الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مكة إلى المدينة 00

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2007 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت انطلاقة السرب الاسلامى من مكة إلى المدينة ، أكثر من هجرة !
فقد تحوّلت النواة الاسلامية تحولاً خطيراً ، حتى جاز لنا القول : إن إسلام مكة ليس هو إسلام المدينة !
00 فكفّار مكة ليسوا هم كفّار المدينة!
00و أولياء مكة ليسوا أولياء المدينة !
00 والهالكون فى جهنم حسب نص القرآن المكى ليسوا هم هالكى جهنم فى القرآن المدنى !
فمن والاه المسلم فى مكة أصبح يعاديه فى المدينة 0
ومن عاداه فى مكة أصبح أشد عداوة فى المدينة 0
فالكفّار المشركون عبدة الأصنام والأوثان هم هالكو جهنم فى مكة ،
وهم محط اللعنات القرآنية طوال أكثر من ثلاثة عشر عاما فى مكة 0
بينما أهل الكتاب هم " المسلمون " الذين أمر محمد أن يكون معهم من المسلمين ،
وهم الذين قال فيهم القرآن : " أولئك الذين هدى الله ، فبهداهم اقتده " ( الأنعام 6 : 90) 0
أما أهل الكتاب فى المدينة فهم الذين حرفوا الكتاب ليّاً بألسنتهم ،
وهم الذين أخفوا نعت محمد واسمه من كتابهم ،
وهم عبّاد الثالوث الذين ألّهوا المسيح وأمه واتخذوهما إلهين من دون الله 0
فاستحقوا جهنم خالدين فيها أبداً !
،000،000،000
إن من يقرأ القرآن يدرك أنه لم ترد آية واحدة طوال أكثر فترات العهد المكى ،
تنذر أهل الكتاب بالعذاب الأليم فى جهنم ،
بل إن آيات التبشير بالعذاب كانت موجّهة فى جملتها إلى المشركين من قريش وما حولها ،
الذين صدّوا عن سبيل الله ،
والذين استكبروا ورفضوا دعوة المساواة التى أطلقها الإسلام بين الطبقات 0
لكن الأمر يختلف كثيراً عندما نقرأ ما نزل من القرآن فى المدينة :
فهى لا تفرق بين مسيحيين ومسلمين لله ، لا يشركون به إلها آخر ،
مسيحيين يقرّون له بالوحدانية 00
وبين آخرين ضالين اتّخذوا من المسيح وأمه إلهين ،
أو الذين اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله !
،000،000،000
حتى أولاد المشركين والكتابيين نالوا نصيبهم فى هذا التغيير !
فقد سألت " خديجة" ، زوجة محمد طوال العهد المكى ، محمداً عن مصير أولاد المشركين ،
بمافيهم أهل الكتاب ،
فقال : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " (الأنعام 6 : 164) 0
" هم على القنطرة " 00 وفى رواية أخرى : " هم فى الجنة" 0
وقد روى أبان عن أنس ، قال :
سئل رسول الله (ص) عن أولاد المشركين ، فقال :
" لم يكن لهم حسنات فيجزوا بها فيكونوا من ملوك الجنة 0
ولم يكن لهم سيئات فيعاقبون عليها فيكونوا من أهل النار فهم خدم لأهل الجنة " 0
هذا الموقف الصريح من أولاد المشركين وأهل الكتاب ،
نراه يختفى ويتغير إلى موقف آخر يتبناه القرآن تجاه الكفار بما فيهم أهل الكتاب ، وأولادهم 0
فقد سألت " عائشة " ، زوجة محمد فى العهد المدنى ، محمداً عن ذرارى غير المسلمين ،
فقال : " هم مع آبائهم " 0
قالت : " بلا عمل ؟!" 0
قال : " الله أعلم بما كانوا عاملين ، والذى نفسى بيده لئن شئت أسمعتك تصاغيهم فى النار " 0
ففى مكة أولاد أهل الكتاب فى الجنة خدام لنزلائها ،
ولكن بعد أن اتخذ الإسلام موقفاً مستقلاً من مصدره الأول ،
بل معادياً من هذا المصدر ،
الذى ظل يمدّه بالعقائد والتشريعات طوال أكثر من ثلاثة عشر عاماً ،
كانت النتيجة إلقاء هؤلاء الاطفال فى الجحيم ، بلا ذنب سوى انهم جاءوا من صلب كتابيين !
000 000 000
قد يتصوّر أهل الكتاب ،
أنه لامبرر لوجود الآيات المكية المتسامحة ،
بعدما نسخت فى المدينة !
ولكن وجودها ،
سيسمح لبعض المسلمين الذين لم يتحجّر قلبهم بعد ،
أن ينحازوا اليها ، لصالحهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ


.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ




.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا