الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الوهابي ( 9 ) شِركة المملكة السعودية مع الشيطان !

علاء الزيدي

2007 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قامت الحركة الوهابية – السعودية ، منذ بداياتها ، على مزيج من السيف والفكر المتخلف والرجعي – كما أسلفنا في حلقات سابقة من هذا البحث – وكان يترأس هذه الحركة " الأمير " محمد بن سعود ( الهالك عام 1765 ) وابنه عبد العزيز ( حكم للفترة من 1765 – 1803 ) اللذان تعاقبا على حكم " إمارة " الدرعية بنجد . وقد اعتنق هذان الشخصان الدين الوهابي ، ودخلا عام 1733 في حلف مع الشيطان نفسه ؛ أي مع محمد بن عبد الوهاب . ومنذ ذلك الوقت ، شن ّ أتباعهما خلال مايربو على الأربعين عاما ً ، حروبا ً دموية على القبائل والأمصار والأقاليم ، لإلحاق نجد وغيرها من أطراف شبه الجزيرة العربية ، بالركب الوهابي الزاحف لتدمير الحضارة ، وإيقاف التقدم الفكري والسياسي في عموم المنطقة العربية والإسلامية .
وأخضع الوهابيون السعوديون ، أثناء حروبهم تلك ، إمارات الجزيرة العربية الواحدة تلو الأخرى ، وجلبوا إلى طاعتهم القبائل البدوية ، الواحدة بعد الأخرى . وانقاد أهل بعض القرى للوهابيين طوعا ً ، لا لإن المبادىء الشيطانية لمحمد بن عبد الوهاب استهوتهم ، فهم همج رعاع لايفقهون من أمور الدين والدنيا شيئا ً ، وإنما طمعا ً في الغنائم من المال والأباعر والحلي ّ ، فقد " كانوا يعانون من فقر مدقع وحرمان فظيع ، حتى وصول ابن عبد الوهاب ، وعقد الإتفاقية بينه وبين محمد بن سعود " ( 1) .
والحقيقة ، أن قبائل البدو هذه التي كانت عمادا ً وأساسا ً للحركة الوهابية السعودية ، وللإمارة السعودية الأولى والمملكة السعودية الحالية ، هي مجموعات بشرية لاتعرف الله أو القيم والأخلاق ، وهي على العكس من كثير من القبائل البدوية الأخرى في العالم العربي ، بعيدة كل ّ البعد عن القيم الدينية . وقد أخضعت ُ ، ذات يوم ، واحدا ً من جنود الحرس الوطني السعودي المكلـّفين من حكومتهم بقمع زائري حرم النبي محمد ( ص ) في المدينة المنورة ، للدرس والتأمل الوجيز ؛ إذ أمعنت النظر إلى تضاريس وجهه المخيفة ، وهو يرمق الزوّار المتعبّدين في البقعة الشريفة ، التي وصفها الرسول الكريم بأنها روضة من رياض الجنة ( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ) بعينين يختبىء في محجريهما عدد من الشياطين المتكوّرة ، ثم تابعته وهو يعنـّفهم و يدفعهم ويسوقهم نحو خارج المسجد النبوي بحجة انتهاء الدوام الرسمي ( ؟! ) وحلول موعد إغلاق الأبواب ، وتساءلت مع نفسي بمرارة : هل خلت هذه الأمة العربية والإسلامية الطويلة العريضة ، التي يقولون إنها تناطح المليار ، ممن يوقف هؤلاء البدو المتخلـّفين عند حدّهم ، ويطردهم عن حرم الرسول ، مسلـّما ً زمام أمور الديار المقدسة إلى إدارة أممية إسلامية ، غير تابعة لأي دولة ، إحتراما ً للرسول الكريم قبل أي شيء آخر ؟
إن هذه القبائل البدوية المسيطرة على الديار المقدسة الآن ، باسم خدمة الحرمين الشريفين ، في الوقت الذي يعتبر كبيرها الذي علـّمها السحر ، هادم الحرمين الشريفين ؛ هذه القبائل والقطعان المتخلفة إنما تمارس نفس الدور الذي كان أجدادها يمارسونه ، بهدف إقلاق الحجيج وتشريدهم ومنعهم من معاودة الحج والعمرة ، أو ، على الأقل ، بهدف السلب والنهب والسرقة لتمشية أمورها بالمال الحرام .
وقد اعتاد أسلاف هؤلاء ، خاصة ً في القرن الثامن عشر الذي شهد ظهور الدين الوهابي ، على الاعتماد على سرقاتهم من الحجيج لملء بطونهم وبطون عوائلهم . وأحلـّوا نهب الحجيج وسلب أمتعتهم . فأمهاتهم ترقـّصهم وهم أطفال مترنـّمات :
أبو عيون لجلاج ... تكبر وتسرق الحاج ( 2 ) !
وكانت قوافل الحج تتعرض لغارات مستمرة من قبل هذه القبائل البدوية المتوحشة . فعلى سبيل المثال ، هاجمت قبائل حرب وعنزة وعدد كبير من القبائل الأخرى موكب الحج المصري عند عودته في منطقة الشرفة عام 1688 ، وقتلوا عددا ً كبيرا ً من الحجاج ، ونهبوا نحو ألف جمل بأحمالها ( 3 ) . وفي عام 1786 هاجم العربان موكب الحج المصري أيضا ً ونهبوا أحماله وبضائع التجار ، وأسروا النساء . ولم يـُعـِد هؤلاء المتخلفون النساء إلى ذويهن إلا مقابل أموال دفعوها لهم ( 4 ) . وفي العام التالي ، هاجم العربان قافلة حج مصرية ونهبوا ستة آلاف من الإبل وماتحمله من بضائع ، وسلبوا أمتعة الحجاج ، حتى ملابسهم ، وأسروا النساء وباعوهن كجوار ٍ ( 5 ) .
وعلى أية حال ، فهناك أيضا ً ، قبائل أخرى سيقت إلى دين الوهابية بحدّ السيف ( 6 ) . هذا السيف ، الذي ، كما أسلفنا ، كان القاسم المشترك بين ابن عبد الوهاب ، وابن سعود ، بالإضافة إلى الفكر السقيم .
ولكن ، متى وكيف تم التحالف بين هذين الشخصين ؟
قبل كل شيء ، لايسعنا إلا أن نثني على حسن اختيار المناضل المرحوم ناصر السعيد لعبارة " شركة " في وصفه للحلف الوهابي – السعودي ( 7 ) . فقد كان هذا الحلف ، ومايزال ، شركة غير مسجلة رسميا ، في قائمة الأحلاف النظيفة . ولم يكن لهذا الحلف من هدف ، غير التسلط على البلاد والعباد ، وتخريب الدين والدنيا ، في العالم العربي والإسلامي ، لصالح دوائر عالمية معروفة .
ومهما يكن من أمر ، فقد وصل محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية عام 1160 الهجري ، وكان أميرها حينئذ ٍ محمد بن سعود ، جد السعوديين الحاليين ، ووهب الشيخ إبن عبد الوهاب نجد وعربانها لابن سعود ، ووعده بأن تكثر الغنائم عليه ، والأسلاب الحربية التي تفوق مايتقاضاه من الضرائب ( 8 ) على أن يسمح ابن سعود لابن عبد الوهاب ، بأن يضع مايشاء من الخطط لتنفيذ دعوته . وبايع محمد بن سعود ، محمد بن عبد الوهاب ، على " القتال في سبيل الله " و " معلوم أنهما لم يفتحا أبدا ً بلدا ً غير مسلم في الشرق والغرب ، وإنما كانا يغزوان ويحاربان المسلمين الذين لم يدخلوا في طاعة ابن سعود " ( 9 ) .

********************

الدوائر اليهودية .. المستفيد الأول

********************

ومن المؤكد ، أن محمد بن عبد الوهاب لم يذهب إلى الدرعية اعتباطا ً ، كما أن محمد بن سعود لم يتلـقـّه بالترحاب التزاما ً بالأخلاق العربية والإسلامية . كذلك فإن الحلف الذي عقداه ( 10 ) لم يكن من بنات أفكارهما . ولو كان كذلك لانفصمت عراه منذ أمد بعيد ، شأنه في ذلك شأن مواثيق البدو التي تنقض من قبل أحد الطرفين لأتفه الأسباب وأبسط الخلافات . في الوقت الذي نلاحظ أن الحلف التاريخي بين آل سعود وآل الشيخ ، والقائم إلى يومنا هذا ، يبدو وكأنه لاتزلزله الرياح العواصف ، بالرغم من كل الشوائب التي تعتور العلاقة بين الأسرتين من حين لآخر .
أن مصدر التخطيط لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نحو الدرعية ، وللحلف بيته وبين محمد بن سعود ، ولمجمل الإحتلال الوهابي – السعودي للديار المقدسة ، هو الدوائر اليهودية العالمية ، أي المستفيد الأول والأخير مما حدث ، حينما انتصرت الوهابية عام 1786 ، وكونت من الإمارات النجدية دولة واحدة كبيرة نسبيا ً ، ذات طابع ثيوقراطي قبلي برئاسة آل سعود ، الذين ينحدرون هم أيضا ً من أصل يهودي ، لاشك ّ في يهوديته .
ودليلنا في هذا التصور أمران :
الأول : تشابه مجيء جدّ آل سعود إلى الديار المقدسة ، مع مجيء جدّ آل الشيخ ، أي شولمان قربوزي – سيأتي تفصيل ذلك فيما بعد – فالذي يبدو من خلال الحقائق التي سنذكرها ، أن جدّ آل سعود قدم إلى شبه الجزيرة عامدا ً ومختارا ً تماما ً ، مثلما جاء جدّ آل الشيخ . كما فضـّل صحراء الجزيرة على روضات العراق – الذي كان يقيم فيه – بما تعنيه الصحراء من شظف عيش ، وماتعنيه الرياض والبساتين من نعمة وافرة ، وواضح لكل ّ ذي لب ّ أن تلك التضحية لايعقل أن تكون لوجه الله ، خصوصا ً وأن جدّ السعوديين كان يهوديا ً ، واليهودي لايعرف ، عادة ً، للتضحية المجانية معنى ً !
والثاني : الذكاء الملحوظ في التخطيط للتحالف وتنفيذه .

____________________________________________________________________________________________________




1- جعفر سبحاني – الوهابية في الميزان – قم – 1407 الهجري – ص 39 .
2- مصطفى بن سليمان الطيب – موسوعة القبائل العربية – دار الفكر – القاهرة – 1992- ص 656 ، نقلا ً عن : حسام محمد عبد المعطي – العلاقات المصرية الحجازية في القرن الثامن عشر – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1999 – ص 220 .
3- العلاقات المصرية الحجازية في القرن الثامن عشر – ص 220 .
4- المصدر السابق – ص221 ، نقلا ً عن : عبد الرحمن الجبرتي – عجائب الآثار في التراجم والأخبار – ج2 – ص 12 و 13 .
5- المصدر السابق – ص 221 ، نقلا ً عن : الجبرتي – ج3 – ص 55 .
6- لوتسكي – تاريخ الأقطار العربية الحديث – بيروت – 1980 – ص 97 .
7- ناصر السعيد – تاريخ آل سعود – دار مكة المكرمة – 1404 الهجري – ص 19 .
8- سانت جون فيلبي – تاريخ نجد – ص 35 .
9- محمد جواد مغنية – هذي هي الوهابية – ص 125 ، 126 .
10 – لم أستطع التثبت من تاريخ عقد هذا الحلف ، فالأقوال في ذلك متضاربة ومتناقضة . إذ يذكر المستشار السعودي حافظ وهبة ( جزيرة العرب في القرن العشرين ، طبعة القاهرة – 1354 الهجري ) إنه تم في عام 1150 الهجري . بينما يقول محمد جواد مغنية ( هذي هي الوهابية – ص 128 ) إنه حصل عام 1158 الهجري . في حين يقول جعفر سبحاني ( الوهابية في الميزان – ص 38 ) إن الإتفاق حدث عام 1160 الهجري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي وسلطان البهرة.. من هو زعيم الطائفة الشيعية الذي حضر ا


.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق




.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي


.. 121-Al-Baqarah




.. 124-Al-Baqarah