الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسهام في نقد بعض أسس الماركسية 2

محمد انعيسى

2007 / 9 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ـ الماركسية وفخ الأرسطية:2
يؤكد ماركس في كتاباته على أن جميع المجتمعات القائمة عرفت الصراع الطبقي وأن مسار التاريخ ما هو الا تاريخ لصراع هذه الطبقات، كما أن الفكر السائد في كل العصور هو فكر الطبقة السائدة.
قد تبدو أفكار ماركس علمية في أول وهلة، والحقيقة أنها (أي الأفكار) أفكار استند فيها ماركس على المنطق الأرسطي ،هذا الأخير الذي يعتمد على المقدمة الكبرى لاثبات النتائج اللاحقة علما أن هذه المقدمة تحتاج الى تدليل منطقي كذلك،فالقول مثلا أن جميع المجتمعات عبر التاريخ عرفت الصراع الطبقي هو قول يحتاج الى تدليل ،فهل استطاع ماركس ان يثبت هذا أم أنه وضع هذه المقدمة كافتراض وفق أجهزة مفاهيمية معينة؟ بل كيف استطاع ماركس ان يحكم على التاريخ اللاحق للمجتمعات؟انه تكهن أرسطي مغلوط مستند على مقدمة كبرى غير متحقق منها تجريبيا .
انه وهم أن ندعي أن جميع المجتمعات متشابهة من حيث الصراع القائم فيها، وأن البنيات التي تتحكم في هذا الصراع هي متشابهة وتعود جميعها الى الصراع الطبقي،وقد أكد مجموعة من الباحثين على أن البنيات المتحكمة في المجتمعات تختلف من مجتمع الى آخر وانها لا تعود بالضرورة الى الصراع المادي في المجتمع، فهربرت ماركوز مثلا يؤكد في كتابه الانسان ذو البعد الواحد على أن هناك مجتمعات تسودها قيم تحول دون بروز الصراع الطبقي،خاصة بعض المجتمعات في افريقيا.
التاريخ تفاعل ،والتفاعل قد يكون صراعا وقد يكون شيئا آخر ،وهكذا فان التنبؤ بمراحل معينة لتاريخ المجتمعات قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا، والمهم أن الماركسية تفتقد الى العلمية فيما يخص بمستقبل المجتمعات ،فمن كان ينتظر أن تحدث ثورة اشتراكية في روسيا القيصرية والتي كان يسودها نمط انتاج غير رأسمالي ؟ ومن كان ينتظر أن يتحسن المستوى المعيشي للعمال بضعفين في أوروبا خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدل التراجع الذي تنبأ به ماركس وانجلز في البيان الشيوعي ، اليس هذا اثبات لقصور الماركسية على تحليل معطيات المستقبل منذ الصياغة الاولى للمذهب الماركسي.؟
3ـ الماركسية وصفعة الوطنية
يا عمال العالم اتحدوا ،عبارة مشهورة في أدبيات الماركسية ،بل انها المعبرة عن روح الماركسية وقد اختتم بها ماركس وانجلز البيان الشيوعي.
وهذه العبارة موجهة الى العمال باعتبار أنهم مستغلين من طرف البرجوازية ،وبالتالي فان عدو العمال هي الطبقة البرجوازية اينما حلت ،أي أن العمال لا وطن لهم بغض النظر عن عرقهم ودينهم وانتمائهم القومي..
وقد تلقت الماركسية صفعة قوية من العمال انفسهم، اثناء نشوب الحرب العالمية الأولى اذ أظهر العمال على نحو سريع روحهم الوطنية على كل الجبهات رغم ان هؤلاء العمال كانوا مؤطرين في نقابات وأحزاب شيوعية تؤمن بأممية العمال،وسرعان ما انخرط العمال بل حتى زعماء الاحزاب الاشتراكية لمصلحة وطنهم .ويكفي الاستشهاد هنا بقولة بليخانوف عميد الماركسية الروسية حيث قال (لو لم أكن رجلا كبيرا ومريضا لأنضممت الى الجيش ،ان طعن الرفاق الألمان سيمنحني سرورا عظيما)وبليخانوف هنا يتحدث عن طعن الرفاق الالمان ليس لأنهم تحريفيون ،بل لسبب قومي وهو الحرب.
الخلاصة أن الروح الوطنية لدى العمال لم تستطع الماركسية أن تحولها الى الروح الاممية ،وتعتبر الروح القومية من اهم الانتقادات الموجهة الى المذهب الماركسي الذي يؤمن بالاممية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس