الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراث الشعبى جزء من تراث الفراعنة

عبد المنعم عبد العظيم

2007 / 9 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحجر والناس فى الجنوب تحس فيهما بعبق التاريخ وامتداد الحضـارة واستمرار التراث الانسانى وتواصله بين المعابد التليدة والمسلات السامقة وصـــــور الفن المصرى التى تتحدى الزمن 0
المشهد فى ليلة الثالث عشر من شهر شعبان حيث الليلة الختامية لمولد القطب الصوفى الورع سيدى ابوالحجاج الاقصرى الذى يقع مقامــه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر حيث يتزاوج الفرعونى بالمسيحى والمسيحى بالاسلامى 0
فى مناسبة مولده فى شهر شعبان من كل عام يجتمع الـناس من كل وصوب وحدب حتى انك لا تجد موضعا لقدم فقد اعتاد اهالى الأقصر و على مدى أسبوع استضافة كل زوار مدينتهم فى هذه المناسبة التى تعد من اكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الاقصرى الشهير وفى الصباح من يوم الرابع عشر بعد أسبوع من الاحتفالات الدينية والأذكار والألعاب البهلوانية وبيع الحلوى التقليدية ومواكب الطرق الصوفية يبدأ موكب التشريفة (الدورة) حيث يخرجون من ساحة الشــــيخ قارب ابوالحجاج مدهون بالطلاء اللامع تزينه خطوط أفقية ثلاث تتعاقب فيها الألوان الأزرق ثم الأبيض ثم الأحمر على قاعدة خضراء فيكتسى زينة وجمالا ويضعون القارب على عربة ذات أربع عجلات وقد غطى كل هذا بقماش ملون نفس القماش الذى يكسو ضريح الشيخ أما الأقمشة التى تكسو الأضرحة الخمسة بالمسجد من أسرة وأحباب القطب الرباني سيدى ابوالحجاج فانها تفترش هياكل خشبية توضع على ظهر خمسة جمال تكون قد آخذت زخرفها وتزينت وكبار الأسرة الحجاجية أحفاد الشيخ يتقدمون الموكب فوق خيولهم المطهمة التى لبست زخرفها أيضا الى جانب فرق من الشرطة ومواكب الطرق الصوفية كل طريقة تحمل شاراتها وأعلامها وأصحاب المهن فى كرنفال شعبى مميز 0
واذا دققنا النظر فوق نقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس فى عيد الاوبت عيد الإله امون حيث كان يخرج تمثال الإله امون فى احتفال مهيب مرة فى العام فى سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقى تماثيل ثالوث طيبة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ورعايته نفس الاحتفال وننفس المراسم بل ونفس الطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدى ابوالحجاج الاقصرى 0
بالأمس عيد امون واليوم عيد سيدى ابوالحجاج والناس نفس الناس اهل الأقصر وما حولها ثم أحفادهم 0
ومازالت السفينة رمزهم المقدس
ومازال الناس فى الأقصر ينسجون القصص عن معبد بتاح الذين تصورا انه كل مساء تظهر غولة بشعة تأكل الأطفال ومازالوا يخوفون اطفالهم من الاقتراب من المكان ولقد أكد هذا الاعتقاد انهيار بعض أتربة المعبد إثناء الحفريات لتدفن سبعة أطفال ابتعلت جثثهم الأتربة الناعمة وسمى المكان كهف الغولة وسموها ام العدانى (الاساور التى تزين المعصم)
وتجىء الحفريات لتكشف عن تمثال من الجرانيت الأسود للآلهة سخمت صاحبة الوجه البشع على شكل وجه لبؤة هذه الآلهة التى سلطها الإله رع لتعمل فى الناس ذبحا وتقتيلا جزاء سخريتهم به فى الأسطورة الفرعونية ونسى الناس قصة سخمت ومازال الخوف يرفرف على المكان 0
لنقف أمام معبد خونسوا فى الكرنك ونطالع بوابته التى بناها بطليموس ارجينس ونسال اهل المنطقة بوابة من هذه ؟ وتسمع انها بوابة عطاالله القزم لاعتقادهم آن عطالله هذا اتخذ من سطح البوابة مسكنا له وتصوروه قزما مشوه الخلقة قصير القامة ممتلىء الجسم له وجه عريض وعينين براقتين وانف افطس ولسان متدلى وزراعين طويلتان ويقسمون أنهم يشاهدوه يجرى هنا وهناك ويصرخ فاذا سمعته الحيوانات المفترسة ولت وأخذت الكلاب تصمت وتختبىء
انه تجسيد لصورة الإله بس بشكله المشوه ولسانه المتدلى نسج الاهالى منه هذه الاسطورة 0
وفى ارمنت الحيط مازالت النسوة يزرون البئر التى عمدت فيها كليوباترة ابنها قيصرون بمعبد تحتمس الثالث ويقولون ان زيارته يوم السوق تجلب الخلف للعقيمات ومازلن يقدمن هناك القرابين وفى الرياينة وسط الزراعات راس عامود فرعونى يلتمسون عنده البركة والخلف اسمه حجر الاحد0
بل ان الناس هنا مازالت تتكلم الفرعونية فيقولون عن الأكل مم وهى كلمة هيروغليفية بمعنى كل وإذا عطش تقول امبو بمعنى اشرب
وكلمة واوا التى يعبر بها الطفل عن الجرح والألم كلمة هيروغليفية تعنى الم ووجع وورم وكلمة بيبة بمعنى برغوث وكخ بمعنى قذارة وتاتا بمعنى امشى وبعبع بمعنى عفريت وتأوأ بمعنى تبكى بصوت عال باش بمعنى لان الخ
وعندما يخلع الطفل سنة من أسنانه يلفيها الى عين الشمس ويردد ياشمس ياشموسة خدى سنة العجوز وادينى سنه العروسة او خدى سنة الحمار وادينى سنة العروسة بقايا من عبادة الشمس ومازلنا نزرع أشجار الجميز فى مقابرنا وكانت شجرة الجميز هذه شجرة مقدسة
ومازال العوام يحبون القطط ويربونها فى منازلهم وكانت القطة هى الاله باستت التى تعبد فى مصر القديمة ومازلنا نسميها بسة اى باستت ومازلن أيضا نعلق التماسيح على واجهات المنازل وكان التمساح معبودا باسم سويك
واذا وقع طفل تصرخ المراة ياختى واختى هى القرين فى الديانة الفرعونية
والمقرىء والمنشد مازال يضع يده على خده عند القراءة والإنشاد مثل ماصورته الرسوم الفرعونية التى صورت المرتلين
كما ان التصفيق وطرقعة الاصابع عند الرقص ورثناه منهم ايضا
اما السحر والتنجيم الذى مازال وسيلة البسطاء للعلاج وجلب البركة وتحقيق الحاجات فقد ورثناه كله من تصول فرعونية وكذلك التعاويذ والاحجبة0
ومازلنا نؤمن بالحسد ونعلق الأطباق فى المنازل ونلبس الخرز الأزرق اتقاءا له مثل اجدادنا تماما
ونعتقد مثلهم فى ايام سعيدة وايام نحس ونعلق البصل وناكل الفسيخ فى شم النسيم ونستعمل طاسة الخضة ونمارس حفلات الزار والعرس كما كان يمارسها الاجداد كذلك العلاج بالاعشاب والرقى 0
ومازال الفلاح يستخدم نفس الأدوات الفأس والمنجل والشادوف ونقسم الأرض بنفس طريقة الفراعنة
بل اننا نمارس الندب على الميت والاتشاح بالطين ونشيع الجنازات ونمارس طقوس السابع والاربعين وزيارة القبور والاعتقاد فى ارواح الموتى وتمنى الرحمة والنور للموتى وممارسة عملية صرف روح الميت نمارسها مثلما كان يمارسها الاجداد 0
ومازلنا نتسمى باسماء فرعونية مثل بانوب بعنى انوبيس وبهور اله حور وايزيس وبشاى بمعنى عيد وانيس ومينا 0
والادوات التى نستعملها بنفس الاسماء الفرعونية فوطة وبرش وماجور وبشكور وشرش وجزر ولبشة قصب ومشنة وعيش وبلح وويبة ومشنة وطورية وشنيف ودبش ودقشوم ومونة
ان العظمة الحقيقة لهذا التراث انه ممتد وسوف يمتد تخليدا لأعرق حضارة فى التاريخ 0










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30