الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابنودى وبنى هلال

عبد المنعم عبد العظيم

2007 / 9 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


منذ كتب صديقنا الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودى فى يومياته بجريدة الاخبار القاهرية رؤيته حول اختطاف احد ابناء قبيلة بنى هلال لطائرة مدنية من مطار الاقصر وحتى اعتذاره عما كتب اقام الدنيا ولم يقعدها فمؤتمرات عقدت هنا وهناك على طول القرى والنجوع وتلقف الخيط الحاقدون ليضيفوا الى الاقليات التى تدعى اضطهادها فى مصر بنى هلال ليصنعوا منهم جزيرة منعزلة يمكن ان تهرىء فى المستقبل النسيج الوطنى مثل الادعاء باضطهاد الاقلية النوبية00 غير عشرات القضايا بالمحاكم تتهم الابنودى بالقذف والسب والتشهير والاهانه والتطاول استطاعت ان تشد الابنودى وتجبرة على الاعتذار والاسف وهو الى ندر ماعتذر
ولعل الابنودى من ذلك الطراز من البشر الذى يعرف كيف يقف بين علامات الاستفهام ووسط اللاات وعلامات التعجب يلملم شعة الضوء ويظل فى بؤرتها يتالق فى انوارها
لقد نكا الابنودى جرحا كاد ان يندمل وفجر فتنة كاد الزمن ان يتكفل باخمادها واساء بقصد او حسن نية الى شريحة من مجتمعنا المصرى استطاعت فى ظل الحرية والكرامة الإنسانية ان ترفع رأسا طالما لعبت قوى السياسة دورا فى إذلالها ونبذها وحرمانها من حقوقها الاساسية انتقاما تارة وخوفا من سطوتها وشكيمتها تارات حرصا على سدة الحكم ومركز السلطان وهيبة الحاكم منذ العصر العباسى حتى بزوغ فجر ثورة 23 يوليو المجيدة التى غيرت الخريطة الاجتماعية ووقفت فى جانب المهمشين واعادت لمصر الكرامة وللانسان المصرى حقه فى الحياة الكريمة 0
تلك هة قضية بنى هلال او الجمسة او الدروع الى اخر تلك الاسماء التى اطلقت على بطون القبائل القيسية العدنانية الت يرجع نسبها الى هلال بن عامر بن صعصعة بنبن معاوية بن بكر بن هوازنبن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بنعيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان 0
وبالرغم من ان الابنودى احد فرسان السيرة الهلالية ومن ابرز المتخصصين فى تاريخهم وتغريبتهم الا انه فى رؤيته وضع الهلالية فى سلة واحدة مع قبائل الغجر والنور والمساليب والهنجارية والسيايدة ونعتهم بانهم قطعان من البدو الشاردة التى ليس لها هوية تعيش على هامش الحياة وتمتهن الوضيع من المهن وتعيش على بيع الجسد ايام كان 1ذلك مباحا ووصمهم بانهم لايتمتعون باى قدر من المواطنة او الاعتراف مهما بلغ شانهم 0
ولا اعتقد ان الابنودى يجهل ان الهلالية غير الغجر والنور والحلب فالغجر جماعات ترجع الى اصول هندية حاول الخليفة العباسى المامون اخضاعهم ولم يوفق ولكن عجيف بن عنبسةاحد قواد الخليفة العباسى المعتصم انيهزمهم ويطردهم من بلاد العرب الى ثغر ذربة بالشمال ثم اغارت عليهم الروم ورحلوا الى اسيا الصغرى فاوربا وانتشروا فى العالم بعاداتهم وتقاليدهم وسماتهم الخاصة 0
اما بنو هلال فمن اعراب نجدزحفوا منها بعد ان اصابها قحط شديد وجاعة مهلكة بحثا عن الماء والكلأ
لكنهم فى زحفهم حملوا معهم تراث الصحراء وحياتهم القاسية حيث الرمال والجبال الجرداء والبادية الصفراء فطبعتهم بطبعها بسطة فى الجسم وصلابة عود وقوة شكيمة وخشونة ونزوع الى الاعتداء0
تراث لايعرف غير الصراع من اجل البقاء فى ظل طبيعة شرسة قاسية طاردة تؤصل فيهم الميل الى الترحال وعدم الاستقرار 0 ولعلنى اتفق مع الابنودى فى عدم صحة الاقوال المرسلة التى تقول ان جد بنى هلال
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة احد وقبياته مساءا متاخرين عن دعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا جم مسا التى تحولت الى جمسة وفى رواية جم مسا ليل فسموا بالمساليل التى نطقها الناس المساليب وهذه التفسيرات خاطئة لان قبائل بنى هلال لم تتالف قلوبهم ولم يدخلوا الاسلام قبل غزوة الاحزابالتى كانو خلالها فى صفوف جيش الكفار 0
وفى حروب الردة كان اسلامهم اسلام المتربص على من تدور الدائرة ولمن تكون الغلبة فلم انهزم المرتدون اصبح بنى هلال حمس الجاهلية حمسا فى الاسلام كما يقول ابن جرير الطبرى0
شارك بنى هلال فى الفتوح الاسلامية وانتقلوا مع جيش الفتح منجدب الجزيرة العربية الى رخاء الشمال واهلهم تراثهم الحربى وكثرة نسلهم واحترافهم للقتال الى الانخراط فى تلك الجيوش 0
ومع ذلك كانوا أميل للفوضى واقرب للتعصب والتمرد والثورة
ويذكر التاريخ كيف نجح معاوية بن ابى سفيان فى جمع كلمة بنى هلال بحلمه وطول اناته وكياسته طوال فترة حكمهوحكم ابنه يزيد ثم لم يلبثوا ان شقوا عصا الطاعة على معاوية بن يزيد وانضموا الى صفوف عبدالله بن الزبير المطالب بالخلافة وحاربوا تحت رايةالضحاك الشيبانى حتى هزمهم مروان بن عبدالملك 0
ظلوا يحاربون الدولة الاموية حينا ويهادنوها حينا اخر ولم تهدا روح التمرد والعصيان فى نفوسهم ولكنها زادت ايام حكم العباسيين الذى استعان حكامه بالعناصر الأجنبية من فرس واتراك وديلم مما قوى فى نفوسهم روح الثورة وهم الجنود المحترفين اصحاب العصبية التى لم تستطع الاقطار البعيدة ان تاكلهم ولا الوقائع ان تستلحمهم مثل باقى القبائل العربية التى لم يبق منها كما قال بن خلدون عشير يعرف او حلة تنجع ولاقليل يذكر نتيجة تقطعهم فى البلاد وذوبانهم بين الناس0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة