الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة التعليم العالي ..وغياب التخطيط الاستراتيجي ..

خالد قمبر

2007 / 10 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


التخطيط في عالمنا اليوم يعد ضرورة ملحة .. إلا إن الحكومة لها رأى مغاير أو مختلف .. لأسباب معروفة و غير معروفة ..!!! بالرغم من إن الجميع يعترف بضعف المخرجات التعليمية سواء كانت الثانوية العامة وحتى الجامعية بسبب ضعفها وتقصيرها في مواكبة سوق العمل و الاقتصاد بوجه عام أو مواكبتها لسير عالم التكنولوجيا السريع بوجه خاص ..!!
ويبدو إن ما أثير منذ أيام قليلة بخصوص أزمة التعليم العالي والجامعات الخاصة وعدم اعتراف بعض الدول الخليجية سواء كان في الكويت أو سلطنة عمان قد دق ناقوس الخطر بوجود أزمة كبيرة خاصة بالتعليم العالي في مملكة البحرين ..!!! والغريب إن مجلس التعليم العالي صرح .. بان كافة الجامعات الخاصة معترف بها ..!!! فهل يكون هذا التصريح مدحوضا للتشكيك الذي أوردته الكويت و سلطنة عمان ..؟؟!! لا اعتقد .. و الدليل تلك الكومة الكبيرة من الاجراءات والتصريحات والتشريعات الجديدة المتعلقة بإعادة السياسة العامة للتعليم و البحث العلمي من حيث سبل المتابعة و المراقبة و الإشراف على مستوى التعليم الجامعي في مملكة البحرين وخاصة مراقبة الجامعات الخاصة ..!!!
إلا انه وبسبب عدم وجود الأسس العلمية السليمة أو وجود إستراتيجية تعليمية واضحة .. قد اوجد ثغرات ونتائج سلبية ..!!! ويبدو إن المجلس قد انصب جل اهتماماته في تشجيع الاستثمار الخاص في التعليم العالي ..!!! وإلزام الجامعات الخاصة بتدريس مقرر تاريخ البحرين الحديث والمعاصر ..واعتبره مطلبا دراسيا إلزاميا .. !!! لماذا ..؟؟!!! إن مادة التاريخ يلاشك مادة مهمة يؤخذ من تجاربها النواحي السلبية و الايجابية بلا رتوش أو تحفظات ..!!!. ولكن ليس بالتاريخ وحده تتطور الأمم وتنمو الحضارات ..!!! وهنا مجرد تساؤل من مهمات مجلس التعليم العالي البحث العلمي .. فما هو مفهومه وأسسه واحتياجاته ومتطلباته ..؟؟!! و أين هذا البحث العلمي سواء في جامعة البحرين أو في الجامعات الخاصة ..؟؟!!
فمثلا يتحدث مجلس التعليم العالي عن إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات في الجامعات الخاصة ولكنه نسى أو تناسي ما تعانيه جامعة البحرين الوطنية من ضعف الموارد المالية وبالتالي ضعف البحوث العلمية وعالم المختبرات وبالعموم تدني مستوى الخريجين بسبب التوجه إلى العلوم النظرية أو المكتبية إن صح التعبير ..!!!
حقيقة مرة نمر بها في مملكة البحرين وهى لا توجد سياسة أو إستراتيجية واضحة فالحكومة بمؤسساتها التعليمية وغير التعليمية لا تقوم بالتحرك إلا عندما يقع الفأس في الرأس .. كما يقولون .. وتوضع هذه المؤسسة الحكومية على فوه البرهان .. وتتعرى الحقيقة الصعبة و المرة يبدأ المسئولون في التحرك .. و تصحيح الخطأ والبحث عن مواطن الضعف والخلل ...!!! وهذا ليس محصورا على المستوى التعليمي فقط بل يكاد في كافة المجالات الحكومية ..!!! وهو بسب انعدام التخطيط الاستراتيجي .. و الذي يشمل على إعداد الخطط و كفاءة الطاقم الإداري المسئول و والطاقم الفني المحترف ..!! .. و تطبيق الخطط و متابعتها و تقييمها المستمر ..
مؤخر تم التصريح بان الأمانة العامة لمجلس التعليم العالي ( حاليا ) وفى إطار ( قانوني ) إلى تفعيل ما أعدته وأصدرته من لوائح و ضوابط خاصة ( بإعادة ) تصحيح مسار الجامعات الخاصة في المملكة ..!! اى إن اللوائح و الضوابط كانت سابقا ليست بالقانونية أو لم تكن ضمن الأطر السليمة .. ..!!! والغريب إن الخبر قد أسهب في ذكر معلومات هامشية و سطحية تتعلق بالاستمارات و تسجيل البيانات ومخططات المباني الهندسية..!! ونوعية المواد الإنشائية ..!!وتوافر العزل الحراري وما شابه ..!! ومبان الإدارة و المرافق و المطاعم و الملاعب و قاعات المحاضرات .. و دورات المياه و مواقف السيارات ..!!!
هل هناك خلل ..؟؟!! نعم هناك خلل كبير .. ما زالت مخرجات التعليم الثانوي تعاني من الضعف و القصور وعدم ملائمتها لما يسمى بسوق العمل .. وان عملية التنجيح الآلي مازالت مستمرة ..!! فالكثير من المخرجات الثانوية العامة تعاني من القصور وخاصة في مجال اللغة الانجليزية ومواد الرياضيات ..!!! فقد تقدم الكثير لامتحانات قبول الوظائف في القطاع الخاص ولكنهم قد فشلوا في اجتياز الامتحان التمهيدي ..!!! فكيف اجتازوا الامتحان النهائي للثانوية العامة ..؟؟!! مجرد سؤال ..!! هذا بالنسبة لمخرجات المدارس الحكومية .. ومخرجات الجامعات الخاصة ليست ببعيدة عن هذا المنوال .. فالكثير يعتبر إن غالبية الجامعات الخاصة أنشأة بقصد الربحية فقط .. وليست بغرض تطوير المجتمع وتهيئة لسوق العمل .. البعض يعتبر الشهادات الجامعية الممنوحة مدفوع الأجر ..!!!
من المؤسف إن وضع غالبية الجامعات في البحرين لا يختلف عن الجامعات في الوطن العربي الكبير فهي تعاني من نفس المشكلة سواء بسبب ضعف التعليم وضعف المخرجات و سوء التخطيط للعملية التعليمية وقصور ذاتي في القائمين عليها ..!! والطامة ألكبري هي إن رسائل الماجستير و الدكتوراه في العالم العربي كما وصفها احد الاكادميين إن غالبيتها وصفية أو إحصائية لا تقدم حلولا وليست تجريبية يعتمد عليها التخطيط بالإضافة إلى إنها لا تخدم التطلعات المستقبلية ..!!!
فهل التعليم العالي في مملكة البحرين سواء حكوميا أو خاص قد حقق النتائج الراقية المطلوبة ..؟؟!!! فالحصول على الشهادة الجامعية اليوم لم يعد ترفا أو لقبا أو مجرد وجاهه .. فان كان كذلك فهو قصير الأمل ..فالحياة العملية والاجتماعية والثقافية كفيلة بان تجرد حاملها أو تعريه أو حتى تفضحه .. ولو بعد حين ..!!! فحاضرنا المعاصر بالرغم من انتشار الفساد وشراء الشهادات و النفاق والتشدق و المظاهر الزائفة فهو في النهاية لا يصح إلا الصحيح ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا