الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ، و العلم .... هل يصح الربط بينهما؟

أحمد الحادقة

2007 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما نري بعض من الناس ، يقحمون العلم في المسائل العقائدية ، كالدين
يجب أولا ، معرفة ماهية الدين ، و ماهية العلم ، حتي نصل إلي جواز أو عدم جواز الربط بينهما
------------------------
العلم
العلم ، هو عملية دراسة الظاهرة بكافة نواحيها لمحاولة اكتشاف القوانين التي تحكمها
هذه الدراسة تجري ، عن طريق الملاحظة ، و التجربة ، و القياس
هذه هي أهم أسس البحث العلمي ، للانتقال من مقدمات إلي نتائج مثبتة علميا تساعدنا علي التنبؤ بمستقبل الحركة المدروسة و المكتشفة علميا
------------------------
الدين
الدين دائما ، هو الاعتقاد بوجود عالم مفارق فوق طبيعي
هذا العالم المفارق ، به بعض الكائنات (آلهة ، ملائكة ، شياطين ، أرواح) ، و أماكن (جنة ، نار ، عالم أرواح) ، تحكمها قوانين أخري غير قوانين عالمنا الفيزيائي
------------------------
المشكلة ، ان هناك الكثير ممن يحاولون استخدام أسس البحث العلمي في دراسة العوالم و الكئانات الفوق الطبيعية ظنا منهم ان هذا يعمل في صالح الدين
فهل هذا فعلا يخدم الدين ؟؟
------------------------
إن العلم كآلية تجريبية ، لا يمكن استخدامه سوي علي الظواهر الملاحظة ... و هذا لمعرفة القوانين التي تحكم تلك الظواهر .. و من ثم ، نستطيع التنبؤ بظواهر مستقبلية عن طريق ذلك القانون ، و ايضا التأثير علي تلك الظواهر لخدمة أغراض بشرية
و بالتالي ، نري هنا أن القوانين الطبيعية ، ليست سوي إسقاطات بشرية علي الآلية التي تعمل بها الطبيعة .. و هذا ، لفهم تلك الآلية
------------------------
لكن من ناحية الدين ، فالكائنات الفوق طبيعية (آلهة ، ملائكة ، شياطين ، أرواح) ، هي كائنات غير ملحوظة
و بالتالي ، فمحاولة إسقاط أي قوانين عليها عن طريق البحث العلمي ، هي محاولة فاشلة من الأساس
------------------------
لكن الكثير ، يقولون اننا كبشر ، نستطيع ملاحظة أثار تلك الكائنات الفوق طبيعية
و هنا ، يكون قد تحقق أول بند من أسس البحث العلمي ، و هو الملاحظة
فإن تحققت جميع البنود الأخري ، كالتجربة ، و القياس ،، نكون بالتالي وصلنا إلي معرفة آلية هذه الظاهرة ، من أسباب حدوثها ، إلي كيفية حدوثها
و بالتالي ، نجد أنفسنا أمام ظاهرة طبيعية
و هذه الظاهرة ، كنتيجة ، يجب ان يكون سببها طبيعي ، و ليس فوق طبيعي
فإن كان سببها ، حسب الاعتقاد الديني ، هو الله مثلا ، و قد قمنا بمعرفة آلية تحركاته ، فهو بالتالي ، أصبح شكل من أشكال الطبيعة .. و ليس شيئا فوق طبيعي
و هنا نصل إلي "الطبعانية" .... أي أن الطبيعة هي كل شيء .. و لا وجود سوي للطبيعة
-----------------------
و يمكن التدليل علي خطأ الربط بين العلم و الدين ، في مثال رياضي صغير
هل يمكن الجمع بين "س" و "ص" ؟؟؟
الـ"س" هنا ، هي القوة الميتافيزيقية كالله مثلا ... و الـ"ص" ، هي الظاهرة الطبيعية ، و التي استدلنا علي طبيعتها عن طريق أسس العلم
فنري هنا ان مثل هذا الرابط ، لا يجوز علي الاطلاق
لأنه ، لا يجوز جمع عنصرين مختلفين
و هنا قد نصل إلي سبب ظهور نظرية إله الفراغات
----------------------------
لكن هنا قد يأتي من يقول ان الميتافيزيقية ، ليست شيء غير طبيعي ... بل هي شيء طبيعي ، لكن ذو قوانين زائدة أو فوقية عن القوانين التي نألفها
لكن إن سلمنا بهذا الإدعاء ، فهذا يعني أن ما هو ميتافيزيقي ، هو طبيعي ايضا ... و مسألة الطبيعة هنا ليست أكثر من نسبية القوانين الطبيعية التي تحكم كلا العالمين
و من هنا ، نصل إلي نفس النتيجة

أما ، إن سلمنا ان الأشياء الميتافيزيقية ، هي أشياء غير طبيعية ، فقد نكون وقعنا في نفس الازدواجية و المغالطة المنطقية هنا
------------------------
و هنا ، يجب ان نختار الرؤية التي نتبناها في النظر إلي العالم
إما رؤية ميتافيزيقية فوق طبيعية
أو رؤية طبيعية علمية
لكن الجمع بين الاثنين في الإطار التجريبي ، هي مغالطة و تناقض منطقي واضح
------------------------
فتبني الرؤية الطبيعية ، سيكون تبني مبنيا علي أسس واضحة
لكن تبني الرؤية الفوق الطبيعية ، سيكون مبني علي أسس غيبية
------------------------
و من هنا ، نضع فكر الاعجاز العلمي تحت النقد
لأن آلية البحث العلمي ، هي آلية نسبية
و النصوص المقدسة كالقرآن و الحديث ، هي نصوص مطلقة
و الجمع بين الاثنين ، سيفقد النص قدسيته و إطلاقيته
----------------------
يعني بإختصار
العلم ، منهج تجريبي
و لذلك ، ليس من الممكن ان نخضع رموز دينية غيبية للتجريب ، و إلا فقدت صلاحيتها كغيب و شيء غير طبيعي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني