الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغباء جديد / الديني نداً للسياسي

هشام السامعي

2007 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو بأن مصائبنا كعرب مسلمين لن تنتهي بغباء الفهم السيئ للديني فهي الآن تمتد أكثر لتشمل التوظيف الديني للسياسي .
مؤخراً أصدر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي فتوى بجلد الصحفيين " المروجين للشائعات " حد تعبيره بعقوبة الجلد ثمانين جلدة وبالصلاة عالنبي ساوى بذلك بين الصحفي الذي ستعتبره السلطة مارقاً وبين شارب الخمر وأزاحه باتجاه الزاني بحيث إذا مافتح الباري على السلطة ساوت بذلك بين الزاني والصحفي .
بعيداً عن القبول بشرعية شيخ الأزهر بكونه شخصية دينية فهو في الأساس يشرعن لهذه الفتوى من منظور ديني معتمداً بذلك على موقعه على قمة هرم السلطة الدينية في مصر بلد الأهرام , فتوى شيخ الأزهر تأتي لتؤكد حاجة العقلية العربية إلى ثورة ضد الإقطاعيات الدينية التي تتاجر بدين الناس في مقابل حماية الحاكم بسياج يخافه العامة ويصعب النط عليه بسهولة من قبل المتنورين .
في صنعاء يحدث قريب من هذا بعد أن أقدمت مجموعة من رجال دين يمنيين بتوزيع بيان يحمل رغبات ونوايا كما تضمن البيان بالحد من المنكرات والمعاصي التي بدت ظاهرة وملاحظة في الوطن , الخبر الذي نشرته صحيفة الغد ونُشر في موقع " إيلاف " الإلكتروني على لسان مراسله في صنعاء الزميل عزت مصطفى أكد أن البيان تكفل بنشره مجموعة من الشباب المتدينين بدأ أولى توقيعاته من جامعة الإيمان حاملاً اسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني كرابع اسم يوقع على البيان .
ذلك يبدو عادياً من حيث الفكرة لكنه يبدو غير ذلك من حيث التوقيت والمضمون الواسع الذي لم يحدد أبعاد وحجم هذه المعاصي التي يريدون الحد منها , مع ذلك لايبدو أن السلطة يمكن أن تمرر بيان مثل هذا دون أن تستثمره لمصلحة الحاكم في ظل خطوط النار التي يمر عليها الوطن حالياً فهي تملك إرثاً همجياً في التعامل مع الديني من أجل تصفية خصومتها مع السياسي .
مرة أخرى يطرح السياسي كغريم أساسي للديني الذي تشكلت رؤيته من خلال مآدب السلطان وهباته التي يمنحها وقت شاء بمعزل عن القراءة الصادقة لمقاصد الشرع وللغاية العليا للإسلام وهي حماية الحقوق وتقويم الحاكم في حال ثبت ظلمه وجوره , لذا يصبح مايحدث الآن هو تجني على الدين ومحاولة العودة به إلى ماكانت عليه الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى مقابل الحفاظ على سلطة الحاكم مستغلين جهل العامة .
ويظل الفرق واضحاً بين الدين كقيمة جوهرية للإنسان وبين الدين كصناعة منتجة رأسمالها السلطان وحاشيته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah