الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات امرأة (7)

سُلاف رشيد

2007 / 9 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


حين أحاول أن أمسح من ذاكرتي بعض الأحداث، تراني عاجزة عن مسحها، ربما لأنني أعيش تفاصيلها أو تفاصيل أحداث مشابهة لها، ويبدو أن وجع الغربة، أكثر قسوة من الأحداث، وهذا ما يجعلني أ ُفكر مليا ً بما يجري يوميا في وطني.
اليوم هو الحادي عشر من سبتمبر ، وهو يوم دام ٍ حقا ، قتل فيه الأبرياء ، وأستميحكم العذر كي اسميهم شهداء فوق العادة ، لسبب بسيط هو إنهم قتلوا دون أن يعرفوا أنهم سوف يقتلون ، ودون أن يعرفوا سبب قتلهم ، وهذا يعني إنهم لم يساعدوا القاتل في قتلهم ، أو أيجاد مبرر لقتلهم ، لهذا اكرر تسميتهم شهداء فوق العادة ، لأنهم يذكرونني بمن يقتل في وطني هذه الأيام ، فعندما يخرج الموظف في مديرية التربية ، أو المدير في دائرة الكهرباء ، أو الأستاذ وهو ذاهب إلى الجامعة ، أو ربما المعلم وهو ذاهب إلى المدرسة ، كي يمنح التلاميذ ما يمكن أن يتعلموه ، أو ربما عامل بناء يــُمني نفسه بيوم عمل ، يجلب من وراءه ما يجعل أطفاله ، يبتسمون للقمة طيبه من جهد أبيهم ، وأكثر ما يحز بالنفس ، ذالك السائق الذي يـُوصل هؤلاء جميعا إلى أماكن عملهم ، فهو يخرج كل يوم يردد الشهادة ويودع أطفاله ، لأنه لا يدري كيف سيقتل ، هل بسيارة مفخخة ، أم بعبوة ناسفه ، أم برصاص من ميلشيات ، لا يعرف إلى أية طائفة ينتمون .
كلهم شهداء فوق العادة ، فمن سقط في الحادي عشر من سبتمبر ، وهو لا يدري لماذا قـُتل ، ومن يسقط يوميا في شوارع عراقنا المبتلى بكل ما هو غير إنساني ،ولا يعرف ما هو سب قتله ، فهو شهيد فوق العادة .ولكن ...
وهذه ألـ لكن حقا صعبة هذه الأيام ، لأنها تتطلب الوضوح ، إن ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر حدث جلل ولكنه حدث في يوم واحد ، أما ما يحدث في وطني فهو يحدث في كل يوم وكل ساعة وربما في كل دقيقة ، فلماذا لم تكن هناك وقفة جادة من كل أبناء البشرية لما يحدث في وطني ، أم أن الجميع سدوا أذانهم ، فلم يسمعوا صراخ ثكالى العراق ، ولا صراخ يتامى العراق ، ولا نداء جوعى العراق ، ولا بكاء أطفال العراق .
أتأمل من القلب أن يسمع كل الخيرين صرختي هذه التي سوف أطلقها، لا لشيء، بل لأنني كأي عراقية تعبت من الموت المجاني لأبناء وطني، وأنني أأمل أن يصرخ معي الجميع ،
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا للموت الجماعي
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لقتل العراقي
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لبكاء طفل عراقي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي