الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذاب القبر في الإسلام !؟

ماغي خوري

2007 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



خلال أحد أيام الإسبوع الماضي ( أثناء فترة الغداء المخصصة لنا بالشركة ) جلست مع صديقتي نتحدث وندردش بأمور مختلفة، وفجأة من غير قصد دخلنا بموضوع الأديان، باشرت هي بالتحدث إلىّ عن سمو تعاليم الديانة الإسلامية ورحمة نبي الإسلام وعلاقة المسلم مع الله ، وهكذا حتى بدأت تصف لي الجنات بجمالها وخضرتها وروعتها وكأنها عرجت مثل نبيها إلى السماء السابعة كي تحدثني وتسحرني بتلك الخيالات !! فبدأت تشرح وتسرد قصصا خيالية وكأنها من قصص ألف ليلة وليلة حتى كدت أصدق بأن محمدا قد جاء حقا رحمة للعالمين !!

بدوري تناسيت عن عمد بأن محمدا شق أم قرفة ( فاطمة الفزارية ) ، وقتل كنانة ابن الربيع ، وقتل رافع ابن ابي الحقيق ، وتجاهلت قصة زواجه من النساء الأرامل والمطلقات والسبايا . الخ ..
يعني تناسيت السيرة المحمدية بأكملها من أجل عيون صديقتي المسكينة !! ولم أحبذ فتح أي موضوع معها كي لا أخيب ظنها ولكي لا أنغص عليها فترة راحتها وأحرمها من تناول وجبتها اللذيذة، ففرحتها كانت لا توصف وهي تتحدث عن التاريخ الناصع لنبيها الكريم ، وكأنني لا أعرف أي شيء عن تاريخ محمد وصحابته وسيرتهم أجمعين !!

بعد أن أنتهينا من تناول وجبتنا وتناول الشاي .. تركتها تعيش بضع دقائق من الفرح وهي تقص دون كلل أو ملل، ولكن هل من آذان صاغية من طرفي !؟ مستحيل ! كيف أستطيع تصديق ما تقوله تلك الفتاة وما تهذي به وأنا التي إلتهمت الكتب الإسلامية واطلعت عليها منذ سنوات طويلة ، حتى بت أعرف حقائق هذا الدين وذلك النبي أكثر من المسلم المتوهم بسمو ورحمة هذه الرسالة ..

فجأة نظرت إلى وهي مبتسمة . تناولت القرآن وبدأت تبحث عن الآيات التي تراها مناسبة لمثل حالتي ، أي لإقناعي بإعتناق الإسلام ، وقالت : ..

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (طه 124).

قلت : مهلا ! هل أنت ترغبيني أم ترهبيني وترعبيني !؟ هل تبشريني بعذاب القبر !؟ أهكذا يكون الترغيب !؟

قالت : وهل تعرفين معنى هذه الآية الكريمة !؟

قلت : بالطبع وهي الآية التي تمثل قمة الرعب عند المسلم قبل غيره ، فهذه الآية تحذر من عذاب القبر !

قالت: يعني لك دراية بالإسلام !؟ نعم ، هذه هي نهاية كل من عصى الله !

قلت : وهل انت مؤمنة ، ولن تذوقي عذاب القبر لآنك نطقت بالشهادتين وآمنت بمحمد كنبي من عند الله !؟

قالت : لا ، لا يكفي ، فالمسلم الذي يعصي أمر الله وأمر الرسول ولم يقم بالفرائض كالصوم والصلاة والزكاة الخ . سيواجه عذاب القبر أيضا !!

قلت : وما هو نوع العذاب الذي سيلاقيه المسلم في قبره !؟

قالت : لا أعرف ولكن يقولون لي بأنه يعذب أشد أنواع العذاب!

قلت : وهل تصدقين هذه الخرافات !؟

قالت: استغفر الله ، إن الله على كل شيء قدير!

قلت: الله قدير على صنع المعجزات وصنع السلام وإنقاذ الأرواح من الهلاك والعذاب ، ولكنه لا يتفنن بعذاب الإنسان في قبره، اي قدرة وحشية هذه التي تتكلمين عنها !؟

قالت : هذه هي مشيئة الله عزوجل !

قلت: لا يا حبيبتي هذه هي الخرافة بأم عينها وهذه ليست مشيئة الله ، فهذه الوحشية لا يمكن أن تنبع من إله رحمن ورحيم ، أنسيت ماذا قلت قبل أن تقرأي هذه الآية !؟ ألم تقولي " بسم الله الرحمن الرحيم " أين الرحمة من هذا العمل الوحشي !؟ تخيلي نفسك وأنت تعذبين ويسلط عليك تسعة وتسعون تنينا . الخ ... وأعطيتها الحديث المبين أدناه ، ماذا سيكون حالك آنذاك !!؟؟

عَنْ أَبي هُرَيْرَة , عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " أَتَدْرُونَ فيمَ أُنْزلَتْ هَذه الْآيَة : { فَإنَّ لَهُ مَعيشَة ضَنْكًا وَنَحْشُرهُ يَوْم الْقيَامَة أَعْمَى } أَتَدْرُونَ مَا الْمَعيشَة الضَّنْك ؟ " قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : وَعَذَاب الْكَافر في قَبْره , وَاَلَّذي نَفْسي بيَده أَنَّهُ لَيُسَلَّط عَلَيْه تسْعَة وَتسْعُونَ تنّينًا , أَتَدْرُونَ مَا التّنّين : تسْعَة وَتسْعُونَ حَيَّة , لكُلّ حَيَّة سَبْعَة رُءُوس , يَنْفُخُونَ في جسْمه وَيَلْسَعُونَهُ وَيَخْدشُونَهُ إلَى يَوْم الْقيَامَة

راجع تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن)
راجع تفسير السيوطي (الدر المنثور بالتفسير بالمأثور)

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=20&nAya=124

قالت : لا اعرف . لا أصدق ، هل الله يستخدم هذه الوسائل ؟ هل هذا هو عذاب القبر حقا !؟

قلت : نعم هذا هو يا عزيزتي عذاب القبر الذي ينتظره المسلم بشهادة الحديث النبوي الشريف والصحيح ، فهل تريدين أن أدخل الإسلام بقدمي لكي أعذب هذا العذاب !!
فإن كان قد كتب عليكم هذا العذاب لا تكتبوه على غيركم ، إنما كان الله في عونكم ! لا تصدقي يا حبيبتي هذه الخرافة ـ إنها من الخيال المريض والسقيم .

قالت : أستغفر الله فهذه ليست خرافة .. استغفر الله !!

قلت : وهل التبشير والترغيب لدخول الإسلام يتم بالرعب والترهيب مثلما قال نبيك ( نصرت بالرعب ) !؟ يا عزيزتي أيعقل أن ترهبي الإنسان بعذاب القبر لكي يعتنق الإسلام !؟

إنتهى ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah