الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية في سوريا

سلطان الرفاعي

2007 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل أغنية الفنان مرسيل خليفة ، والتي يقول فيها (معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني ) . تُعبر خير تعبير على واقع العلمانية ، والعلماني ، في سوريا وفي باقي أرجاء الوطن العربي . فالطائفية البغيضة ، أو الشروال العثماني ، لا زال اللباس الرسمي لكل العلمانيين في سوريا وفي الوطن العربي ، ولدينا المئات من الشواهد الحية ، على تجزر الطائفية البغيضة في نفوس العلمانيين .
يُشبه العلماني في سوريا اليوم ، أراجوز يسير على حبل مشدود ، وعلى رأسه سلة من البيض . وكلما كان تمرينه أكثر ، ودهاءه أشد ، كلما
اجتاز عدد أكبر من الخطوات ، ولكنه في النهاية ، سيسقط ، وينكسر البيض .
يبدأ الخصام بين شخصين علمانيين ، على أمور شخصية بحتة ، وإذ بالشتائم ، تتطاير من هنا وهناك ، لا لتطال ، فكر الشخص الآخر ، أو شخصيته ، ولكن ، لتطال دينه وطائفته .
علماني أجاد السير على الحبال ولسنين طويلة، ونجح في التقدم عدة خطوات ، وفجأة يختلف مع الآخر ، فيُسارع الى مهاجمة الكنيسة ورجال الكنيسة عبر أحد المواقع السورية ، وتصل به الأمور ، الى الإساءة الى الراهبات ، اللواتي نذرن أنفسهن ، لخدمة الأخوة الإنسانية ، وما الأم تريزا ، رسولة المحبة والفقراء الا واحدة منهن .
موقع وصحفيين علمانيين ، يتصلون بجهات رسمية ، طالبين منها ، الضغط على أحد المواقع ، لحذف مقالات علمانية ، تهاجم الفكر الأصولي الإرهابي . وعندما تتصل الجهة الرسمية بصاحب الموقع ، وبسؤاله عن رد فعله على حذف هذه المقالات قال لهم : طبعا لن أتأثر ، فنحن ، عندما ننشر مقالات الكاتب الإماراتي العلماني والملقب بإبن كريشان ، والذ ي يُهاجم الفكر الأصولي ، نوجه خطابنا ، على ما نعتقد ، الى سوية معينة من القراء ، فإذا كانت هذه السوية ، تتصل بالجهات الرسمية ، ويُزعجها هذا الخطاب العلماني ، فإننا نحذف تلك المقالات بكل رحابة صدر .
هنا تتجلى المهزلة الكبرى ، عندما يُطالب العلمانيون ، وتحت تأثير الحقد والطائفية البغيضة ، بحذف مقالات علمانية ، بحجة أنها تُسيء الى الدين الإسلامي . والمهزلة الأكبر هي الإتصال بالجهات الرسمية ، واستعدائها على مقالات علمانية الطابع .ولا يبقى ، لدينا ، الا الأعتذار من حزب النظام ، ورغم كل نقائصه وعيوبه ، والذي طالما انتقدناه مطولا ، ومرارا وتكرارا عليها . الا أنه أثبت ، عبر مدارسه (هناك مدارس ومعاهد ذات طابع واحد) ، ومعاهده، وجامعاته ، وفكره ، أنه أكثر علمانية من كل هؤلاء المدعين .
الأنكى من كل ذلك ، هو ، أننا نطلب من الحكومة الكف عن حجب المواقع ، ولكننا ،، نقوم نحن ، بالإتصال بالجهات الرسمية الأخرى ، طالبين منها ، الضغط على المواقع من أجل حذف بعض المقالات ، وكأن هؤلاء المدعين ، من أصحاب المواقع ، يقومون ، بأفعال أسوأ ألف مرة مما تقوم به الدولة .
اليوم وصلني البيان التالي :
هيومن رايتس ووتش تطالب سوريا بالافراج الفوري عن معتقلي الرأي " والكف عن حجب مواقع الإنترنت .
اذا كنا نعيب على الدولة ما تفعله من حجب للمواقع ، فماذا نُسمي ، اتصال بعض المواقع بالجهات الرسمية ، وطلبها منها ، حجب المقالات العلمانية من أحد المواقع السورية ؟؟؟؟؟؟. وهل ستتدخل هذه المنظمة لصالح هذا الموقع الذي حذف المقالات بناء على ضغط --- من موقع سوري آخر؟؟؟ .
أيها السادة ، مرة أخرى ، في سوريا مواقع تدعي العلمانية ، تدس على مواقع علمانية . في سوريا يُقدمون الخدمات المجانية للأجهزة الرسمية ، وبدافع الحقد وتبييض الوجه . ويعطونهم الذريعة ، من أجل الاستمرار في حجب المواقع .
عالم السياسة والصحافة في سوريا ، مليء بالعلمانيين المخادعين الذين هم على استعداد ، في سبيل تضخيم ذواتهم ، لتزييف أية معرفة وتدويرها إلى مستواهم في معاداتهم للأخلاق . يقومون في البداية ، بتجريدها من محتواها الجوهري الثمين ، ويحولونها الى مطية يركبونها ، في مراحل تسلقهم سلم السياسة والصحافة .
يكتبون في العلمانية ، وينشرون عن العلمانية ، ويُقيمون الندوات ، والمحاضرات . ولكن عبث يبقى الطقم الطلياني فوق الشروال العثماني .
اننا نظن ، وبعض الظن اثم، أن هناك بعض المواقع ساهمت في حجب بعض المواقع العلمانية الكبيرة والموجودة خارج سوريا وعلى رأسها موقع الحوار المتمدن ، الرئة العلمانية ، التي كان يتنفس منها الجميع . ؟؟؟؟؟
(( مهني أجير ، يسرق من معلمه جزأً من (حجر الفلاسفة )) لإنجاز تحويلاته للرصاص الى ذهب ، ولكن بعد عدة محاولات لاستعماله ، يفشل ، مما يقودنا الى الاستنتاج بأن العنصر الفعال كان داخل المعلم لا في الحجر)) . وهكذا العلمانية : هي اختبار يعيشه المرء ، ويمارسه ، ويُعلمه لأبنائه ، وطلابه . وليس مجرد شعارات وكتابات ، نتبجح بها ، وعند الحقيقة ، نكشف عن أنياب الطائفية البغيضة ، والتي ، لا زالت تُقيدنا بسلاسل ، أقسى من الفولاذ .
ولكن هل يختلف حال العلمانيين في بقية الدول العربية . لا نظن ذلك ، ومن الأكيد انتفائها في دول الخليج ، بسبب سيطرة الدين ، على كافة ةمناحي الحياة هناك . والدولة الوحيدة ، التي يمكن أن نتحدث عن العلمانية فيها ، قد تكون لبنان .
وماذا عن لبنان ؟
في لبنان هناك مجلس للمطارنة ، يجتمع كل شهر ، ويُعطي رأياً سياسياً اجتماعياً اقتصادياً!!!!!!
في لبنان ، دار للأفتاء ، صاحبها ، يقف ويُعلن على الملأ ، حمايته للحكومة ، عبر توصيفها بالخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه !!!!!!!!!!!.
هل هذه هي العلمانية ؟
نموذج من المقالات ، التي تدخل فيها احد المواقع لدى جهات امنية ورسمية طالبا حذفها:
كتب ابن كريشان:
(( حين تمخضت الوهابيه بخطها الضيق المتشدد عن ولادة مسخ القاعده..الذي سخرت له الاموال الامريكيه والعربيه لمحاربة الاتحاد السوفييتي ، بدأت الدكتاتوريات تحس بالخطر.فهناك حركة جديده ناجحه في التأثير على الشعوب و صاروا يرون شبابهم يهرب الي افغانستان ويحارب من اجل افغانستان بدلا من فلسطين، و يستعمل اسلحة امريكيه لمحاربة الحليف التقليدي للدكتاتوريات العربيه، الاتحاد السوفيتي...بدأو يفقدون الوصايه على العقل العربي لمارد جديد..اكثر قدره على غسل الادمغه بالرغم من عدم وجود صحافه واعلام له، مارد استطاع تغيير المناهج بدون ان يكون في الحكم..هذا المارد يريد فرض الوصايه على الذهنيه العربيه وخطفها من الدكتاتوريه الفاشيه
بعد ان تمكن طالبان من الاستيلاء على افغانستان اسسوا امارتهم الاسلاميه التي تكللت بالمصاهره بين قطب الارهاب بن لادن والاعور الدجال..لم تنجح هذه الدوله في التنظير للانطلاق لتأسيس الدوله الاسلاميه، القضيه المحركه لقطعان الرمال انتهت، تم اخراج الملحدين الشيوعين من افغانستان..القضيه الفلسطينيه انتهت موضتها والقائمين عليها يريدون السلام
تفتق ذهن المنظر الكبير للقاعده الظواهري الي انه يجب ان يخلق صراع يجذب الجماهير العربيه ويعيد لها حماسها الخرفاني السابق..كيف يتحرك القطيع باتجاه فكر القاعده؟
الحل ببساطه هو نفس اسلوب الناصريه والصداميه، افتعل حربا مع عدو خارجي، وليس افضل من امريكا فهي القوه المهيمنه على العالم، وان كانت حليف المجاهدين السابق، فجرعات كراهية امريكا التي تخدرت بها جماهير العربان..مازالت فعاله
كان الهجوم على امريكا هو المحرك والبدايه..فالذهنيه العربيه غذت بسنوات من الكراهيه لأمريكا لأنها هي التي تحمي اسرائيل ..فمثل واحد يكفي ليرى قطعان الرمال ان هناك سلطان جديد يستطيع ان يذل امريكا ويضربها بعد ان فشلت شوارب الدكتاتوريات في ذلك..سيولد التعاطف مع القاعده، ليبدأ تأسيس الدوله الاسلاميه ، على انقاض القوميه
ارهاب جديد ولكن اشد و اقسي من ارهاب الفاشيه..فهل سينجح ذلك ؟)).
دمشق
9-10-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا