الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهديد الحكومة التركية بين ترحيب الشوفينية العربية ومقاومة جماهير كردستان العراق

طه معروف

2007 / 10 / 20
القضية الكردية



تهديد الحكومة التركية بالتوغل العسكري في كردستان ليس بجديد إذا عرفنا ان النظام السياسي التركي العنصري كان على مر الزمن في مقدمة الدول الإستبدادية في المنطقة التي تمارس بهمجية الظلم القومي وهو في الحقيقة محور الشر ومصدر الإرهاب في المنطقة. لقد سبق أن تدخل عشرات المرات في عمق أراضي كردستان العراق بحجة "محاربة الإرهاب" و معاقبة وسحق مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وسط الرفض والغضب الجماهيري العارم و إستقبال وترحيب من جانب الأحزاب القومية الكردية أحيانا كثيرة.
مما هو الجدير بالملاحظة أن رئيس الحكومة المركزية الفارغة في بغداد نوري المالكي إتخذ نفس موقف الشوفينية العربية و لم يتوقف عند حد السماح لتدخل عسكر الحكومة التركية في كردستان، بل وعد بمحاربة حزب العمال الكردستاني جنبا إلى جنب مع هذه الجيوش الفاشية المعتدية .وبهذا الموقف تجاوز المالكي حتى موقف الحكومة البعثية الشوفينية السابقة التي كانت تعاونها محصورا مع الجيش التركي في إطار إتفاق يسمح للجيش التركي بعبور الحدود الى عمق 30كم داخل كردستان العراق بحجة محاربة مسلحي pkk والقضاء عليهم .
إن تهديدات الحكومة الإسلاموية الفاشية قد أثارت غضب الجماهير في كردستان حيث عمت الإحتجاجات والمظاهرات معظم مدن كردستان لتعلن الجماهير إستعدادها لمقاومة الجيش التركي الفاشي بعكس الموقف السياسي المتخاذل والإستسلامي للأحزاب القومية الكردية التي عبر عنها كل من طالباني وزيباري ودعوا مقاتلي حزب العمال إلى مغادرة كردستان العراق بدل شجب هذا السيناريو الرجعي الذي يخفي نوايا الحكومة التركية الحقيقية تحت مظلة محاربة حزب العمال الكردستاني.أي أن طالباني وزيباري طبلوا نفس طبول الحكومة الفاشية الإسلاموية التركية فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني
وكأنما هما السبب الوحيد وراء التهديدات التركية لتدخل في كردستان .
الحكومة التركية كعادتها دائما تسمي الأمور بعكس مسمياتها،فهي تزعم أنها تتدخل في كردستان "لمحاربة الإرهاب" ولكن نفسها تسلك سلوك الإرهابيين وتلجأ إلى القوة العسكرية لنسف اسس الأمن والإستقرار في كردستان إسوة بمناطق العراق الأخرى . وتزعم أنها تتعاون مع العراقيين ولكن في الواقع تريد أن تستغل وضع الجماهيرالتركية في مدينة كركوك وتلعفر لزرع التعصب والصراع القومي كي يستفاد منها لتنفيذ عدوانها الهمجي على الجماهير حالها حال الإرهابيين(علما بإن جماهير التركمان كانوا في السابق يتعرضون لإبشع أشكال الإضطهاد من القمع و الترحيل على ايدي القوميين البعثيين أمام أنظار الحكومة التركية ولم نرى منها أنذاك اية موقف للدفاع عنهم) . فهي تزعم أنها تحترم سيادة العراق ولكنها تقيم القواعد و المعسكرات داخل الحدود الدولية للعراق منذ سنوات ومنها ترسل تهديداتها للجماهير في كردستان.وتزعم أنها ضد تدخل الدول الأقليمية في العراق ولكن نفسها تلتقي مع الشوفينيين العرب على شاكلة الضاري وتحرض التركمان في العراق على العنصرية القومية بغية تفتيت النسيج الإجتماعي في العراق .وإذا كان هذا التدخل الغير الشرعي و التهديد الهمجي العسكري لقمع واخضاع الجماهير ليس إرهابا فما هو إذن معنى الإرهاب في نظر هؤلاء الإسلاميين والقوميين الفاشيين!!!
إن المبررات المعلنة من قبل الحكومة والجيش الفاشي التركي بحجة محاربة pkk لم تكن سوى غطاء للتغطية على أهدافها الحقيقية الخبيثة في العراق والبحث عن موطئ قدم في العراق المتشتت والمحتضر هو وراء هذا التحرك والتهديدات العدوانية لحكومة تركيا وخصوصا بعد فشل امريكا التام في العراق وعقب قرار الكونغرس الأمريكي لتقسيم العراق و بعد أن أعلن إيران عن نيته لملأ الفراغ السياسي في العراق في حال حدوث الإنسحاب الأمريكي من العراق .
إن هذه التهديدات العدوانية لم تكن تحظي بتأييد علني لحكومات العربية فقط بل أستقبلت بحفاوة بالغة من قبل حلفاء الأحزاب القومية الكردية في العراق من الإسلاميين والشوفينيين القوميين. وهذه المواقف تأكيد على طبيعة التحالفات السياسية الخادعة و الهزيلة للأحزاب القومية الكردية في العراق مع هذه القوى الذي يهلل لوحدة الأراضي على الطريقة الفاشية التركية والبعثية والإسلاموية العراقية.
مقابل هذه المواقف العدائية للشوفينية القومية العربية والتركية ليس أمام جماهير كردستان سوى الإصرار والمقاومة لنيل حقوقها في الإنفصال والإستقلال من هذه الحكومات البربرية الذي لا يعرف أية لغة سوى لغة القهر والتهديد لإدامة بسياستها الإستبدادية لإستعباد الجماهير والإستمرار في الظلم القومي .
من غير ممكن بل من المستحيل أن يتجرأ الحكومة التركية إطلاق تهديداتها بتدخل عسكري في كردستان العراق في ظل تواجد قوة عسكرية التابعة لإكبر قوى العسكرية في العالم فإذا لم تكن هناك نوع من التواطأ من الجانب الأمريكي بسبب فشلها في العراق،من جهة ومن اجل تقوية الجبهة المعارضة للمد الإيراني في العراق،من جهة أخرى.
أمريكا لم ولن تحمي جماهير كردستان من منطلق الإستراتيجي بل كانت تتعاطى معها تكتيكيا دائما كورقة الضغط لترتيب أمور العراق .لذلك فإن الإعتماد على القوى الذاتية للجماهيرفي كردستان وعدم تصديق الوعود الكاذبة والفارغة للأحزاب القومية الكردية هي أولوية اساسية للرد الجماهيري الحاسم على السياسة العدوانية لحكومة الإسلامية التركية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال


.. سيناريوهات إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو




.. شاهد: -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تجلي المهاجرين من مخ


.. واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات




.. مراسلنا: اعتقال شخص بعد أنباء عن طعن عدة أشخاص في محطة لمترو