الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية في مقابل الخروج من المأزق الديني

عبده جميل اللهبي

2007 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل فترة ليست بالقصيرة ..إثر نقاش دام عامين كاملين , تبنى الاتحاد الأوربي الذي يضم خمسا وعشرين دولة دستورا موحدا رأى فيه أن الخروج من المأزق الديني هو الحل الأمثل والشرط الأسلم للخروج من دوامة الصراع وحبائل الفتنة ومأزق التخلف المناقض للحداثة وفكر التقدم وحقوق الإنسان ..
وبوضعهم لدستور كهذا خال من كل القيم اللاهوتية والقدسية او إشارات إلى الدين المسيحي وغيره ،يتجلى في الأمر وعياً عاليا وقصدا للفصل بين الدين والفكر بين اللاهوتي والبشري فصلا طال الكثير من المجالات التي أقحم الدين فيها بدون أي مبررات او مصوغات فصلا بين ماضيهم المتخلف الخرافي وبين حاضرهم العلماني الفلسفي في تطورهم التاريخي00
فكيف حصل هذا التطور الكبير والجذري في كل مفاصل الحياة، بحيث غدت مجتمعات كانت بالأمس لصيقة بالدين حد مفرط وفيه ومنه تسير شؤون حياتها. الى مجتمعات تقيم اليوم جدارا دستوريا بين الدين والشأن المدني ..
تحولت من مجتمعات تستقي تعاليمها وفهمها للكون وللحياة وللإنسان وسائر الظواهر من نصوص الكتب المقدسة وعمائم القديسين التي ترى فيها العصمة وديمومة البقاء00
وتعتقد فيهم الأهلية بذلك ..
إلى مجتمعات تشذب مسيرتها من قيود الماضي و تطرحه ذالك جانبا ،وترمي به عرض الحائط ،وتعود لتبني قواعدها وتنظم أمورها باجتهاد ذاتي وإدراك عقلي 000
تحولت من مجتمعات ترى الأرزاق في السماء تقسم بإرادتها الى مجتمعات تصنع الحيلولة وتعممها لكافة البشر وتعولمها الى أقاصي الدنا ،بمحو الأمية وتطوير الإنتاج والإمكانات وزيادة القدرات وترشيد التوزيع00000000
من مجتمعات خرافية مهزومة بحسها التاريخي وعرضة دائمة للقصور تشعر بالنقص دائما والفشل والعجز وتعيش على الاتكال على مايأتي من السماء إلى مجتمعات عاقلة واعية تثري تجربة الحياة بكل ماهو مفيد لتقدم العلم والتطور المعاصر والحرية والوعي والتفكير العميق والبصيرة النافذة ..
من مجتمعات كانت تشعر بالسلب لكل ماحولها من إدمانها للهزائم والاحباطات المتتالية الى مجتمعات تجهد ذاتها في تكوين مفاهيم علمية ومعرفية مقاربة للواقع لاتتصادم معه ولا تخلو من تنفساته ..
وحول واقع الحال بالنسبة للعرب اليوم فلا يختلف فيه اثنان من تردي الأوضاع وتخلف في المفاهيم والتماهي مع الثقل العظيم للماضي الذي أسر الجميع وقمعهم في مناخه البارد ..
هذا الحال جعل العرب اليوم يؤمنون بكل بساطة من ان الحال ناتج إثر المؤامرات الخارجية التي أنسجتها ضد ضدهم .. وهذا التبرير يعبر بشكل او بأخر عن عقد النقص والشعور المفرط بالعجز التي وصلوا إليها الأمر الذي جعلهم يتعاملون مع إنتاج العقل الغربي على انه غزو فكري ومحاولة تهديد للهوية والقومية والعقيدة وزعزعة للماضي الوضاء والمشرق ومحاولة سرقة للحضارة العربية الغارقة في عمق التاريخ – بمعنى أننا سنظل نحرس الماضي على حساب الحاضر والمستقبل –
فيما هذه المفاهيم قد تلاشت عند الغرب وأصبح همهم الكبير هو محاولة إصلاح العاهات الداخلية التي استوطنت معظمها في هذه البقعة من العالم ..
غير ان هذه المفاهيم لاتجدي شيئا عند أناس رسخت في أذهانهم مسائل العبودية والتقزم وعدم الاستقلال والفردية في التفكير ..
ولعل من البديهي القول ان الدين هو من اهم العوامل التي شكلت الصعوبات والمعوقات أمام النهضة العربية , وكان رجال الدين السلفي سبب أنحسار المعرفة والتجديد ..
وبقدر ماكان الدين فكرا يبحث عن النهوض كان بالقدر نفسه فكرا هداما يقوض كل قدرات الشعوب وقابليتها للتقدم ..
الطبقة الكهنوتية التي لازالت تمارس سلطتها في العالم العربي ربما تنتظر ولوج الحداثة من باب مختلف قد تأتي مع المهدي او قد تأتي على صليب المسيح مدبجة بهالة مقدسة ..
فهل سيستطيع عرب اليوم الاستفادة من هذا التحول التاريخي الجامح في رؤية الإنسان الغربي ونفي كل المزاعم التي من شأنها ان تحيل بينهم وبين الحداثة اليوم ..
ان قصة الاحتياج الى العلمانية في التاريخ المعاصر يكمن في سر مآلها الى المذهب الإنساني كونها تمثل أجنحة التحرر والسمو بالإنسان في كل مبادئ الحياة المعاصرة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah