم مرتبط بفعله بالذات ، وإذا توقفت عن التنهد ، فإنه يتوقف عن الفعل ويقوم بعملية مراقبة للعصا نفسها بحيث يغير وضعها أو يضرب بشدة أكثر ليحصل على ناتج من مرة أخرى ...

إعداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل