الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى تستمر مفكرة ابن سلول في الفتنة ؟!!

محمود جابر

2007 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما تحب أن تقرأ خبراً عن خطورة العلمانية فذهب إلى مفكرة ابن سلول (مفكرة الإسلام ).
وإذا ما أردت أن تقرأ عن الشحن الانفعالي لإشعال حربا بين السنة والشيعة فذهب إلى مفكرة ابن سلول (مفكرة الإسلام ) .
إذا ما أردت أن تقرأ كلاما عظيما عن خدام المستعمر وعملائه أمثال عبد الله أو عبد الله أو ابن السنيورة الخ ، فذهب إلى هذه التي أشرت إليها سابقا .
وكذا إذا أردت أن تقرأ عن الإبطال (من ورق ) أو الذين تسميهم الـ (CIA) المغفلون النافعون أمثال ابن لادن وابن الظواهري وابن الزرقاوى وأبو حمزة المصري وأم عليه (الغسالة )، فذهب إلى التي تسمى (مفكرة الإسلام ).
هذا الموقع المسمى زورا وبهتانا بـ (مفكرة الإسلام )، واحدا من أسوء المواقع الالكترونية التي طالعتها ، والتي دائما اقرأ فيها كلاما قبيحا ومنحطا وغير عقلاني ، يتسم بالأصولية العفنة وتحزبه أو إشعال نار الفتنة في هذه الأمة المنكوبة ، كانت مطالعتي الأول لهذا الموقع إبان حرب الصيف قبل الماضي ، أو حرب تموز التي انهزمت فيها إسرائيل وانتكست ، وانتكست معها الولايات المتحدة الأمريكية ، وانهزمت وتراجعت بالتبعية العنصرية البغيضة التي يروج لها هذا الكيان وكل مشاريع الهيمنة والإمبريالية واستغلال الشعوب ونهب خيراتها وثرواتها .
وجدت ، أو أن صح اللفظ (ضبط هذا الموقع متلبسا ) للترويج الأمريكي ، حول المشروع الشيعي الذي يروج له حزب الله ، واتفاقه سرا مع الكيان الصهيوني ضد الأمة ولا اعرف لأي أمة كان يتحدث عنها هذا الموقع ، هل هذه الأمة هي التي منها عبد العزيز بن جبرين صاحب الفتوى الشهيرة بعدم جوز نصرة حزب الله ، وعليه أن يكون موقفه حالا من اثنين : إما أن يكون شيطان أخرس لا ينطق بكلمة حق في هذه الحرب الإنسانية قبل أن تكون عربية أو إسلامية ، أو أن يكون مع الصهاينة العنصريين والأمريكان الامبريالين المعتدين ، ولعل الخيار الثاني كان هو خيارهم ، والدليل كلام عبد الله بن عبد العزيز حاكم العربية السعودية ، ووفادته التي افادت على الصهاينة لدعمهم ، وليس هم وحدهم ولكن اشترك معهم كل العقلاء/ العملاء العرب .
وإذا ما انتقلنا إلى مربع أو جزء آخر من الصراع والانتكاث في امتنا فإننا نجد الساحة الفلسطينية تحتل المكان الأكبر والاعمق ، وإذا ما طالعت هذه المساحة على تلك الموقع فسوف تجد فيه دعما لفتنة لا تنتهي وكلام عن الفتح العظيم في تحرير غزة ، في إشارة إلى الكارثة التي حلت في غزة والتي حلت على كل الأرض الفلسطينية المحتلة ، وعلى كل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ثم هي تصفها بالنصر المؤزر .
هذه الموقع تجده يهلل لإمارة (غزستان)،و المنتصرين ضد العلمانيين والملحدين . وغاب عنهم أن ما حل في غزة هو انتكاس للقضية كلها وللسلاح الفلسطيني كله ولكل ما هو عدل وحق وحرية ، يتكلمون على الصلوات المسيسة في إشارة واتهام إلى تلك الصلاة التي أقامتها فصائل النضال في الساحات في غزة ، وراحوا يلعبون لعبتهم المفضلة وهى التفتيش في قلوب الناس ونياتهم وليقولوا أن صلاتهم لم تكن صلاة وأنهم صلوا دون وضوء وكلام غريب لا يقوله سوء المتعصبون أو الأغبياء أو كلهما معا، وغاب عنهم أن الإسلام وفق ادعائهم دين ودنيا، فليس هناك صلاة مسيسة وأخرى مدلسة ، كما يصنعون ، وهم في هذه المساحة لم يغب عنهم إشعال الفتنة وسكب الزيت على النار في اتهام الشيعة ودفع تهمة التشيع عن حماس على اعتبار أن التشيع (عيب ) ، وبالتعبير المصري الدارج ( وحِش) ، وان حماس تحب معاوية ولا تسب يزيد ابنه كما أنهم يحبون ابوبكر وعمر وعائشة ، وترديدهم مثل هذه الترهات الخائبة التي لا تنفع ولا تضر ولن تطعم جوعي غزة ولن تداوى جرحاهم ومرضاهم .
أما فيما يخص المجاهدين العظام (!!) ، أسامة والزرقاوى والظواهري ، فإنهم ما يزالون يرددون مثل هذه الادعاءات التي لا صحة منها ولا حقيقة سوى أن هؤلاء الأقزام ما جاءوا هذه الأمة وهذا العصر إلا بكل نقيصة وضر ، من فتح الباب لأساطيل المارد الامريكى المجنون ولليمين المسيحي الصهيوني للانطلاق نحو العالم لجر الخراب والدمار ، واحتلال العراق وإشعال فتنة طائفية ما بين السنة والشيعة وإحراق مساجد وحسينيات وقتل زوار لمشاهد الأئمة كل هذا من اجل عيون الولايات المتحدة الأمريكية حتى تحقق أهدافها كاملة بعد الاحتلال من تقسيم جغرافي وسياسي لهذه الأقطار المحتلة ، ثم تجد هذه المفكرة تهلل وتبشرنا بفتوحات هؤلاء الإخوة المنادلون ( والخطأ مقصود ) .
وهنا نسأل العقلاء من امتنا ما الفرق بين هؤلاء (مسئولي )هذه المفكرة أو الموقع وبين عبد الله بن أبى بن سلول الذي ادعى الإسلام ، وخان الرسول والمسلمين وكان رأس النفاق (؟!) ، وربما ينبري أحدهم ويقول إذا كنت تتهم هذه المفكرة التي تنشر الفتنة أليس الموقع الذي تحافظ على الكتابة فيه يوصف بهذا الوصف ؟ والإجابة بالطبع لا ، فالفرق بين (مفكرة الإسلام) هذه وموقع (الحوار المتمدن) ، أن الأول يرفع راية الإسلام الذي يدعوا للوحدة والتحام الصفوف في مواجهة الأعداء ، كما يرفع الإسلام (الحق) راية الحرية ( لكم دينكم ولى دين ) و(لا إكراه في الدين ) وهذا كله مالا تفعله هذه التي تحسب نفسها على الإسلام ، وهذا الذي تفعله الثانية وان كانت تنتصر للعلمانية ولليسار الذي هو ضد الاستبداد والاستغلال والاستعباد وهل الإسلام غير ذلك ، فمن يسكت صوت الفتنة في هذه المفكرة .

*كاتب وباحث مصري متخصص في جماعات الإسلام السياسي المشرف العام على منتدى الفكر بمركز يافا للدراسات – القاهرة - مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ