الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدر مرزوق الذى أخجل منه ... واستكمالا لحاصدوا الشر

محمود جابر

2007 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين كتبت مقالي الأول (حاصدوا الشر )، وتابعته بالمقال الثاني الذي يحمل نفس العنوان ، لم يكن في ذهني رفيق رحلة السنوات الماضية ، وحين انهالت الاتصالات العاتبة أو المحملة باحتقان وسباب ، بتأكيد لم يكن هو منهم ، وحين علمت بأنه اطلع على المقال لكنه لم يعاتبني ولم يهاتفنى علمت مدى غضبه ، وتحسبت للقاء ه المرتقب يوم يجمعنا إفطار رمضان ، وقد بتُ ليلتي أفكر كيف يكون اللقاء، لدرجة أنني فكرة أن لا أحضر الإفطار ، لكن كيف وهو من جزء من عملي في المركز (يافا) ، وحين قابلني بابتسامته المعهودة التي تضفى على الجو سعادة وصفاء وحب ، هنا وجدتي ابحث عن مكان اختبىء من عتابه الذي أخفاه بدماثة خلقه المعهودة هنا امتلئنى الخجل من هذا الصديق .
حين انتهينا من تناول الإفطار وانتحينا جانبا يحدثني بنبرة ناصح أمين وازعم انه صادق ، لم يجادلني فيما اكتب من صحة أو كذب ، لكنه قال لي : هل ترى أن الوقت – يقصد الظروف السياسية وما تمر به الجماعة – مناسب لذلك ؟ . ثم أردف بقوله : أن طاقتك الفكرة جيدة جدا في قضايا وحدة الأمة ووأد الفتنة وما أظنك متفرغ لإفراغ طاقتك الفكرية في غير موضعها ؟
وبدون أن أرد عليه أو أناقشه دار في رأسي ألف سؤال وسؤال ، وجاءتني ألف ألف إجابة غير أن خجلي منعني .
قلت فيما قلت وهل يترك الإنسان ماهو موضوعي وعلمي من أجل ماهو ذاتي وانطباعي ، تُرى لو أن هذه الجماعة ( جماعة الإخوان المسلمون ) بها أكثر من بدر مرزوق – وأظن أن بها- وان هؤلاء كانوا مسؤلى مكاتب أو اسر أو اى شكل من الأشكال التنظيمية في تنظيم الإخوان المسلمين تُرى هل كانت هذه الجماعة التي يوجد بها مثل هؤلاء البدور (جمع بدر) ستختلف عن هذه الجماعة التي يدونهم ؟
والإجابة وبالتأكيد: نعم .
والسؤال التالي والموضوعي لماذا ؟.
والإجابة : إن صديقي هذا تمثلت فيه وبالتأكيد كل حسنات الإسلام أو أغلبها من حسن المعاشرة ، وحسن الخلق ، وحسن العقل ، وحسن العمل ، وهل نعلم في الإسلام أو في العقائد أفضل من هذا ، وهذه واحدة .
الثانية : ما أن أطالع بدرا (صديقي ) حتى أتذكر أنفال كريمته الكبرى التي قررت على أثر انتفاضة الأقصى أن تكون واحدة ممن يستشهدن في سبيل الله وفى سبيل الوطن الأم وفى سبيل الأمة ، فتركت مدرستها ، وحملت مصاغها (حليها الذهب ) ، وتركت لوالدها (بدر) خطابا : أبتاه إني إلى ارض الجهاد(فلسطين) ذاهبة .......
هذا الرجل الذي أسعده زمانه وانعكس فكره ونضاله على ابنته حتى قررت أن تلتحق بأخواتها في أرض الجهاد والذين سبقوها بالاستشهاد ، وهى فتاة صغير عاشت ماعاشته من عمرها في أحد محافظات جنوب مصر (الصعيد) البعيدة عن مناطق الحدود والتماس مع فلسطين ( المحتلة ) ، ورغم حداثة سنها وبعد المكان عن المكان إلا أنها قررت دون مشورة أن ترتحل إلى الاستشهاد. أرى أن بدرا هذا (صديقي ) وبحق أنموذج أخجل منه وأنموذج يحتذي به وأنموذج أرى أن يكون قدوة ومثل لهذا الجماعة أن تحتذي به .
وتبقى المعضلة بيني وبينه هل أترك بحثي وعملي من أجل (بدر) ، أم أتابع في درسي وعملي من أجل بدر أيضا وأنا في خجل ... معذرة بدر .. معذرة أبو أنفال .

*محمود جابر: كاتب وباحث متخصص في جماعات الإسلام السياسي المشرف العام على المنتدى الفكري بمركز يافا – القاهرة – مصر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa