الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية ليست دينا,,,, كفي خلطا للاوراق !

فيليب عطية

2007 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتقد أننا مازلنا نعيش في عصر فريكيكو وابو لمعة الزنديقو حيث مازلنا نخلط الاوراق عن جهل احيانا وعن خبث في اغلب الاحيان ، ولست ادري من هو الحنبلي ابن تنبل الذي افتي بأن العلمانية دين الكفرة المارقين ،وهو مضاد لله ورسوله ،لذلك فان العلماني زنديق ابن زنديق لايستحق غير نار السعير في القلة والزير .
ان دل هذا علي شئ فانه يدل علي اننا مازلنا لانفهم الالفاظ التي نستخدمها ، وعلينا ان نعيد من جديد تعريف الاسماء ، علما بأن تحديد الاسماء كان المهمة الاولي لله سبحانه اذ بعد ان شكل الطين قال عنه انه آدم لانه من الادمة اي الارض وبعد ان صنع حواء قال انها حواء لانها ام كل حي ، ولاننسي طبعا انه سبحانه قد علم آدم الاسماء كلها لكنه علي مايبدو في زحمة العمل نسي ان يعلمه ماهو الدين وما هي العلمانية وعلينا ان نستعين في هذا بالموسوعات العالمية حتي لايختلط الحابل بالنابل . تقول لنا تلك الموسوعات ان الدين نسق عقيدي يحوي مكونين رئيسيين : اولا : نظرة كونية تحدد رؤية الانسان للكون والطبيعة ويدخل مفهوم الاله ضمن هذه النظرة ، وثانيا: نظرة اجتماعية تحدد علاقة الفرد بمجتمعه وتندرج تحت تلك النظرة تحديد علاقة الفرد بالاله والدولة والاسرة وسائرافراد هذا المجتمع
لهذا لايوجد مجتمع بشري يخلو من الدين سواء سمينا هذا الدين بدائيا ام ارضيا ام سماويا او ماشئنا من الاسماء
وتاريخ الفكر الانساني يعج بالديانات ويزدحم بصور التفاعل بين مختلف الشعوب والاجناس ، ولدينا في العالم اليوم ستة ديانات كبري هي اليهودية والمسيحية والاسلام والبوذية والهندوسية والكونفوشيوسية غير ديانات اخري كان عدد معتنقيها يقدر بالملايين لكنها توارت الآن في الظل كالزرادشتية ، هذا غير مئات من الديانات الصغري التي مازالت تتمسك بهاالقبائل الافريقية والهندوامريكية وغيرها من القبائل البدائية
والدين شأنه شأن اي معطي اجتماعي قابل للنقد والتغيير وفقا للمتغيرات التي تحدث في المجتمع نفسه سواء اكانت متغيرات اقتصادية او علمية او بنيوية وغيرها من المتغيرات ، ولايستثني من هذا اي دين سواء اكان ارضيا ام سماويا ، وعندما بدأ المفكرون الاغريق العظام كافلاطون مثلا ينتقدون مجمع الآلهة او البانثيون الاغريقي ويسخرون من ولع زيوس المفرط بالنساء ويضعون اسسا جديدة لعلاقة الفرد بالمجتمع كما وردت في جمهورية افلاطون فهم في هذا لم يكونوا علمانيون ولاعلاقة لهم بالعلمانية بل هم مفكرون احرار يستخدمون حق الانسان الطبيعي في التفكير والنظر السليم.
ونفس الشئ ينطبق علي مايفعله الآن اي مفكر حر في نقد اليهودية او المسيحية او الاسلام ، واذا كنا ننقد الاغريقي او المصري القديم علي تعدد آلهته فان فكرة الاله الواحد نفسها لاتسلم من النقد ، فأي اله هذا الذي خلق فسوي ، واي خلق هذا الذي يأتي من الطين ؟ واي شمس هذه التي يضعها الله لمجرد ان تنير الارض .
ان معلوماتنا الراهنة عن الشمس والارض والمادة والطاقة والخلية والكائن الحي تضع كل ماورد بالتوراة والانجيل والقرآن في سلة واحدة مع تصورات البدائي عن الخلق والخالق ، وعندما بدأ المفكرون العظام في اوروبا كديكارت واسبينوزا وهيجل في النقد والتحليل ووضع التصورات الجديدة فهم ايضا ليسوا بالعلمانيين بل فلاسفة عظام . ونفس الشئ ينطبق عندما ينحو المرء نحو نقد الطقوس والممارسات الدينية.
اذا ماهي العلمانية ؟ العلمانية مذهب سياسي ظهر في اوروبا في القرن الثامن عشر لينادي بفصل الدين عن الدولة ، ومعني الكلمة باللاتينية يفيد الفصل ، وهذا الفصل لايعني كفر الدولة (فقد اثبت التاريخ ان كل الدول كافرة بالفعل وان ارتدت مسوح الرهبان ) وانما يعني ان لايتدخل الدين في تحديد شئون الدولة سواء اكانت شئونا مالية او اقتصادية او سياسية او عسكرية ، وقد ظهر هذا المذهب كرد فعل طبيعي ضد تدخل الكنيسة في كل شئون الدولة وصل الي حد تنظيم الحملات العسكرية تحت راية الدين والدعوة الي حق الملوك الالهي في الحكم بل وصل الامر ببعضهم الي القول بأن كلمة الملك هي كلمة الله
تصدي لكل هذا المفكرون الفرنسيون الاحرار كفولتير ومونتسكيو وجان جاك روسو وارسوا مبادئ علمانية الدولة التي تجلت باروع صورها في الثورة الفرنسية العظيمة وعنها أخذت الثورات الاخري القريبة العهد بها كالثورة الامريكية ثم تبنت معظم دساتير الدول الحديثة مبادئ العلمانية ولعل اشهرها في ذلك الشرق البليد دستور تركيا الحديث عقب انقلاب اتاتورك واطاحته بالخلافة العثمانية العفنة
هكذا يجب ان نفهم الاشياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah