الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدماء بدل الأمان

فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة

2007 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأمان هذه الكلمة ليس لها وجود في هذه الحياة , بدءا من حياة الشخص الفرد الواحد إلى المجتمع إلى العالم كله , هناك شيء واحد فقط * أعيش أنا والباقية الطوفان * , وكأن هذا العالم الذي ننتمي إليه ليس فيه أي قيم ولا مبادئ , سوى هذا المبدأ السالف الذكر أما المجتمعات العربية الإسلامية , فظاهرها لها قيم ومبادئ تعيش عليها وباطنها له قيمة واحدة وموحدة مع العالم أجمع , أتساءل ألهذه الدرجة وصل العربي المسلم التلاعب بأقدس شيء يملكه البشر * الدين * , يا لغرابة هذا الكائن المزدوج الشخصية , شخصية متدينة ومحافظة , وتخاف أن يفوتها أي فرض أو واجب ديني , وشخصية تعيش فقط للذات الواحدة , وتحارب حتى الموت لبقاء هذه الذات , كأننا نعيش في غابة بل نحن كذلك , لما يقتل الأخ أخيه ماذا بقي ؟؟؟؟ لما تسحق وتحطم كرامة شخص على حساب شخص آخر ماذا بقي ؟؟؟ لما تفجر قنبلة في مكان يعم بالسكان لمصلحة جهة معينة ماذا بقي ؟؟؟ أولم يذكر القرآن والأحاديث النبوية أن قتل النفس البشرية الواحدة حرام , بل ذهب إلى أبعد من ذلك كأنه قتل البشرية جمعاء , بل والأكثر من هذا القتل في الأشهر الحرم حرام , وأن قتل الأطفال والنساء والعجزة حرام كذلك ... ماذا يقع ؟؟؟ بل أن الدين الإسلامي كان رحيما في قيام الحرب , فكانت جميع غزوات الرسول الكريم تتوقف في الليل , وماذا نحن عليه الآن ؟؟؟ العكس الذي يقع , قتل الأبرياء في الأشهر الحرم , ماذا يقع في العراق الآن ؟؟؟ وماذا يقع بين حماس وفتح بل ماذا يقع بين حماس نفسها يا للمفارقة ؟؟؟ !!! , وماذا وقع لبيروت أول أمس ؟؟؟ وماذا سيقع غدا في أي مكان في الأرض , أي دين يطبقونه ؟؟؟ فلا النصرانية جاءت بذلك , ولا اليهودية نصت على ذلك , فماهو حال الإسلام الذي هو دين تسامح وعفو , لماذا هذا العطش الكبير للدماء ؟؟؟ لماذا هذا الجبروت ؟؟؟ وكأنني أرى نظرية * لامبروزو * تطبق الآن في هذا العالم , * كل شخص مجرم بطبعه * , والنظرية الليبرالية المحضة التي يدحضها أصحاب من يدعوا أنهم أهل دين , وأنهم سيخرجون الناس من الظلمات إلى النور , ويكفرون كل من عارض فكرهم , فهم يطبقون النظرية الليبرالية الميكيافيلية بكل مقاييسها * الغاية تبرر الوسيلة * , أية غاية , هل القتل , هل الكذب , هل النفاق , هل هذا يبرر الوصول إلى مقعد أو كرسي لصنع قرار سياسي , ملفق باسم الدين , الذي هو أقدس شيء لدى البشرية جمعاء .
فلا وجود لأمان في هذا العالم سواء في المنطقة العربية الإسلامية ابتداءا من الفرد إلى المدرسة إلى المجتمع إلى العالم بأسره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah