الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسهام في نقد بعض اسس الماركسية 1

محمد انعيسى

2007 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كثيرون هم الذين يعتقدون أن الماركسية هي نظرية متكاملة وتصلح لكل زمان ومكان باعتبارها فكرا علميا او نظرية علمية، والحقيقة أن الماركسية ما هي الا ايديولوجية أو نظرية مثل باقي النظريات التي حاولت تفسير االعالم وتغييره نحو الافضل،وبالتالي فالماركسية تفتقد الى مجموعة من الأسس العلمية رغم ان ماركس كثيرا ماربط نظريته بالعلم.
سنحاول في هذا المقال أن نقف عند مجموعة من النقط التي يمكن اعتبارها كصفعات نقدية للمنظومة الماركسية اعتمادا على معطيات عرفها تطور التاريخ .وقد أخطأ ماركس وانجلز عندما أكدا على انهما قد اكتشفا نظرية لخلاص البشرية من الاستغلال والعبودية والحقيقية أن ما اكتشفاه هب ايديولوجية يمكن أن تكون لصالح البشرية أو ضدها حسب توظيف هذه الايديولوجية ،ألم يكن ستالين من أكبر الديكتارتوريين الذين عرفهم التاريخ وقد نسب كل ما ارتكبه من جرائم في حق الانسانية الى الماركسية نفسها؟
1ـ الماركسية والهيجيلية
لم يكن ماركس في الحقيقة الا تلميذا يساريا لهيجل ، وقد أكد هذا في كتاباته الشبابية ،وقد اعتمد ماركس على كتابات هيجل خاصة فيما يتعلق بالمنهج الجدلي ،لكن ماركس يضيف أن المنهج الجدلي عند هيجل هو منهج مقلوب وماركس هو الذي جعله يقف وقفة طبيعية باكتشافه للمادية الجدلية .
وقد أكد مجموعة من الباحثين على أن المنهج الجدلي هو منهج قديم يعود الى فلاسفة الشرق وفلاسفة اليونان خاصة السفسطائيين وعلى رأسهم هيراقليتس .
المادية الجدلية ما هي الا تطوير للمنهج الجدلي عند هيجل ،رغم أن ماركس قد انتقد بشدة منهج هيجل الا انه سقط في فخ الهيجيلية عند قوله أن حركة التاريخ تعزى الى صراع الطبقات وسينتهي هذا الصراع بمجرد قيام البروليتاريا بالثورة الاشتراكية والتي بدورها ستنتقل الى بناء المجتمع الشيوعي حيث ستلغى الطبقات.
يقول ماركس في كتاب العئلة المقدسة: (ليست المسألة ما يظنه هذا البروليتاري أو حتى البروليتاريا كلها في الوقت الحاضر هدفا ..ان المسالة هي ما ستكون البروليتاريا مرغمة على فعله تاريخيا).
اليس هذا نوع من التنبؤ الهيجيلي؟بدل التجريب الواقعي فأين ادعاءماركس بانه قد رفع مفهوم الاشتراكية من مفهومها الطوباوي الى الواقع العلمي؟
واذا كان هيجل قد وضع قواعد عامة للمنهج الجدلي ،فان ماركس لم يعمل الا على تجميد هذا الجدل بربطه بمفهوم الحتمية التاريخية التي تنتهي بنهاية مسدودة،حيث يؤكد على أن تاريخ المجتمعات البشرية يمر بالضرورة بمجموعة من المراحل أولها مرحلة المشاعة البدائية ثم المرحلة الاقطاعية مرورا بالمجتمع الرأسمالي ثم المرحلة الاشتراكية والتي ستتوج ببناء المجتمع الشيوعي،هذ المجتمع الأخير هو مجتمع يعيش بسلام حيث ينتهي فيه الصراع الطبقي ،انها الأفلاطونية في حد ذاتها وفق المعادلة الشيوعية عند ماركس= المدينة الفاضلة عند أفلاطون
بهذا يكون ماركس تلميذا مجتهدا في مدرسة الاستاذين أفلاطون وهيجل حيث لم يخرج ماركس عن تنبؤاتهما الفاضلة لتحقيق المجتمع الشيوعي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون