الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ثوب غزالة

نهى محمود

2007 / 9 / 17
الادب والفن


غزالة عزة بدر

" النساء يعرفن طعم الموت ، يخبزنه ويعجنه ويبلونه .. يرفعنه من المائدة إلى افواههن .. يعرفنه مع كل قبلة ومع كل رغبة
تلد النساء في كل لحظة يغامرن ويقامرن بالقفز تحت الموج وفوقه
يغالبن اقدارهن ويقف الرجال خلف النوافذ ينتظرن في القمريات عودة النساء من مغالبة الموت .
هل ترقص معي ؟
ثمة شهوة للرقص .. تصلصل الأجراس الصغيرة بيننا وأنت تبدو كحصان يعتلي بقائمتيه الأماميتين منصة خشبية بينما أدور أنا حولك . "

من رواية في ثوب غزالة
د- عزة بدر


وشوشة ساحرة لازمتني طيلة قراءة رواية " في ثوب غزالة "
أستولت عليّ تماما من الصفحات الاولى
نعومة موجوعة .. خيط حريري مشدود معلقة روحي معه لنهاية العمل

الرواية تنتمي خالصة ل" حواء" لوجع المرأة الممتد عبر تاريخها كله .. باختلاف ثقافتها .. بطلة الرواية التي تتماس معنا جميعا في مواقف شديدة الحساسية والإنسانية –
نحن نساء هذا العالم بمحاولاتنا البائسة للتشبث ، الرهبة من الفشل
السجن داخل مخاوفنا
هشاشتنا التي لا يقبلها العالم حولنا
اتكاءنا على أرواحنا حد التهشم بلا صرخات .

شعرت مع هذه الرواية بالتكامل وهو إحساس نادرا ما يتسلل لنفوسنا
عند القراءة

نسجت د- عزة خطوط عالم روايتها المزدحم بنعومة وقوة .. قدمت تحفة فنية غارقة في المشاعر الإنسانية
مشاكل البطلة وصديقاتها التي تصادف أن تكون نحن جميعا
من منا لم تصادفها مخاوف بطلات الرواية
ان يمضي العمر دون ان نقابل من نحب – فجوة المرور بين الواقع والحلم – مشكلات الزواج في الغربة
الغربة تلك المقيتة الموجوعه وما تشي به من مرار
هند وسعدى ووفاء وفتنة مع اختلاف جنسيات بطلات العمل القاهرية والمنصورية حتى داخل الوطن الواحد
الباكستانية والسعودية والفلسطينية
جميعهن يشتركن في وجع اتكاء العالم الذكوري عليهن
العالم الذكوري المنسحق بدوره بقيود ضغط الاحتياج وعادات المجتمع ورفاهية المشاركة في أولويات الحياة الزوجية وتفاصيل اليوم
يصل الحد في بعض النماذج التي طرحتها الروايه من غياب الزوج لإنسحاق الزوجة في علاقة مع سيدة لها مظهر غلامي
الشذوذ المعنوي والجنسي
خراب الروح الجميع راقدون فوق فوهة من التوحد
أصواتنا التي تمضي في فراغ وعدم دون امل في الوصول .


قدمت د0 عزة بدر ايضا جانبا أرشيفيا او وثائقيا بشكل جميل بمهارة وحرفيه جعلت المادة من ضرورات العمل وحذفها أمر يؤثر كثيرا جدا

افتتاحية الرواية التي قدمت لإمتهان أدمية راغبي السفر
افتتاحية نفسية ذكية تمهد لنا ما نحن مقبلين عليه مع البطلة الرفض الخانق داخلها والمرار داخلنا .


التصاعد النفسي في صراع البطلة البائس داخل نفسها .. وترميزه بشكل مبدع في اغلب الاحيان .



حواراتها الذاتية مع باسم الذي تحوله بدوره لفهد ما هو الا رمز لرجل تتمناه في عالمها – رجلها هي – رجل يعرف الا يخذلها
ان يعطيها شعور غاب طيلة الوقت بينما كانت تنتظره الأمان المطلق
لكنها وبدلالة قبول المجتمع الذكور ان تحترق النساء على ان تنجين من الموت
هي دلالة مؤثرة في تفاصيل العمل كله





رقة وسلاسة وجود الجنس في رواية بدت لي كاتبتها من التيار المحافظ
ورغم ذلك سخرت بطريقتها من انسحاق د نزيه امام زوجته

معاناة البطلة مع الحمل
طلاسم الفلسفة التي صبغت الجو العام للعمل برقي وجمال
تماسك الشخصيات وزخمها
الخيوط الرمادية التي ظللت البشر طيلة العمل مما اضفى عليهم واقعية

لا اعرف أن اكون حيادية حيال ما يعجبني
الرواية متكاملة ومؤثرة
أدعوكم لقرائتها


في ثوب غزالة
د0 عزة بدر
عن كتاب الجمهورية – أغسطس 2006

نهى محمود
كاتبة وصحافية مصرية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل