الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتسرع ياطيب فالمحجبات بانتظارك!

غازي الجبوري

2007 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان سواق السيارات في العراق ولاسيما سيارات الأجرة يلصقون قصاصات بلاستيكية لا نذكر مصدرها هل هي مديرية المرور أم جهات أخرى ذات أهداف وطنية أو إنسانية أو مالية ، المهم أن هذه القصاصات كان يكتب عليها عبارات تحمل نصائح للسواق تحثهم على التقيد بتعليمات المرور وفي مقدمتها عدم الإفراط بالسرعة لخفض نسبة حوادث الطرق واذكر من جملة هذه النصائح عبارة تقول"لاتسرع يا بابا فنحن بانتظارك"وهي تتكلم على لسان أبناء السائق لتقول له لاتسرع لكي لا يحدث لك حادث ولكي تبقى حيا معافى لأنك إذا ما حدث لك حادث يودي بحياتك أو يعيقك عن العمل سيبقى أطفالك بدون أب أو معيل . فكان معظم السواق يلصقون هذه القصاصة أمام أعينهم في مقدمة السيارة لتذكرهم بذلك كلما دعا داعي زيادة السرعة غير المبررة ليعودوا إلى أطفالهم سالمين والسلامة في كل الأحوال من الله تعالى ولكننا يجب أن نقوم بما يجب علينا القيام به من باب الوقاية والباقي نتركه لتقدير الباري عز وجل . واليوم وبعد أن تمكن أول تيار سياسي إسلامي معتدل من الوصول إلى مواقع الحكم بقوة غير مسبوقة بفضل الله تعالى ومن ثم بفضل السياسة الحكيمة والمعتدلة التي اتبعها حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان حيث استطاع أن يفوز بالسلطات التشريعية والتنفيذية فضلا عن رئاسة الجمهورية وهو ما شكل صدمة قوية لأعداء الإسلام ولاسيما في تركيا متمثلين بالكماليين الذين يهيمنون على القوات المسلحة والذين لا تأخذهم في الحفاظ على العلمانية الكمالية لومة لائم ديمقراطي . ولذلك ولأجل الحفاظ على هذا الإنجاز الكبير الغير مسبوق ليس لمسلمي تركيا فحسب بل ولجميع المسلمين والذي أرسل رسالة بليغة للعالم اجمع تقول أن الإسلام دين اعتدال وتسامح ودين سلام ورقي وبناء حضاري وليس دين عنف وطغيان وعدوان ، نقول ولأجل الحفاظ على كل ذلك فان على زعماء هذا الحزب أن لا يغرهم هذا الفوز الساحق ويدفعهم نحو اتخاذ إجراءات متسرعة تكشف توجهاتهم الحقيقية وتستفز العلمانيين في تركيا والعالم بالشكل الذي يمهد لانقلاب عسكري على الحزب كما حصل لأحزاب تركية مماثلة في السابق وقد يدفع إلى مزيد من الإجراءات ضد التيارات السياسة الإسلامية تجتثها اجتثانا تاما وتمنع عودتها إلى الحياة السياسية بشكل نهائي . إن مناسبة هذا الحديث هو إعلان الحكومة التركية الجديدة عن عزمها تضمين الدستور نصوصا تضمن حقوق النساء بارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة بما في ذلك مؤسسات التعليم . إن القيام بمثل هذا الإجراء سيثير جدلا واسعا على مستوى تركيا والعالم الغربي وهو ما يعطي انطباعا عن هذا الحزب انه حزب إسلامي مستتر ومعلوم أن الدستور التركي يحظر الأحزاب الدينية من ممارسة العمل السياسي وهذا ما يبحث عنه العلمانيون ليتخذه الجيش التركي ذريعة للانقلاب على الحكم تحت ذريعة حماية العلمانية عليها دون أن يشفع للحزب تصريحاته حول الحفاظ على العلمانية لان مجرد الكلام عن أمور يأمر بها الدين الإسلامي أو ينهى عنها تعطي دليلا عن توجهات الحزب الدينية لذا يجب إعادة النظر بهذه السياسة والاستمرار بممارسة الحكمة المعهودة عن الحزب لان التسرع بهذا الاتجاه سيودي بحياة الحزب وسيشكل خسارة فادحة لمسلمي تركيا والعالم المعتدلين ، كما يجب التفكير بطرق أخرى مثل تضمين الدستور نصوصا تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية وجميع الحقوق والحريات الشخصية المشروعة التي لا تتعارض مع حريات وحقوق الآخرين وطبقا للائحة حقوق الإنسان وفي هذه الحالة لا نعتقد أن بامكان احد أن يعارض ذلك وان حاول فلن تمر محاولته بسهولة. وأخيرا لابد أن نذكرك بقول الله تعالى:" ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... إلى آخر الآية الكريمة"صدق الله العظيم فما يتحقق بالإكراه سيزول فور زوال أداة الإكراه ، ولا تنسى أن المحجبات بانتظارك.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah