الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الديمقراطية تستلزم العلمانية ؟؟

شهاب الدمشقي

2003 / 11 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اضحت الديمقراطية اليوم ضرورة ملحة لا يجادل في اهميتها اثنان .. بل لا نغالي ان قلنا أن أي عمل سياسي أو تحرك شعبي أو تكتل حزبي هو ضرب من العبث اذا لم يضع في اولوياته ترسيخ قيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ....

ولكن ما ان تطرح قضية الديمقراطية حتى تطرح معها قضية العلمانية التي تعتبر بدورها ميدانا لجدل سياسي وفكري بين تيارين هامين هما العلمانيين والاسلاميين ...

و السؤال الذي يُطرح هنا :

هل هنالك علاقة بين الديمقراطية والعلمانية ؟؟

هل يمكن قيام نظام حكم ديمقراطي دون ان يكون هذا النظام متصفاً بالعلمانية في نفس الوقت ؟؟

وهل نظام الحكم الذي ينبذ العلمانية هو نظام ديمقراطي ؟؟

هل يمكن الاعتقاد بالديمقراطية دون الاعتقاد بالعلمانية ؟؟

باختصار : هل الديمقراطية تستوجب العلمانية ؟؟؟؟

ان الممارسة الديمقراطية تعني ببساطة شديدة : المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار ، وحتى تكون هذه المشاركة حقيقية وفاعلة لا بد من توافر شرطين اثنين هما :

1- المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات على أساس المواطنة بغض النظر عن الفوارق الدينية والعرقية والسياسية والجنسية ....
2- ضمان حرية الفرد الكاملة في الكلام والتعبير والتنظيم والعمل السياسي ...


فالديمقراطية هي حرية الفرد في التعبير والكلام .. هي حق الآخر في الوجود وحريته في العمل والتعبير .. هي المساواة بين الجميع دون تمييز على أساس الدين أو العرق او الجنس أو القومية .. هي نسبية الحقيقة : أي الاعتراف المسبق باحتمال خطأ الذات الذي يقابله احتمال أن يكون الآخر على صواب ... هي حق الأقلية في أن تتحول الى اكثرية ، وحق انتقال السلطة الى المعارضة ..

فبدون هذين الشرطين لا يمكن القول بوجود ديمقراطية حقيقة .. وهنا يأتي دور العلمانية لضمان احترام هذين الشرطين ، فالعلمانية بهذا المعنى ليست غاية بحد ذاتها بل هي مجرد هيكلية قانونية تضمن احترام المساواة والحرية ..

فالعلمانية كما افهمها هي بناء الدولة ( كمؤسسة ) على أسس ديمقراطية تستوعب الجميع، وتوزيع الحقوق والواجبات على افراد الشعب على اساس المواطنة دون أي اعتبار للانتماءات الدينية او المذهبية أو العرقية أو الجنسية، وبناء سياسة التشريع على المصلحة النسبية والمتغيرة في الزمان والمكان وليس على مفاهيم مطلقة وثابتة كالحلال والحرام ..

العلمانية كما افهمها هي وسيلة للاعتراف بالآخر وحقه في الوجود والعمل والمشاركة والتعبير عن الهوية ( دينية او ثقافية او عرقية )

العلمانية كما افهمها مظلة انسانية كبيرة يعيش تحتها ابناء الدولة بوصفهم مواطنين فحسب ، لا مسلميين ومسيحيين ، سنة وشيعة ، .....

ان الدولة هي كيان معلمن بطبيعته ، لا يمكن ان يصطبغ بصبغة دينية ، فالدولة ملك للجميع ومن اجل الجميع ..

اذن ... يستحيل في رأيي قيام ديمقراطية حقيقة دون علمانية ..

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟